الله الحكم العدل
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أما بعدا:
هل الله ظالم وأين هو عدله؟
والجواب أن الله سبحانه وتعالى عادل وليس بظالم، وهو القائل
سبحانه: (وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)، وكيف يكون ظالم هو القائل أيضاً:
ولو أنه كان ظالماً لما سُمحَ لأحد بأن يسأل هذا السؤال! وما كان له بأن يميز بين الظلم والعدل فيقول هذا
ظلم وهذا عدل، وما كان ليميز بين الليل والنهار أو أن يقول هذا أعجبني وذاك لم
يعجبني هذا طعمه مالح وذاك طعمه حلو الماء عذب وماء البحر أجاج السماء زرقاء صافية
وفي الشتاء تعج بالغمام أكره هذا وأحب ذاك، القمامة لها رائحة كريهة سأبتعد عنها
والأزهار رائحة عطرة.
وما كان ليفرح لو أن أحدهم أهداه وردة وما كان له أن يشعر
بالسعادة أو الحزن أو يعرف البكاء أو يشعر بأنه يريد أن يضحك. والخ...
وسنأتي
الآن على بعض الأمثلة:
النمل مثلا هل سمعت من قبل أن النمل من أبناء الخلية الواحد أو
المملكة الواحد يتظالمون فيما بينهم، لا أبدا بل نراهم في قمة الانسجام فيما بينهم،
حياتهم منظمة مرتبة يأكلون سويا يعملون سويا لا يسرقون طعام بعضهم البعض فلو أن نملة
واحدة خرجت تستكشف بحثا عن الطعام ثم وجدته في مكان ما تراها لا تأكل منه أبدا بل تسارع
على الفور لإرسال إشارات تنادي بها أفراد الخلية أن تعالوا هنا طعام ثم يحملونه الى
بيتهم ثم إذا ما جاء فصل الشتاء قسموه فيما بينهم بالعدل وأكلوه بالتساوي.
سؤال هل سبق لك بأن سمعت بنملة ظلمت نملة لا بل إنك ستقول يا
لهذا السؤال من تافه أليس كذلك، نعم لأني أنا أراه سؤال تافهاً أيضا.
ولكن افترض لو أن الظلم كان أمرا واقعا في حياة النمل ثم أرادت
نملة أن تتعدى على نملة لتظلمها، فكيف سيكون ذلك، بالتأكيد فإنها ستأتي إليها لتقول
لها أنا نملة أقوى منك وأحق منك بهذا الطعام أما أنت فنملة حقيرة ضعيفة لا تستحقين
هذا الطعام ثم ستأخذ لها طعامها وترحل لتبقى التي سُرق طعامها ضعيفة ومظلومة لا تقدر
على شيء.
ولكن
إليك السؤال الثاني؟
ماذا لو جاءت نملة من فصيلة ثانية ونوع مختلف أكبر وأضخم
وأقوى لتظلم ذات النملة السابقة، لنرى كيف سيكون الأمر،
بالتأكيد إنها ستصفعها ثم
تحملها وترميها بقوة وعُنف قائلة لها أنا أكبر وأضخم وأقوى منك وأنت حقيرة صغيرة.
أرأيت
اختلف الوضع مع نملة من فصيل نمل مختلف.
الى السؤال الثالث، ماذا لو أنك أنت أيها الإنسان أردت أن
تظلم النملة؟؟؟؟؟
ستهرسها بكل بساطة وقد يبدو الأمر لك شيئا تافها لا معنى له
سوى حشرة تخلصت منها، ولكنك لو وضعت نفسك مكان النملة لوجدت الأمر في منتهى الظلم
والتعدي، شيء لا يحتمل امر خارج عن الاستيعاب لا يتحمله العقل أبدا هكذا هو شعور
النمل تجاهك يا ظالم عندما هرست لهم نملة.
السؤال الثالث، ماذا لو شخص ما ظلمه صديقه؟
قد يسبب له بعض الأذية.
السؤال الرابع، ماذا لو أن أحدهم ظلمه ضابط الشرطة؟
سيضعه في السجن.
السؤال الخامس، كيف سيكون الحال مع شخص ظلمه الحاكم أو
الملك؟
يقتله ويقتل أهله ويضع اخوته في السجن ويبدأ بالتخلص من عائلته
كلها.
السؤال السادس، ماذا لو أن دولة عظمى ظلمت واعتدت على دولة
صغيرة؟
تمحوها عن الخارطة بكل بساطة.
أرأيت كل يظلم بما يتناسب مع قوته كل يظلم بما يناسبه، تزداد
شدة الظلم بحسب قوة الظالم.
النملة الصغيرة عندما ظلمت نملة من جنسها سرقت لها
طعامها وهربت، أما فرعون اللعين عندما اعتدى على بني إسرائيل وظلمهم فإنه أذاقهم
أعتى درجات الذل والمهانة فقتل أطفالهم حرقا وغرقا واستحيا نسائهم وجعلهم عبيدا
أذلة بلا حول ولا قوة.
نيرون عندما قرر أن يظلم روما أحرقها. ومن أمثالهم الكثير. الخ..
نأتي الى السؤال السابع والأهم، كيف سيكون الحال لو أن الله
العظيم الكبير رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، كيف سيكون حالك لو أن الله
العظيم ظلمك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يوجد جواب بكل بساطة لأنه لا أحد يعلم كيف سيكون الحال والعياذ
بالله. كيف سيكون الحال لا يوجد علم من العلوم لا فيزياء ولا رياضيات ولا شيء
يستطيع أن يخمن أو يحسب.
كيف سيكون حال الظلم ومداه من الله الذي قال:
{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) –فصلت}.
والذي
قال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ
حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ
الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54) –الأعراف}.
والذي
قال: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255)
–البقرة}.
إذا فهذا اثبات في منتهى المنطق بأن الله سبحانه وتعالى ليس
بظالم ولا بظلام للعبيد، وعكس هذا تماما فإننا نجد أن الله أعلى درجات العدل بل هو
العدل.
ولو كان الله سبحانه وتعالى ظالما لا جيء بآدم يوم خلقه الله
ولقال له أنت آدم الحقير خلقتك واعلم أنك ستعصيني فادخل جهنم أنت وأبنائك،
ولكن لم
يكن ليحدث ذلك، وكان الله سبحانه وتعالى عادلا، عامل عباده بلطف ما له من مثيل،
يوم خلق الله العظيم آدم عليه السلام،
قال له: يا آدم: أترى هذه الجنة، اسكن فيها فإنها
كلها لك.
يا آدم: أترى هذه الأشجار والثمار، كُل منها ما تشاء فإنها كلها
لك.
{وَقُلْنَا
يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) –البقرة}
{وَيَا
آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) –الأعراف}.
وإن آدم لما بدئ يشعر بالوحشة والملل، لم يقل الله في نفسه
يا لهذا المخلوق الذي خلقت، خلقته في جنتي فأصبح يمل ويتذمرن، بل كان الله رحمن
رحيما لطيفا مع آدم فخلق له حواء من ضلعه.
الله العظيم المتفرد بحكمه والذي لم يسبق وأن عصاه أحد من
خلقه، لما عصاه آدم وأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، لم يعاقبه إلا عقوبة
صغيرة خفيفة من حجم آدم يستطيع التغلب عليها بكل سهولة.
إذا فالله إله عادل ورحمن رحيم ولطيف أيضا. يعاملنا بما يليق
به ولو أراد الله سبحانه أن يظلمنا لما كنا على هذه الأرض. بل على العكس تماما نحن
من هم الظالمون نعصي الله سبحانه فيبادلنا برحمته سبحانه ونجد أنه يرزقنا من
السماء فيرسل الرياح التي تحمل السحاب ليجعل السماء تمطر لأجل أن يسقينا ماءً
عذبا، ويخرج لنا الطيبات من الأرض، ويفجر من الأرض عيوننا وأنهارا.
لا يطعم عباده إلا الطيبات ولا يرضى لهم النجس والخبائث.
قال تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ(32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ
ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ(34) وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ
ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ
كَفَّارٌ(35) –إبراهيم}.
وضف
إلى ذلك أمر مهما، أن الظالم لا يقدر على أن يغفر، أما الله سبحانه فهو إله غفور
رحيم يغفر كل الذنوب بمجرد أن يرفع العبد يديه إلى السماء مخلصا مستغفرا منيبا إلى
الله
.
نكتفي
إلى هنا.
ومن أراد أن يستزيد
فعليه بكتاب الله تعالى، ونختم بالحديث القدسي الذي رواه مسلم:
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته
بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا
عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته،
فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني
أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي،
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي
شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص
ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني
فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ،
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) أخرجه مسلم في صحيحه.
وأتمنى أني قدمت ما
ينفع القارئ، فإن أصبت فبفضل من الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
اقرأ أيضا لماذا يخلق الله عباده وهو يعلم مصير أغلبهم الى النار
اقرأ أيضا لماذا يخلق الله عباده وهو يعلم مصير أغلبهم الى النار
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفكل كلامك إنشاء وسطحى لايسمن ولا يغنى من جوع رحمة الله فالأصل شملت جميع عباده من المؤمن والكافر فإذا كان الكافر يسجد ويعبد ويدعو غير الله ومن يفرج عنه كل كروباته هو الله . فما بالك اذا كان المؤمن الذي يعبد الله ويوحده و يتقرب إليه بكل أعمال البر ويلح بكل جوارحه ودموعه بالدعاء ثم يجد البلاء يزداد ويزداد وينزل بلاء آخر واخر حتى تحولت حياته إلى جحيم لا يطاق ويتحمل العبد ويجتهد أكثر وأكثر ثم يجد البلاء زاد أكثر وأكثر حتى وصل العبد إلى اليأس وضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه رغم أن العبد فعل كل ما فى وسعه من أفعال الخير فى الرخاء قبل الشده وكثير حسن الظن بالله ويسعى فى أعمال البر وتفربج الكربات عن الناس ثم يجد البلاء قسم ظهره ودمر حياته فى كل شيء ولم يجد مخرج غير اللجوء الله إلا أن الله شدد عليه فى البلاء أكثر فماذا يفعل العبد ووجد من الله رحيم غفور حليم يرحم الكافر و يتركه للدمار حتى فسد دينه وديناه رغم قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وان العبد يبتلى على قدر دينه ويخفف البلاء ويزداد على قدر دينه حتى لا يصل العبد إلى الكفر .فهل من العدل ان يترك الله عبده بكتوى بكثرة الابتلاءات ويزيدها عليه حتى يفتن العبد فى دينه ويتهم الله بالظلم ويصل إلى القنوت فى كل شيء فى حين ان العاصي قليل الإيمان المقصر فى أعمال البر والخير عنده حسن الظن بالله أكثر منه لأن أموره مستقره وبلاءه شديد . ثم اذا كان الكافر عنده نيه طيبه يعلمها الله وحده ويوفقه فى ترك الضلال ودخول الإسلام ويثبته على الدين فما بالك من المؤمن الذي عبد الله ولم يشرك به قط ونيته أيضا طيبه يعلمها الله ثم يبتليه ببلايا يجتهد العبد فى دفعها بكل الوسائل ولم يجد من الله إلا غلق كل الابواب فى وجهه حتى فسد دينه وديناه والله من قال " يثبت الله الذين آمنوا فى الحياة الدنيا والآخرة ...." فهل من العدل ان يهدى الكافر ويترك المؤمن للفتنه رغم أن المؤمن دعاؤه مستمر بقول اللهم يا مقلب القلوب ثبتى قلبى على دينك ... طاعتك..ثم ما هى العله من خلق الإنسان ؟ انها العباده ''''' لماذا لم يترك الله الإنسان لعبادته ويحاسبه على تقصيره وعلى أفعاله من خير وشر ويحاسبه على ذلك من جنه او نار .. لماذا لم يجعل البلاء فى مقدور الإنسان ؟ لماذا جعل بعض الابتلاءات قاسمه لظهر المؤمن ودمار لحياته و تفسد دينه وديناه . لماذا خلقنا الله ولم يخبرنا بذلك ولنا الحريه . وليست هناك حجه بان الله كلفنا وقبلنا ذلك قبل الخلق . ؟ ثم كل المخلوقات رفضت الامانه وقبلها الإنسان عن جهل وظلم فكيف قبلها الإنسان بجهله وكانت ظلما له ؟ ومن هو الإنسان الذي قبلها ؟ ان كان ادم يتحملها وحده . وأن كانت كل الأرواح قبل الخلق فإننا لم نتذكر شيء من هذا القبيل . يكفى أن الإنسان حملها عن ظلم وجهل
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفواقع الحياة يقول إن الله غير عادل هذا إذا كان موجود . لا تقل لي قصص من قبل التاريخ كتبها أحد التجار في الدين ، عليك ان تأخذ من واقع الحياة وتحكم إذ كان الله عادل أم لا ، عندما ترى الحروب عندما ترى الظلم الجوع الفقر الحرمان وخاصة عندما ترى الأديان والعقائد المتعددة تتأكد أن الله أما عير موجود أو هو غير عادل أو ممكن يكون الله نائم منذ مليارات السنين
ردحذفلا أنت هكذا تظلم نفسك لأن الله تعالى هو العدل والدليل أنك تتهمه بالظلم ولو كان ظالما لما استطعت نطق مثل تلك الكلمات الضلالية فالحكم العدل هو الذي يستمع لأقوال المتهم حتى النهاية من دون أن يقاطعه، أما رأيت القاضي في المحكمة اذا استجوب المتهم فإنه يستمع لأقواله دون أن يقاطعه ويدعه حتى ينتهي في الوقت الذي حدده له مسبقا،
حذفوإني أنصحك بأن ترجع عن أقولك قبل أن ترجع إلى الله سبحانه.
ولا تأخذ الأمور من محمل منظورك للحياة دون أن تراجع ذكرياتك فتبحث فيها عن ذنوبك التي اقترفتها يداك واجترحتها مشاعرك ثم نسيتها ولم تتب عنها أو تستغفر.
دائما اسمع نفس العبارات التافهة بأن الإنسان يظلم نفسه متناسين أن الله هو من قسم الأرزاق و كتب لكل إنسان كتاب او أجل محدد بمعنى مصيره معلوم اي انه ليس مخير بل مسير .....حدثني بالمنطق لا تقل لي ان الانسان يختار الخير و السر او الامور السطحيه في الحياه...بل أخبرني بالأمور المصيريه في حياتنا التي لا يد لنا فيها الرزق و العمل و الفقر و البيئه التى نولد بها ....هل نحن من اخترناها ..و الموضوع يطول
ردحذفدائما اسمع نفس العبارات التافهة بأن الإنسان يظلم نفسه متناسين أن الله هو من قسم الأرزاق و كتب لكل إنسان كتاب او أجل محدد بمعنى مصيره معلوم اي انه ليس مخير بل مسير .....حدثني بالمنطق لا تقل لي ان الانسان يختار الخير و السر او الامور السطحيه في الحياه...بل أخبرني بالأمور المصيريه في حياتنا التي لا يد لنا فيها الرزق و العمل و الفقر و البيئه التى نولد بها ....هل نحن من اخترناها ..و الموضوع يطول
ردحذفيبدو أنك لم تستوعب الأمر جيدا وأنك جاهل قد استحوذ الشيطان عليك ليضلك عن سبيل الله الذي لا سبيل غيره سوى الهلاك.
حذفاسمع جيدا ولتلازمك هذه الكلمات فلا تفارقك
من الذي صنع لك عينين لترى بهما زينة الحياة الدنيا الله الذي صنع لك عينين وليس غيره، من الذي صنع لك أذنين لتسمع بهما أنغام الحياة الدنيا امن زينتها الله سبحانه وتعالى هو من صنع لك أذنين فلا تجعلمها كأذني الدابة أو بمعنى آخر لا تضع أصابعك في أذنيك ولا تغمضن عينيك عن الحق الذي يقول بأنك لست سوى عبدٍ لله مملوك له لا تكن مثل قوم نوح فقظ آيسهم الله سبحانه فأغرق كوكب الأرض عن أعلى قمة جبل فذهب بجميع من خلق على وجه المعمورة إلا من رحم.
وقال تعالى:
(44) - وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
سورة هود.
واعلم أن الله لا يعصى وإنه وإن عُصيٓ أمره واعتديَ على حدوده فإنه يغضب وإن غضب فإنه ينتقم وإن انتقم فإنه يعذب ولئن عذبَ فإن عذابه لا يطاق ولا يحتمل ولا يصطبر عليه وإنك ولئن ظلمت نفسك فعذبك والذي رفع السماء لتشهدن له بالعدل وأنت كاره مبلس مفلس من رحمته وأنت تلعن نفسك التي سولت لك بأن تقول على الله ما لا تعلم وتلعن ذاك الشيطان الذي توليته
وقال -تعالى-:
(3) - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ
(4) - كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ
سورة الحج.
وإني أنصحك بالتراجع عم تقولت على الله تعالى بغير علم ولا سلطان ثم تستغفر وتتوب فمن الواضح أنك غض جاهل لا تعلم الحياة جيدا فإنه لا قدر الله لو أنه أحب أن يذيقك شيئا من خزي الدنيا وعذابها فذلك أهون عليه من أن تشرب أنت الماء أو تستنشق الهواء فلقد أنزل الله تعالى أمراضا وأسقاما وأرجاسا والعياذ بالله لا قبل للبشر بالصبر هليها إذا ما أفرغ الله الصبر على عباده كما يفرغ الماء من الجندل هناك أسقام كأن يذهب الله بسمع العبد أو بصره أو يذهب بما هو أغلى وأحب للعبد كالجهاز التناسلي مثل الخصيتين للرجل أو الرحم للمرأة ضف إلى ذلك الأمراض التي لا شفاء منها وقد عاقب الله تعالى بني إسرائيل من قبل بهذا النوع من العقاب بعد أن صنعوا كما صنعت أنت فاستهزأوا بالله وكلماته وذلك في قوله تعالى:
حذف(59) - فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
سورة البقرة.
فلق أنزل الله في عصاة بني إسرائيل رجسا فمرضوا مرض الطاعون فمات منهم سبعون ألفا في ليلة واحدة، إنه سبحانه عزيز ذو انتقام ينتقم ويعذب بما يليق به لذلك إني أعظك وأطالبك بالعودة عما أنت عليه إلى صراط الله المستقيم قبل أن تبلس وتفلس من رحمة الله تعالى والعياذ بالله العلي العظيم.
بل إنما الأصعبمن ذلك بأن يأخذك الله وأنت على هذه الحالة ولقد سبق وأن حذر الله تعالى من هذا العقاب وذلك في قوله تعالى:
(45) - أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
(46) - أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
(47) - أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
سورة الأعراف.
ثانيا فإن كان شعورا بالفقر أو الظلم أو الخوف أو الحزن أو الحاجة فكلها مشاعر خلقها الله في عباده فمن ذا الذي جعلك تشعر بالظلم إن ظُلمت أليس الله تعالى من صنع فيك تلك الأحاسيس حيث جعلك تميز بين الخير والشر والخوف والأمان والجوع والشبع والحزن والفرح فلو كان الله تعالى إله ظالم لنا جعلك تشعر بالمظلومية وقال تعالى:
حذف(7) - أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ
(9) - وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ
(10) - وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
سورة البلد.
اسمع إن القرآن الكريم مجهز لصد أمثالك ومن هم أشد منك كيدا وغيظا وظلما وجورا وإن القرآن الكريم لهو حجة دامغة على العباد فلا تظلمن نفسك وتذهب بها إلى الهلاك ألا إن الحسرة والندم والإبلاس لهي أخزى المشاعر التي خلقها الله تعالى.
ها أنت ها هنا طلبت كلاما منطقي وما من منق أمنطق من آيآت الله تعالى وكتابه وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وأنا هنا لست لأتحداك إنما لأعظك وأحاول أن أساعدك لتخرج من شرك الشيطان ثم لتعود إلى الصراط المستقيم.
فهذه ليست إلا الحياة الدنيا وهي أدنى ما خلق الله تعالى وما متاعها إلا قليل مقارنة بجنة عرضها السماوات والأرض فيها ما كل ما تشتهي الأعين وتلذ الأنفس وقال تعالى:
(24) - إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
سورة يونس.
أم لعلك قد مددت عينيك إلى ما متع الله تعالى به الكفاؤ من متاع الدنيا القليل وقد خذر الله تعالى من ذلك في قوله سيحانه:
(131) - وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
سورة طه.
والله كلامه صحيح الله فعلا ظالم أكثر من البشر ليش
ردحذفتنكرون الحقيقة و لو انسان ظلم احد قمتوا عليه بالهبال والنبال و جلستوا تقولوا ظالم و ظالم و حسبي الله ونعم الوكيل بعدين الي يخاف انه يقول الحق ميت مهما عاش و الله فعلا ظالم لانه كتب على الإنسان مصيره لجنه أم لنار ثم يقول بعدها بكل كذب و ما ربك بظلام للعبيد اي ظلم بعد ذلك أكثر من هذا
ستعرف إن كان ظالما أم عادل عندما توضع في قبرك، وقال سبحانه:
حذف(6) - يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
(7) - الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ.
سورة الانفطار.
ألا يكفي أنه جعلك سميعا بصيرا، أنت الآن تتحرك وتأكل وتشرب وتبدي رأيك بهذا أو ذاك يعجبك هذا وتبغض ذاك، ولكنك ستفقد كل شيئ عندما تموت وستكون بلا حول ولا قوة.
ثانيا: لماذا تصر بأن بدي رأيك بناءا على علم الله وأنت لا تحيط منه شيئا، ومن الأفضل أن تبدي رأيك بناءا على علمك أنت وقدرتك واستطاعتك. على الأقل لو أن الله أراد أن يعذبك فلن تملك لنفسك ضرا ولا نفعا ولن يملك لك أحد شيئا ولن يستطيع أحد تخليصك من عذاب الله تعالى، وقال سبحانه:
(54) - رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا.
سورة الإسراء.
فعد إلى رشدك ولا تدع الشيطان ينزغ قلبك، فالشيطان اللعين سريدك أن تقول على الله بأنه ظالم، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد سبق وأن طرده من رحمته وخسأه وجعله من الأخسرين، لذلك هو يعتبر نفسه أي الشيطان الرجيم بأنه مظلوم من قبل رب العالمين، فليخسأ ابليس وجنوده أجمعين بل إن الله إلهنا وإله آبائنا لهو في قمة العدل وإن حكمه العدل بل هو الحكم الحق. ألا يكفي أنه سبحانه هو من قيم الأشياء وأنزل الميزان حتى أنه جعلك تعرف كيف يكون شعور الظلم فإن ظلمك أحدهم قلت فلان ظلمني.
لذلك عج إلى رشدك وعقلك واصبر إن هي إلا بضعت سنين ونرجع إلى الله فيجازيك على صبرك
فلا تخسر تلك الجنة ذات الطول والعرض ففيها الحياة المنشودة، وقال تعالى:
(21) - سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
سورة الحديد.
لذا كن رزينا متعقلا ولا تكن متهورا مسرفا.
طيب لو الانسان مسير ومكتوب عليه كل حاجه فى حياته ومهما حاول مش عارف يغير حاجه يبقى يتحاسب على ايه ولما يشوف ناس عايشة فى جحيم مالهمش ذنب فيه وناس تانيه عايشة حياة رغد من غير ما يتعبو عشان يوصلو ليها المفروض الواحد يحس بيه وفعلا كده الحياة عادلة
ردحذفولو قلت تحقيق العدل فى الاخرة طيب اللى ايمانه ضعيف ومحتاج يشوف عدل ف الدنيا يعمل ايه ويحس بايه
ردحذفالمشكلة هي أن هناك الكثير من الحالات المستعصية والتي وقع فيها الظلم كالبغي والاعتداء والاغتصاب وقتل النفس والكثير الكثير من المظالم التي وقعت وحدثت منذ بدئ الخليقة إلى يومنا هذا، هناك مظلومين كانوا قد ماتوا وما من أحد التكش فيهم أو اعتبرهم. ملايارات من المظلوميات التي مات أصحابها من الظالمين والمظلومين ولم يُنظر في قضاياهم أحد أو حتى لم يسمع فيهم بشر. فمن سيأتي بحق ها أولاء إلا الله تعالى في يوم الحساب.
ردحذفلذا إن العدل الحقيقي سيكون يوم القيامة والحسابات
وقال الله سبحانه : (8) - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
(8) - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
سورة الزلزلة.
..
وبالنسبة إن كان الانسان مسير أو مخير، فهو الإثنان معاً، بحيث أنه مسير في قدره ولكنه مسؤل عن أعماله، وقال تعالى:
(30) - يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ.
سورة آل عمران.
اللهم يسر وأعن، يامولانا تلك مسألة شائكة خطيرة بل حقل ألغام شديدة التفجير ما تملكت بعقل إنسان إلا ودفعته للإلحاد والتمرد على أحكام الله وقسمته وتوزيعه للأرزاق بمنعها أو إطلاقها لمن يشاء، ولن تجد قط جوابا يرضيك ويقنعك قط مهما بحثت أو قرأت، ومامن بشر يملك جوابا، لأننا جميعا تحكمنا تجاربنا الخاصة، فمن عرف النعيم والترف سيلقى عليك أطول المحاضرات بعدالة الخالق وحسن تدبيره وحكمته التي لا تدركها الأذهان، ويلومك ويحذرك وقد يكفرك إن ضجرت للمصائب التي تترى والحرمان، ويطلب منك أن تشكره جدا على المصائب وتفرح بها، وإلا فأنت أمام الخالق أسوء من الغني الجاحد لأنعم الله عليه. فالغنى إبتلاء والفقر إبتلاء، وأنت لا تعرف مصلحتك أين، والخالق يفعل بك كل ذلك الشقاء والهوان والذل لأنه يحبك ويتحرى مصلحتك مثلما يتحرى مصلحة من نعمه وأغناه دون كد أو عناء. سيضربون لكل مثل الطبيب الذي يصف الحمية للمريض ويحرمه لذائذ المطعم والمشرب وهو في صالحه، ويقولون لك وقد يرفعونه للرسول صلوات الله وسلامه عليه: "أن الله يختبر كل إنسان بما هو أقدر على إجتيازه والفوز بالجنة!". بعبارة أوضح أن أكثر من 90% مما خلق الله لا يصلح حالهم إلا إذا إفقتروا وجاعوا وحرموا طيبات العيش، وإن ضجوا فهم ناكرين للنعم تلك التي لا يعرفون قدرها، وأين للخنازير -حاشاك- بمعرفة الجواهر والدرر اليتيمة. تلك أجوبة إصطلح عليها كهنة الرافضة وصنوانها الوهابية تعلموها من نصرانية القرون الوسطى، هم لهم الدنيا والآخرة ولأمثالك الآخرة فقط إن صبر وأحتسب وكان البلاء أحب اليه من النعيم!!. وإلا فالنار وسوء القرار.
ردحذفيا مولانا لكل منا تصور عن الخالق سبحانه ويتوقع منه الكثير وغالبا جل مايخطر ببالك عنه فهو خلاف ذلك، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم.
فإن وجدت منه بحياتك خلاف ما تتوقعه منه أو يمليه الواقع وأملك فيه، أو لم تجنى ثمار كدك وتعبك وما أكثر ما يحدث هذا مع المتعلمين والأبرار والشرفاء وعفيفي النفس خاصة، ستلومه وتتهمه وربما تقول فيه قولا عظيما تستحي وتتحشم أن تجبه به البشر.
وأعتقد جازما أن غالب أهل النار من الفقراء والمحرومين لا الأغنياء لأن هؤلاء وإن أكرهوا أنفسهم على التلفظ بالحمد على المصيبة فإن كل جارحة فيهم ترفض ماهم فيه وتصرخ جزعا، والنار وحدها التي تطلب المزيد، ومن وقودها غير هؤلاء! تأمل عندما تشرب ملحا أجاجا بعد صدى وعطش شديد، أو تشرب كأسا سلسبيلا مثلجا: أحمدك الله فى الأولى كحمدك إياه في الثانية التي تجاوب كل خلية بجسدك وقتها حمدك بحمد أعظم؟. وما هذا على الله بخفي، وهو أعلم بمن خلق.
ولأن العقل والمنطق يرفضان البته فرضية سوء نية الخالق بعباده أو ظلمه وجهله، وكونه يضيق عيش الناس ليبرر إدخالهم لجحيمه الأبدى، فهو غني عن هذا، فالمنطق إذا أنه يتقبل من المحروم مالا يتقبله من المنعم، ويقنع منه بالقليل من العبادة والطاعة حيث سيطالب الغني بالكثير.
فلا تفكر في هذا قط، وأحسن الظن بخالقك ماوسعك، ولا جناح عليك إن نفست مرجلك أحيانا، فقط لا تكفر بالله أو تنكر وجوده مهما رماك، وتذكر أنه إن لم ينالك قط خيره بحياتك فعنده مصائب أعظم مما ابتليت به يرميك بها ولا يبالي، فقف عند حد الأدب بمعاتبتك إياه، وتذكر أن أحكامه قطعية نافذة لا يغيرها دعاء أو إبتهال أو كفر وإلحاد، فلا تفوتك الآخرة كما فاتتك الدنيا. والله أعلم وددت لو أن عندي جوابك.
جناب الأستاذ برديس افندي محمد المحترم/
ردحذففي حديث الحَكَم بن سفيان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله قبض قبضة فقال: إلى الجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: إلى النار ولا أبالي".
بمعنى إن الله إذا خلق الرجل للجنة، استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق الرجل للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار. ولهذا يقول ﷺ: والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل فالباء هنا باء العوض، يعني: ليست عوض العمل، ولكنه مجرد رحمة الله وعفوه سبحانه وتعالى، حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة من النار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل ويسر العمل وأعان عليه، فكل خيرٍ منه سبحانه وتعالى، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة، وإنجائه من النار بأسباب أعماله الصالحة، فالمعول على عفوه ورحمته، لا على عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله جل وعلا لما كان هذا العمل، ولما وفق له، فهو الذي وفق له وهداه له، سبحانه وتعالى، فله الشكر وله الحمد جل وعلا، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته، لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب، والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومن بذلك هو الله وحده سبحانه وتعالى.
ولأن العقل يحتم الإقرار بصفات الكمال والعدل والرحمة والحكمة المطلقة لله سبحانه، وإستحالة أنه يخلق عبدا فقط ليعذبه بحياته وآخرته ويرضي رغبات سادية لديه، تعالى سبحانه عن ذلكم علوا كبيرا، فلا مناص من التسليم بأن رحمته تشمل كل من أقر له بالوحدانية ودان له بالعبودية، وتقرب اليه بما استطاع ورضي بقدره. فالله سبحانه وتعالى تنزه عن النزوات والظلم والعدوان والأحقاد وخبط العشواء، نرى ذلك واضحا جليا بآيات ملكوته وخلقه أجمع وفي أنفسنا وتسيير وظائف أعضائنا التي لا سلطة لنا عليها. فلا يغرنك قول الذين لا يعلمون من كهنة الوهابية وإختها الرافضة الذين إحتكروا لأنفسهم الحديث عن الخالق وصفاته، وأخذوا سلطاته بقسمة الجنة والنار، وحجروا بذلك واسعا جدا. وما أشركهم الله بخلقه ولا أشهدهم عليه، فهؤلاء فسقة كفرة ربهم سلطانهم وما يفيض عليهم من أموال وإمتيازات، وكما تعلم فهم صورة طبق الأصل لأحبار اليهود والقساوسة النصارى، وأصل الوهابية وأختها الرافضية واحد، غرسة صهيونصرانية سقيت بماء نصراني يهودي، زرعت بتربة حاضنة هي تعاليم الخوارج التي تستبيح دم المسلم وماله وعرضه، والمسلم فقط وتؤمن من عداه وتسالمه. فهل قتلت أو حاربت الوهابية والرافضة إلا مسلما منذ ظهرتا؟ فعن هؤلاء لا يؤخذ علم ولا مشورة ولو بأمور تافهة دنيوية، فما بالك -رعاك الله - بأمور سماوية تختص بالخالق جل ثناؤه، حجبها عن خلقه أجمع، إلا ما أطلع عليه رسله الكرام.