الرد على شبهة ثمود ٢

تتمت الرد على شبهة حول ثمود
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛
ثم أما بعد:
 الرد على المشككين حول ما أثاروه بشأن قوم ثمود وناقة النبي صالح عليه السلام من شبهات وافتراءات وما إلى ذلك.
وأهم نقاط الموضوعين السابقين كانت:
- اسقطنا شبهة ذكر ثمود في الشعر الجهاي وخاصةً شعر امية بن أبي الصلط والاحتجاج به.

- أسقطنا شبهة التلبيس والخلط بين آثار الأنباط واللحيانين والثمودين.
- كما وبينا في موضع منفرد أن عماري حاول لصق خرافة ثور المجوس بناقة صالح عليه السلام وبصرنا القارئ على أنها خرافة تنطبق على عقيدته جملة واحدة.

هذه كانت أهم النقاط ولا حرج أني قد أبدئ من أحداها.

نبدأ على بركة الله تعالى:
حاول عماري إيهام المشاهد أن أول من سكن الحجر ومدائن صالح هم الأنباط واللحيانيين، حتى يجعل المشاهد يعتقد أن لا وجود لثمود في مدائن صالح وأنها خرافة، والغريب أن عماري لعب دور المنطقي وراح يستشهد بعلوم التاريخ والمؤرخين، ولكنه ومع الأسف ابتلع أكثر من ثلاثة أرباع كتب التاريخ وأظهر منها مايريد.
حيث أن علوم التاريخ والآثار تثبت وجودا لحياة الانسان من العصور القديمة في مدائن صالح.
ويقول جواد علي:
وعثر على آثار متنوعة من العصور الـ"الباليوليثية" "Palaolithikum" "Palaeolithic" والـ"النيوليثية" "Neolithikum" "Neolithic" في الكويت والبحرين وحضرموت ومواضع أخرى من العربية الجنوبية واليمن. وقد ذهب "فيلد" "H. Field" إلى أن اليمن وعدن كانتا مأهولتين بالسكان في العصور "النيوليثية"، ثم هاجر قسم من الناس إلى عمان والخليج، وهاجر قسم آخر بطريق باب المندب إلى الصومال، و"كينيا" "Kenya" و"تنجانيقا"، وهاجر فريق آخر بطريق مأرب ونجران إلى شبه جزيرة سيناء وفلسطين والأردن١.
وعثر على آثار من العصور المذكورة في مواضع من المملكة العربية السعودية تمتد من الأحساء "الهفوف" إلى الحجاز، ومن مدائن صالح إلى نجران,
..//انتهى//..

فإذا كان علم الآثار والتاريخ يقر بأن الإنسان قد سكن في مدائن صالح وغيرها منذ الزمن البعيد قبل الميلاد فكيف لعماري أن ينكر هذا ثم يقول لا يوجد ذكر لثمود في مدائن صالح ويساعده رشيد فيقول لأحد المتصلين آتني بذكر لثمود من طرف ثالث، ويالا السخرية وها أنا أقول لهم بأن آتوني بذكر لنبي الله موسى وداود وسليمان من خارج الكتب المقدسة ولا تتعبوا أنفسكم لأنه لا يوجد أليس نبي الله موسى عليه السلام كان في مصر بين الفراعنة وصنع هناك المعجزات اذا فيا عماري ءحضر ذكرا لموسى وغيره من طرف ثالث أو من مدونات المصريين الفراعنة وهذا تحدي.
ما هذا المنطق المعوج اذا قاذهب وآتني بذكرٍ من مصدر ثالث يقر بأن موسى شق البحر وعبره.
هذه كلها من الغيبيات التي تستوجب الإيمان بها،
قال تعالى:
104 )   قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ.
الأنعام.

وقال أيضا:
41 )   إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ.
الزمر.

لا ليس هذا فحسب بل اذهب وأحضر ذكرا للمسيح عليه السلام من طرف ثالث ألا تقولون بأن ثلاثة من المجوس أتوا وسجدوا للمسيح اذا فأحضر من مدونات فارس والمجوس ذكرا لهذه القصة لا يوجد، ولكني أستطيع أن اثبت لعماري ورشيد أن العقيدة النصرانية مأخوذة مما كان قبلها من الوثنيات مثل حورس وميثرا وبعل وغيرهم ورابط هذا الموضوع المطول في الأسفل. أو من هنا


نأتي الى النقطة التالية:
وهي أن وجود آثار للحيان والأنباط من غير ثمود وحدها غير كافية لتقنع العقل بعدم وجود ثمود في حقبة زمنية سابقة فالجبال في منطقة الحجر جلها من الصخور الرملية التي يسهل نحتها وقد أشرت في الموضوع السابق الى مثال فلو أراد الأنباط نحت مجسم أو أي منحوت خاص بهم على واجهات المساكن فهذا من شأنه أن يأتي بالكامل على جميع آثار الثموديين لأنه عمل يستلزم إعادة نحت الواجهة بالكامل بعمق المجسم المراد نحته فعلى سبيل المثال نحت كورنيش ينفر بقطر نصف متر فهذا يستوجب حفر الواجهة بألكامل على عمق نصف متر فهذا نحت وليس تركيب صخور وحجارة وكورنيش، وفي هذه الحالة فإن إجراء تحليل الكربون المشع سيعيدنا الى عصر الأنباط أو اللحيانيين ويستحيل أن يعيدنا الى الثموديين.

وأورد هنا فقرة لجواد علي يتحدث فيها حول عوامل التغير التي تطرئ على الآثار بشكل عام، وملاحظة هو لا يتحدث هنا عن ثمود إنما يتحدث بشكل عام وحول الكهوف الأثرية،
يقول جواد علي:
وفي العربية الغربية والعربية الجنوبية جبال ترصعها كهوف، اتخذها الإنسان مساكن له، فأقام فيها قبل الميلاد بأمد طويل, لا نستطيع تقدير زمانه، واتخذ بعضها معابد ومواضع مقدسة وأماكن للخلوة والتأمل الروحي والعبادة، وبعضها مقابر يودع فيها أجداث آبائه وأجداده وأهله، ولكن أكثر هذه الكهوف قد عبث بها الزمن وعبثت بها أيدي الإنسان, أكثر من عبث الطبيعة بها؛ فانتزعت منها ما نبحث الآن عنه من بقايا عظام, وتركات سكنى، وآثار فن، فحرمنا بذلك الوقوف على حياة الإنسان في جزيرة العرب في تلك الأيام.
..//انتهى//..

والشيء الثاني أن المستشرقين غير مقسطين في ما يخص الآثار التي تتعلق بالاسلام فعندما يكون الموضوع متعلقا بالكتاب المقدس نراهم يأتون ويسارعون في إثباتها وتوثيقها فخذ على سبيل المثال قوم لوط في سدوم وعمورية فلو وجدوا عظام حيوانات بقربها ينسبونها إلى سدوم وعمورية وهذا ما يخالف نص التوراة بوضوح لأنك لو أنيت الى سدوم وعمورية لتبحث عن آثارها فلن تجدها بكل بساطة لأن النص في التوراة يخبرنا بأن الله قلب المدينة وما حولها رأسا على عقب فءنى لهم أن يجدوا لقرية لوط أدنى أثر وفي الأمس القريب أعلن علماء آثار أمريكيين أنهم وجدوا قرية لوط ونشر لها فديو على يوتيوب. وهذا مخالف لنص التوراة في سفر التكوين كما يلي:

سفر التكوين 19

24 فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ.
25 وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتِ الأرض.

ولاحظ (وقلب تلك المدن وكل الدائرة) وهذا يعني المدن وما حولها وهو ما يعني استحالة بقاء أي أثر لهذه المدن والغريب أن المستشرقين وجدوا هذه المدن وبيوتها وحيواناتها وعظام سكانها ولم يراعوا نص التوراة.

أما مساكن ثمود فها هي وللعلم أن القرآن الكريم أشار الى أن مساكنهم قد يكون سكنتها بعض الأقوام من بعدهم في قوله تعالى:
58 )   وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ.
سورة القصص.
والآية عامة على الأقوام المعذبين بأن مساكنهم لم تسكن من بعدهم ولكن في الأية اثتثناء والعلم عند الله أنها قد تنطبق على الحجر مدائن صالح والمدة الزمنية للحيان والأنباط تعتبر قليلة نسبيا.

نأتي الى النقطة التالية:

أحبَ عماري أن يتفلسف في إنكاره لمعجزة الناقة فقال أن الله لا يخلق من الجماد حيا فرد عليه رشيد فقال له ولكنه خلق آدم من تراب فقال عماري نعم خلقه مرة ولم يخلقه مرتين!
أراد التفلسف فأوقع نفسه في الفخ؛
وهذه تعتبر شهادة منه أن المسيح إنما مخلوق لأن المسيح أتى من شيء حي وليس جماد.
ولكن سؤال لعمار بريدسم الاجابة أنت تقول أن آخر خلق لمخلوق حي من جماد كان آدم ولكن كتابك يكذبك فماذا عن عصا موسى كيف تحولت من جماد الى حي والنص في

سفر التكوين الاصحاح الرابع:
فقال له الرب ما هذه في يدك.فقال عصا.
فقال اطرحها الى الارض.فطرحها الى الارض.فصارت حية.فهرب موسى منها.
ثم قال الرب لموسى مد يدك وامسك بذنبها.فمد يده وامسك به.فصارت عصا في يده.

وهذا ما يدل بأن عماري إنما يتبع هواه وما يغلب عليه ظن وأنه جاهل حتى في كتابه وليس موضع ثقة.

و الله سبحانه وتعالى يقول:
31 )   قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ.
سورة يونس.

ومثال آخر على الحبوب والبقول بأنواعها منطقيا هي ميتة ومن الجمادات ولكن الله سبحانه وتعالى يعيد لها الحياة ثم يجعلها نباتا حيا،
قال تعالى:
95 )   إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُون.
سورة الأنعام.

الى هنا وأسأل الله أن أكون قدمت ما ينفع.
اقرأ أيضا الوثنية في النصرانية من هنا

أو من الموضوع الأصلي من هنا

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.