الرد على شبهة الحور العين هن العنب الأبيض

شبهة الحور العين والعنب الأبيض
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

هل الحور العين نعت لنساء الجنة أم أنه كما قال مشاغبي النصارى حيث وصوفه بأنه العنب الأبيض وردوا ذلك إلى اللغة السريانية!
سؤال: لماذا يحاول النصارى التشبيه والكذب حول الحور العين (نساء الجنة)؟
الجواب لأن الجنة في دينهم ومعتقدهم تختلف عن الجنة في ديننا حيث أنها في دينهم عبارة عن بيت سماوي أو منزلة يبقى الإنسان الذي دخلها بلا أي شيء من متاع الحياة كمضاجعة النساء الطاغيات
في الأنوثة والفائقات بجمالهن، وكشرب الخمر بلا حدود والتمتع بمشاهدة حمال الحدائق الخلابة والأشجار الشاهقة والتلذذ بمختلف أنواع الفاكهة وأكل لحوم الطيور المشوية ذات الطعم الذي لا يوصف. فكل هذه الملذات غير موجودة في جنة النصارى لأن جنة النصار أشبه ما تكون بسجن سماوي يكون الجميع فيها رهبانا لا يفعلون شيء من المتعة ومن قبيل هذا الخرف الممل.
لذلك أخي القارئ فإنك عندما تعلم ما هي الجنة في النصرانية فتلقائيا ستتكشف أن الجنة التي وعد الله -تعالى- بها عباده المسلمين والتي أباح لهم فيها كل المتاع والملذات وحتى وجود أنواع من الملذات لا نزال لا نعرف ما هي أو ما ستكون، لذا فإنك ستعلم جيدا أن هذه الجنة الجميلة إنما هي قمة الخطر على دين النصارى لأن الجنة التي وعد الله -تعالى- بها المسلمون هي بمثابة بلسم يشفي جروح السقما والمرضى والمبتلين وجميع اليائسين وحتى أنها تساعد الإنسان على الصبر فيقول الإنسان في نفسه إذا ما أصابته مصيبة أو بلاء ما يقول لا يوجد مشكلة أصبر ثم أضاجع النساء الجميلات في الجنة أصبر ثم أشرب الخمر بلا رقيب في الجنة أصبر ثم أتلذذ بجميع الملذات وأغرق بها خالدا أبدا إلى ما لا نهاية في الجنة كما أنها تساعد أو تمنع المرء من المعصية فيقول لن أعصي وأخسر الجنة.
في حين أن الجنة في النصرانية قد تدفع الإنسان إلى الانحراف في الدنيا فيقولن في نفسه لا أرغب بأن أعيش راهبا إلى الأبد ولا أعرف مضاجعة النساء ولا شرب الخمر لذلك سأغرف في ملذات الدنيا قبل أن تضيع مني هباءً في الآخرة، وقد تدفع الإنسان إلى اليأس أيضا حيث لو كان مريضا سقيما فإنه من الطبيعي لو تفكر قليلا فسيشعر باليأس والإحباط والحزن على ما سيفوته من متاع الدنيا.
لذلك أخي القارئ من الطبيعي أن تجد النصارى يحاربون كتاب الله -تعالى- القرآن الكريم والجنة التي وعد الله بها عباده، ومحاولة التشبيه عليها ليس فقط لجعل المسلمين يكفرون في كتاب الله -تعالى- إنما لمحاولة ردع الأخوة النصارى الذين يجدون أن الجنة في دين الإسلام هي أقرب للعقل والمنطق فما داعي للعبادة والصلاة في الآخر وقد استعبد الله -تعالى- عباده في الدنيا بكل أنواع العبودية وفرض عليهم الصلاة والصيام والحج والجهاد والموت في سبيله وأنزل بهم الأمراض والبلاء والمصائب كما أنه سبحانه قد حرم عليهم كل ملذات الدنيا باستثناء ما أحل طبعا.
مقدمة:
دعنا بداية نلقي نظرة على منهج ها أولاء الكاذبين وكيف يتعاملون في حربهم المعلنة على كتاب الله -تعالى- القرآن الكريم ودينه الإسلام العظيم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فلو تتبعنا ها أولاء الكذابين مثل (رشيد وعماري وذكريا) وغيرهم الكثير لوجدناهم في تارة يقولون إن القرآن الكريم هو من تأليف محمد!، وفي مرة ثانية يقولون القرآن الكريم مسروق من الكتاب المقدس!، ومرة أخرى القرآن الكريم كله بمجمله كذب وتزوير، ومرة يقولون القرآن مأخوذ من أساطير الأولين ومرة من الفراعنة وأخرى من البابليين وغيرها من الفرس ومرة الإسلام مأخوذ من المجوسية ومن المضحك أن تجد بعضهم يخرج علينا ليقول لك الإسلام في الأساس هو ديانة الجان وأن الجن هي التي نقلته بدورها إلى محمد!، وفي غيرة مرة يقولون لك القرآن كتاب محرف! وكيف للكافر بالقرآن الكريم أن يقول كتاب محرف وهو بالأصل كافر به ومنكر له، فعلى سبيل المثال نحن المسلمين نقول الكتاب المقدس محرف هذا لأننا نؤمن بأنه كتاب منزل من عند الله -تعالى- ثم حرف فيما بعد، فوصف المرء للكتاب بأنه محرف فهذا يستلزم أنه يؤمن بوجود نسخة منزلة صحيحة.
وغير ذلك الكثير الكثير من التهم الباطلة التي كالوها لكتاب الله -تعالى- القرآن الكريم.
لماذا لا تثبت على رأي واحد وتعتمد منهجا واحدا حتى لا تفضح نفسك بأنك كذاب متناقض في ذاتك وأصلك.
ولو أمعنا النظر في ها أولاء الكذابين لعلمنا أنهم إنما يحاولون محاولات مستميتة لدفع الناس حتى تكفر بالله الواحد الأحد وكتابه القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الله -تعالى-:
(109)   وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
[سورة البقرة].
وقال أيضا:
(59)   قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ.
[سورة المائدة].
أخي المسلم إن جاءك الكتابي ليلقي إليك شبهة ما في دينك، فقل له كيف أصدقك وأن فاسق كيف اصدقك وقد استبحت ما حرم الله -تعالى- عليك فأضعت الصلاة واتبعت الشهوات وأكلت الربى ولحم الخنزير واستبحت اللواط وأقمت زواج اللواطين، كيف أصدقك وأنت أبعد ما تكون إلى صراط الله -تعالى- المستقيم. إلخ.. ألم تستبح شرائع الله -تعالى- التي شرعها في التوراة والإنجيل.

الرد:
في هذه المرة خرج علينا ها أولاء الكذابين ليقولون لنا بأن نعت نساء الجنة الوارد ذكره في كتاب الله -تعالى- أنما هو ليس إلا العنب الأبيض!
وهنا تحديدا كان لابد لهم من أن يتبعوا منهجا مختلفا هذه المرة وذلك بأن يقول بأن القرآن الكريم نزل في الأساس باللغة السريانية، وفريق ثاني استكبر هذا المنهج فقال إن القرآن الكريم في الأساس كتاب سرياني كتبه شخص ما سرياني.
وهذا كلام فارغ ولا صحة له لأنك أخي القارئ لو بحثت في اللغة السريانية وقواعدها وأجريت مقارنة ولو بسيطة لوجدت أن اللغة السريانية تختلف كثيرا عن اللغة العربية فالعربية شيء والسريانية شيء آخر على سبيل المثال لا يوجد جمع المثنى في السريانية بينما العربية تعتمد جمع المثنى ومثال على ذلك من كتاب الله -تعالى-:
(106)   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ.
(107)   فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ.
[سورة المائدة].
فأين هي الآثار السريانية في القرآن الكريم!
ومثال آخر العربية لا تسمح بابتداء الجملة بالساكن (السكون) بينما السريانية تسمح، العربية لا تسمح بالتقاء الساكنين بينما السريانية تسمح، وهناك اختلاف في حالة الاستفهام والتساؤل، هناك اختلاف في حالة الإضافة والمضاف إليه، هناك اختلاف في حالة الفاعل والمفعول به، هاك اختلاف في حالة الفعل المتعدي، هناك اختلاف في الحركات، حالات الرفع والنصب والجر المعربة استنادا إلى الحركات التي تنتهي بها الكلمات في الجمل العربية هي غير موجودة في اللغة السريانية فمعظم الكلمات السريانية في الجمل تنتهي بالساكن وهذا ما يعني استحالة الإعراب فقواعد النحو والإعراب الموجودة في اللغة العربية غير موجودة في اللغة السريانية، هناك اختلاف في جمع التكثير، وعير ذلك الكثير.

هذا وأن قواعد التجويد والترتيل كالإدغام والإقلاب والإخفاء وغيرها كلها غير موجودة بالسريانية.
وأنا لا أعلم على ماذا يستند ها أولاء الكاذبين المريضين سوى أنهم وجدوا بعض الأسماء وهي أسماء أعلام كاسم آدم مثلا يا أخي آدم عندما خلقه الله -تعالى- وسماه آدم لم يكن هناك لا سريان ولا غيرهم ولا لغة عبرية ولا آرامية ولا سريانية.
مثال آخر قالوا بأن كلمة غلبا وكلمة أبا كلمتان غير عربيتان، الواردتان في قوله -تعالى-:
(30)   وَحَدَائِقَ غُلْبًا.
(31)   وَفَاكِهَةً وَأَبًّا.
[سورة عبس]
وكلمة غُلْبًا: هي في أصلها من الفعل غَلَبَ بمعنى طغى أو فاز الخ.. وهنا جاءت بمعنى غلب ليصبح تفسير الآية: والحدائق الجميلة قد سادت المكان وغلبت عليه لكثرتها.
وكلمة َأَبًّا: وتعني العشب هل رأيت العشب الذي يزرع في ملاعب كرة القدم هذا هو الأب تماما وحتى كلمة (عشب) هي في أساسها من مقطعين الأول (عش) ويعني العيش من فعل يعيش والمقطع الثاني من كلمة أب وهي الحشائش الصغيرة التي لا يزيد ارتفاعها عن الشبر، لتصبح كلمة عشب: عيش أب وتعني الطعام الذي يقتات عليه المواشي كالغنم والبقر وغيرها، حتى أن كلمة (أب-أبا) لا تزال محفوظة في لسان أهل الشام فإذا ما جاء رجلان ل يرفعان شيء ثقيلا قال أحدهما للآخر (أبا) أي ارفعه بمقدار العشب لأن العرب قديم لم تعرف السنتيمتر أو المتر وغيرها من وجدات القياس المعروفة في عصرنا هذا بل كانت تسميها أو تقيس عليها بمقياس الشيء.
كما أن كلمة (عيش) لا تزال محفوظة في لسان أهل مصر إذ يطلقون على الخبز (عيش) وتعني الطعام اليومي الأساسي الذي يعيشون عليه ويأكلونه.

القرآن الكريم كله عربي قولا واحد على سبيل المثال كلمة (استبرق) مشتقة من فعل (يبرق) أي يلمع وجاءت على وزن استفعل فأصبحت استبرق أي الشديد اللمعان والاستبراق.

أما كلمة (حور) والتي يشبه عليها بعض النصارى فهي كلمة عربية بامتياز وأصلها من الفعل "حارَ" وهي في العجم على الشكل التالي:
حارَ : (معجم الغني)
(فعل: ثلاثي لازم، متعد بحرف).
  حُرْتُ،   أَحورُ،   حُرْ،  مصدر  حَوْرٌ،   مَحارٌ،   مَحارَةٌ.
1-  حارَ  الرَّجُلُ : تَحَيَّرَ.
2-  حارَ  عَنِ الشَّيْءِ : رَجَعَ عَنْهُ.
3-  حارَ  إلى الشَّيْءِ : رَجَعَ إِلَيْهِ.
وفي القرآن الكريم:
14 )   إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ.[سورة الإنشقاقات]، أي ظن أن لن يعود.

حار : (معجم الرائد)
(فعل)
1-  حار  الثوب : غسله ونظفه
2-  حار  الشيء : نقص
3-  حار  الشيء : كسد.

إذا فكلمة "حور" هي كلمة جامعة لمعانٍ متعددة، على سبيل المثال لو نظرت المرأة إلى رجل ما نظرةً عابرة ثم غضت ثم عادت فنظرت إليه مرةً ثانيا فهذا دليل إعجابها به أما إن غضت ولم تنظر إله مرة أخرى فهذا دليل عدم اهتمامها وبأنه لم يعجبها فهي لا تعيره أي اهتمام، أما الحور العين فهن اللائي يعدن النظر الى أزواجهن باستمرار لذلك فإن الله -تعالى- قد أنزل في الذِكر لهن نعتاً آخر. في قوله -تعالى-:

48 )   وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ.
[سورة الصافات].

وفي قوله -تعالى-:
52 )    وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ.
[سورة ص].

وفي قوله -تعالى-:
56 )   فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ.
[سورة الرحمن].

وهنا يأتي نعتهن ب"قاصرات الطرف" أي التي تغض البصر  والنظر وتقصره عن الرجال أي لا تعيد نظرها إلى الرجال الغرباء ولكنها "حور، حوراء" لزوجها أي تعيد النظر إليه.

وأيضا حور عين تعني إذا نظر زوجها في عينيها دخل في حيرة من أمره لشدة جمالها وجمالها عينيها وطغاء أنوثتها

أيضا وإذا نظر زوجها إليها حارٙ في نظره إليها مرة أخرى بمعناه أعاد النظر إليها باستمرار فالنظر المستمر بين الرجل والمرأة هو أكبر دليل على اهتمامهم بعضهم البعض.

لذا فان كلمة حور عين كلمة عربية قحية.

نأتي الآن الى ما شبهه الكذابون حول الحور العين طبعا وهذه ليست بشبهة إنما هي كذبة.
بداية علينا أن نقرأ الآيات في قوله تعالى:
(17)   يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
(18)   بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
(19)   لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ
(20)   وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ
(21)   وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
(22)   وَحُورٌ عِينٌ
(23)   كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ
(24)   جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(25)   لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا
(26)   إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا
(27)   وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ
(28)   فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ
(29)   وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
(30)   وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ
(31)   وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ
(32)   وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
(33)   لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ
(34)   وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
(35)   إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً
(36)   فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
(37)   عُرُبًا أَتْرَابًا
(38)   لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ
[سورة الواقعة].

طبعا هنا ألقوا الكذبة وقالوا إن الحور العين بمعنى العنب الأبيض!
ولكن لو قرأن النص القرآني ثم وصلنا إلى قوله تعالى: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً) لوجدنا الضمير (هن) وهو ضمير متصل عائد على، إما على النساء أو على أشياء مؤنثة ولو افترضنا أن الآية الكريمة عائدة على كامل النص  الذي سبقها لكان من الأجدر أن يأتي الضمير (هم) بدلا من الضمير (هن) لأننا في اللغة العربية عندما نجمع فإما أن يكون الجمع جمع مؤنث أو جمع مذكر ولكل ضميره الخاص ولكن إذا أردنا نجمع جمعا مختلطا من جنسين فإننا نستخدم جمع المذكر ونشير إليه بالضمير هم، مثال:
(87)   وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
(89)   فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
[سورة الزخرف].
ولكن عندما يكون الجمع للنساء أو لأشياء مؤنث فإننا نجمع بالتأنيث ونشير إليه بالضمير هن، مثال من قوله -تعالى-:
(127)   وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا.
[سورة النساء].

أما قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً) أولا جملة الآية هنا استئنافية والضمير هن غير عائد إلا على نساء الجنة وهن الحور العين.


وقال ابن كثير:

إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً
وقوله: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين) جرى الضمير على غير مذكور. لكن لما دل السياق، وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها، اكتفى بذلك عن ذكرهن، وعاد الضمير عليهن، كما في قوله: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) [ص: 31، 32] يعني: الشمس، على المشهور من قول المفسرين.

قال الأخفش في قوله: (إنا أنشأناهن إنشاء) أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك. وقال أبو عبيدة: ذكرن في قوله: (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون) [الواقعة: 22، 23].

فقوله: (إنا أنشأناهن) أي: أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كن عجائز رمصا، صرن أبكارا عربا، أي: بعد الثيوبة عدن أبكارا عربا، أي: متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة.

وقال بعضهم: (عربا) أي: غنجات.

قال موسى بن عبيدة الربذي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إنا أنشأناهن إنشاء) قال: " نساء عجائز كن في الدنيا عمشا رمصا ". رواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم. ثم قال الترمذي: غريب، وموسى ويزيد ضعيفان.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا آدم - يعني: ابن أبي إياس - حدثنا شيبان، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله: (إنا أنشأناهن إنشاء) يعني: " الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا ".

وقال عبد بن حميد: حدثنا مصعب بن المقدام، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: " يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز ". قال: فولت تبكي، قال: " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا)

وهكذا رواه الترمذي في الشمائل عن عبد بن حميد.

وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله: (وحور عين) [الواقعة: 22]، قال: " حور: بيض، عين: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر ". قلت: أخبرني عن قوله: (كأمثال اللؤلؤ المكنون) [الواقعة: 23]، قال: " صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف، الذي لم تمسه الأيدي ". قلت: أخبرني عن قوله: (فيهن خيرات حسان) [الرحمن: 70]. قال: " خيرات الأخلاق، حسان الوجوه ". قلت: أخبرني عن قوله: (كأنهن بيض مكنون) [الصافات: 49]، قال: " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر، وهو: الغرقئ ". قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله: (عربا أترابا). قال: " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا، خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات، أترابا على ميلاد واحد ". قلت: يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة " . قلت: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، طوبى لمن كنا له وكان لنا ". قلت: يا رسول الله، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: " يا أم سلمة، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا، فتقول: يا رب، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ".
...//انتهى//...

ثانيا قوله تعالى:
(51)   إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
(52)   فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(53)   يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
(54)   كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
(55)   يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ
(56)   لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
[سورة الدخان].

وقوله تعالى:
(17)   إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
(18)   فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
(19)   كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
(20)   مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
(21)   وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ
(22)   وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
(23)   يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ
(24)   ۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ
[سورة الطور].

فقوله تعالى (وزوجناهم بحور عين) وحده كفيل بفضح كذب مشاغبي النصارى لأن الزواج لا يكون من العنب أو الفاكهة فالفاكهة تؤكل،
 وفوق هذا ستجد بأن النصارى راحوا يشبهون على هذه الآية ويكذبون عليها بحجة أن القرآن الكريم لم يكن منقط عندما نزل وبأن الآية تقرئ بلا تنقيط فتصبح (روحناهم بحور عين).
طبعا وكلامهم فارغ لا صحة له لأن القرآن الكريم بقي لفترة ليست بالقليلة وهو بلا تنقيط ولا تشكيل ومع ذلك لم نجد أحدا من ذلك العصر قد كتب أو دون شيء حول ترويح المؤمنين بالحور العين ولماذا يروحهم بالحور العين المقصود عند الكذابين بالعنب الأبيض وقد ذكر الخمر وكؤوسها في قوله تعالى:
(23)   يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ
[سورة الطور].

وقوله تعالى:
(15)   مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ.
[سورة محمد].

فما داعي للترويح الذي قصد به كذابي النصارى بأن يكون العنب الأبيض بينما الخمر موجود لهذا!!!!

ثالثا- كل محاولات النصارى للتشبيه حول نساء الجنة الحور العين بائت بالفشل، فماذا إن كان قد جاء وصف لنساء الجنة بغير الحور العين مثلا؟ في قوله -تعالى-:
(54)   مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ
(55)   فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
(56)   فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
(57)   فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
(58)   كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ
[سورة الرحمن].

وقال ابن كثير:
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
ولما ذكر الفرش وعظمتها قال بعد ذلك: (فيهن) أي: في الفرش (قاصرات الطرف) أي غضيضات عن غير أزواجهن، فلا يرين شيئا أحسن في الجنة من أزواجهن. قاله ابن عباس، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن زيد.

وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها: والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك.

(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) أي: بل هن أبكار عرب أتراب، لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن. وهذه أيضا من الأدلة على دخول مؤمني الجن الجنة.
..//انتهى//..

وقوله -تعالى-:
(31)   إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
(32)   حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا
(33)   وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا
(34)   وَكَأْسًا دِهَاقًا
(35)   لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا
(36)   جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا.
[سورة النبإ].
وكواعب أترابا هنا هن نساء الجنة صاحبات النهود المرتفعة الغير متدلية.
ولاحظ أخي القارئ أن العنب قد ذكر ها هنا (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا) فما هو الداعي لذكره على أنه هو الحور العين كما يكذب النصارى ولاحظ أيضا أن الخمر ذكر ها هنا أيضا (وَكَأْسًا دِهَاقًا) فما داعي للترويح بغيره؟

وقال ابن كثير:
أي وحورا كواعب قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد "كواعب" أي نواهد يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب أي في سن واحد كما تقدم بيانه في سورة الواقعة قال ابن أبي حاتم حدثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن الدستكي حدثني أبي عن أبي سفيان عبدالرحمن بن عبدالله بن تيم حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث عن أبي عبدالرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب".
..//انتهى//..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم.

تم
Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.