بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أما بعد:
معنى قوله-تعالى-:
(9) - فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ.
[سورة الهمزة].
وهي جهنم والعياذ بالله العلي العظيم من سخطه وعذابه، وقد وردت الآية الكريمة لتبين لنا أمراً هندسيا علميا، ومن جهة أخرى هي بمثابة جواب على سؤال غائب،
ما هي جهنم؟ هي نار ودرجة حرارتها مرتفعة أكثر من أن يتخيل جميع الخلق ببساطة لا يوجد مقياس يمكن له أن يحصي أو يحدد مدى ارتفاع درجة حرارة جهنم والعياذ بالله ولا يعلم درجة حرارتها المرتفعة إلا الله وحده اللهم أجرنا من النار.
ولو ركزنا قليلا بالآية التي سبقتها، وهي قوله -تعالى-:
(8) - إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ.
[سورة الهمزة].
هذا يدل على أن جهنم لها جسم يغلفها
وقال ابن كثير:
قال: سمعت الضحاك ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: مطبقة.حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: عليهم مغلقة.حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) : أي مطبقة.حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: مطبقة, والعرب تقول: أوصد الباب: أغلق.
..//انتهى//..
وكما قلنا بأن هذا يدل على أن لجهنم جسم يحيط بها على مدارها ويغلفها وإلا كيف يتم أصدها أو أغلاقها، وإلا كيف أن يكون لها أبواب كما أخبرنا الله-تعالى-:
(71) - وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ.
[سورة الزمر].
ولما كانت جهنم جسم مغلق بإحكام وداخلها نار مستعرة فهذا يعني أن الجسم الذي أُصدت به جهنم يتعرض لضغط هائل بمعنى ضغط في ارتفاع مستمر، وبالتالي فإن هذا الضغط الآخذ في الارتفاع من شأنه أن يؤثر بشكل أو بآخر على الجسم أو الهيكل الذي يأصد جهنم بإحكام ويغلفها كأن ينفخ كما ينتفخ البالون، فتلك الانفجارات المستعرة والتي يتولد عنها الأبخرة والغازات السامة والحرارة الهائلة الآخذة في الارتفاع والتمدد الناتج عنها فكل هذا أين سيذهب في حين أن لجهم جسم يؤصدها ، فإما أن يتضعضع هذا الجسم أو أن ينتفخ مع مرور الوقت هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن جهنم هذا الجسم الهائل الذي تستعر النار فيه وتزأر فإن تُرك حرا فإنه من الطبيعي أن يلتف ويدور يتحرك محدثا بذلك طاقة وجاذبية هائلتين وبالتالي فإنه سيبتلع الكون بأكمله تماما كما يحدث مع الثقب الأسود،
ولذلك كان لابد من تثبيت جهنم هذا الجسم الهائل مع تقوية هيكل جسمه ومنعه من الحركة لذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد خلق لهذا الجسم الهائل (جهنم) أعمدة فقوى جسمها الخارجي ثم ثبتها على قاعدة أقوى وأثقل كتلة لكي يمنعها من الحركة كي يحفظ الكون من الانهيار، كما أن هذا الضغط الهائل في جهنم والذي يحدث في داخلها باستمرار من شأنه أن يزيد العزاب أضعاف وبشكل مستمر وقال -تعالى-:
(20) - أُولَٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ.
[سورة هود].
أم أنك أخي القارئ حسبت أن جهنم هي مجرد نار فقط بل إن الأمر أكثر تعقيدا من أن يتخيله عقل بشرب
اللهم أجرنا من النار
وأقرب ما يشبه معنى قوله تعالى (في عمد ممددة) هو خزان الغاز فمظهر خزان الغاز أقرب مثال لتقريب معنى الآية الكريمة،
ومنها بعض الصور لتقريب المشهد
إن خزان الغاز هو مثال واقعي لتقريب معنى أو مشهد الآية الكريمة فتلخزان هو جسم ممدود في أعمدة ويجدر القول بأن كلمة ممدود في اللغة العربية تعني المبني أي الممدود بنائنها
كما يوجد مثال آخر وهو السفن البحرية أيضا فجميع السفن البحرية بما في ذلك الخشبية منها والفولاذية مبنية وممدودة في أعمدة وذلك لتقوية جدرانه وجعلها أكثر متانة ومقاومة للضغط والماء وبعض الصور مثال على ذلك بعض السفن الخشبية
لاحظ وكود الأعمدة في الصور على تلك السفن أو المراكب المصنوعة من الخشب كذلك الأمر نفسه على السفن البحرية المصنوعة من الفولاذ.
لذا فإن جهنم وبحسب ما ورد في الآية الكريمة لديها جسم يؤصدها قد خلقه الله تعالى ثم مده أو مدده في أعمدة مت الداخل والخارج لجعله أكثر قوة وثبات لكي يتكيف مع ذلك السغط المرتفع والمتزايد في التصاعد والارتفاع بحيث لا يمكن حساب مدى قوة ذاك الضغط ولا مدى قوة تحمل جدران جهنم له لأن العذاب أبدي بشكل خالد فالضط والحرارة سيبقيلن في تزايد وارتفاع بشكل خالد أبدي، لذلك والعياذ بالله العلي فإن كل لحظة تمر على الكافر في جهنم يزيد له العذاب ويضاعف هذا بشكل علمي ففي كل لحظة يرتفع ويزيظ الضغط والحرارة معا،
لذلك لما أتت الآية الكريمة (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) كان ثمة سؤال يطرح نفسه أو قد يتسائله أحد ما فيقول: إن كانت جهنم مغلقة وارتفاع الضغط والحرارة حادثان فيها باستمرار ألا يمكن أن يتضعضع جسمها الخارجي أو يميد؟
لذلك جاءت الآية الكريمة التالية كجواب (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) أي أن الله تعالى قد خلقها وبناها بإحكام فجعل لها أعمدة من الداخل والخارج لجعلها أكثر قوة وثبات وتحمل.
لذا فإن الآية الكريمة قد جاءت لتدل على شدة إحكام جهنم وقوة جدرانها وتماسك جسمها رغم ما يحدث فيها من ارتفاع الحرارة والضغط الشديدين في داخلها، ويجدر الذكر أنه وكلما القيا فيها كافر كلما ارتفع ضغطها وحراراتها معا،
وقال -تعالى-:
دعني اقرب لك مثال آخر
على سبيل المثال الغواصات، فالغواصة لايمكنها الغوص في كل الأعماق ويعود السبب لعدم قدرتها على تحمل ضغط الماء فكلما غاصة أكثر كلما زاد عليها ضغط الماء أكثر، كما تتراوح إمكانية وقدرة الغواصة على الغوص في أعماق البحار والمحيطات بحسب قدرتها على تحمل ضغط الماء فهناك غواصات يمكنها الغوص تحت الماء الى عمق قد يصل خمسمئة متر وهناك الى الف متر الخ....
فإن نزلت غاصة الغواصة تحت حدود العمق المسموح لها فإنها تبدئ بالتضعض والتشقق وقد يحدث لها انفاجار نتيجة لضغط الماء المتراكم عليها.
وأهم شيء في الغواصات هي الأعمدة الداخلية المصممة خصيصا لجعل الغواصة أكثر قوة ومقاومة للضغط، فالغواصة أيضا ممدودة في عمد، وطائرات الركاب أيضا ممدودة في عمد لجعلها أكثر مقاومة للضغط.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.
ومنها بعض الصور لتقريب المشهد
إن خزان الغاز هو مثال واقعي لتقريب معنى أو مشهد الآية الكريمة فتلخزان هو جسم ممدود في أعمدة ويجدر القول بأن كلمة ممدود في اللغة العربية تعني المبني أي الممدود بنائنها
كما يوجد مثال آخر وهو السفن البحرية أيضا فجميع السفن البحرية بما في ذلك الخشبية منها والفولاذية مبنية وممدودة في أعمدة وذلك لتقوية جدرانه وجعلها أكثر متانة ومقاومة للضغط والماء وبعض الصور مثال على ذلك بعض السفن الخشبية
لاحظ وكود الأعمدة في الصور على تلك السفن أو المراكب المصنوعة من الخشب كذلك الأمر نفسه على السفن البحرية المصنوعة من الفولاذ.
لذا فإن جهنم وبحسب ما ورد في الآية الكريمة لديها جسم يؤصدها قد خلقه الله تعالى ثم مده أو مدده في أعمدة مت الداخل والخارج لجعله أكثر قوة وثبات لكي يتكيف مع ذلك السغط المرتفع والمتزايد في التصاعد والارتفاع بحيث لا يمكن حساب مدى قوة ذاك الضغط ولا مدى قوة تحمل جدران جهنم له لأن العذاب أبدي بشكل خالد فالضط والحرارة سيبقيلن في تزايد وارتفاع بشكل خالد أبدي، لذلك والعياذ بالله العلي فإن كل لحظة تمر على الكافر في جهنم يزيد له العذاب ويضاعف هذا بشكل علمي ففي كل لحظة يرتفع ويزيظ الضغط والحرارة معا،
لذلك لما أتت الآية الكريمة (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) كان ثمة سؤال يطرح نفسه أو قد يتسائله أحد ما فيقول: إن كانت جهنم مغلقة وارتفاع الضغط والحرارة حادثان فيها باستمرار ألا يمكن أن يتضعضع جسمها الخارجي أو يميد؟
لذلك جاءت الآية الكريمة التالية كجواب (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) أي أن الله تعالى قد خلقها وبناها بإحكام فجعل لها أعمدة من الداخل والخارج لجعلها أكثر قوة وثبات وتحمل.
لذا فإن الآية الكريمة قد جاءت لتدل على شدة إحكام جهنم وقوة جدرانها وتماسك جسمها رغم ما يحدث فيها من ارتفاع الحرارة والضغط الشديدين في داخلها، ويجدر الذكر أنه وكلما القيا فيها كافر كلما ارتفع ضغطها وحراراتها معا،
وقال -تعالى-:
(24) - فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ.
[سورة البقرة].
دعني اقرب لك مثال آخر
على سبيل المثال الغواصات، فالغواصة لايمكنها الغوص في كل الأعماق ويعود السبب لعدم قدرتها على تحمل ضغط الماء فكلما غاصة أكثر كلما زاد عليها ضغط الماء أكثر، كما تتراوح إمكانية وقدرة الغواصة على الغوص في أعماق البحار والمحيطات بحسب قدرتها على تحمل ضغط الماء فهناك غواصات يمكنها الغوص تحت الماء الى عمق قد يصل خمسمئة متر وهناك الى الف متر الخ....
فإن نزلت غاصة الغواصة تحت حدود العمق المسموح لها فإنها تبدئ بالتضعض والتشقق وقد يحدث لها انفاجار نتيجة لضغط الماء المتراكم عليها.
وأهم شيء في الغواصات هي الأعمدة الداخلية المصممة خصيصا لجعل الغواصة أكثر قوة ومقاومة للضغط، فالغواصة أيضا ممدودة في عمد، وطائرات الركاب أيضا ممدودة في عمد لجعلها أكثر مقاومة للضغط.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.
السورة كاملة:
(1) - وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ(2) - الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
(3) - يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
(4) - كَلَّا ۖ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
(5) - وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ
(6) - نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
(7) - الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
(8) - إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ
(9) - فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
[سورة الهمزة].
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.