رد شبهة عن عصمة النبي صلى الله عليه و سلم .و الرد على د.عدنان ابراهيم الذي جوز الخطأ على سيد المرسلين

رد شبهة عن عصمة رسول الله صلى الله عليه و سلم في حكمه و اجتهاده . 

و الرد على عدنان ابراهيم الذي أوهم الناس بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخطأ في حكمه .


قال د.عدنان ابراهيم حرفيا في خطبة له منشورة على اليوتيوب : أنزل الله أحد عشرة آية صفحة كاملة كُشف الستر عن خطأ رسول الله . 

ثم عاد ليرتي ما أفسده فقال أن رسول الله لم يتعمد الخطأ أبدا رسول الله مشى مع الحق الذي يراه .
ثم عاد ليقول بعدها : إن كان أخطأ خطأً نسبياً ففي عدم تدقيقه ....
إليك أخي القارئ لاحظ كيف أن عدنان ابراهيم قام بتَدلِيَة عقول السامعين ليجعلهم يعتقدون بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم  (المعصوم) قد أخطأ و أي خطأ في حكم شرعي !!!
و لم يكتفي عدنان ابراهيم بهذا لا بل راح يرمي الأنصار بالخونة فبدلا من ذكر اسم الفاعل و الذي هو (طعمة بن أبيرق) عممه على الأنصار .
ثم بعدها تهجم على فقهاء التشريع بأن قال أتوا لنا بتميزات عجيبة غريبة من أبشع ما يكون ، قاصدا بذلك الأقليات .
ثم أنه استند في كلامه الى الإمام الطبري و جاء بجملة على لسانه فقال :
إن الله أنزل هذه الآيات لكي يؤدب رسوله.


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين أما بعد :

-بدايتنا ستكون برد الشبهة عن عصمة المعصوم رسول الله صلى الله عليه و سلم في حكمه و اجتهاده ، مستعينين في ذلك بكتاب الله تعالى و بهدي رسوله صلى الله عليه و سلم . 

قال تعالى في سورة النساء:
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً (59)}
هنا الآية الكريمة واضحة و ملزمة بطاعة الله و الرسول و تبين عصمة الرسول صلى الله عليه و سلم بشكل صريح فرد الأمر الى الرسول يعني رده الى الله تعالى . 

قال تعالى في سورة المائدة:
{....فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(42).}
الآية الكريمة هنا نزلت في مجموعة منافقي بني اسرائيل ولكنها ليست خاصة بهم وحدهم  ففيها وضوح بأن الله تعالى أجاز لرسوله صلى الله عليه و سلم إن شاء أن يحكم و إن شاء أن يعرض و قوله تعالى فاحكم بينهم بالقسط (بالعدل) دليل على أن الله تعالى أذن لرسوله بأن يجتهد في حكمه و هذا يدل على أن الله تعالى عصم رسوله في اجتهاده .

قال تعالى في سورة النساء :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56). }
و في هذه الآية الكريمة أقسم الله بنفسه تأيدً لحكم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا أكبر دليل على عصمته صلى الله عليه و سلم في حكمه ، و بالمناسبة الآية الكريمة نزلت قبل الآية التي استشهد بها عدنان ابراهيم و أوهم الناس بأنها تدل على خطأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و حاشا للمعصوم أن يخطئ .
قال الحافظ ابن كثيرا :
: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ; ولهذا قال : ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ، كما ورد في الحديث : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " .
و كما أن الآية الكريمة ترد و تسقط قول كل من جوز الخطأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم و من دون استثناء مهمى بلغت درجته من العلم و قد أشار التاج السبكي الى رد هذا القول الشاذ بقوله "و الصواب أن اجتهاده عليه الصلاة و السلام لا يخطئ"

قال تعالى في سورة النور:
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(51).}
لاحظ أخي القارئ كيف أفرد الضمير في كلمة (ليحكم) و ذلك للدلالة على أن حكم الله و رسوله حكم واحد و هذا يؤكد بشكل قطعي أن رسول الله (ص) معصوم في حكمه حتى و لو كان اجتهادا..  

قال الأستاذ عبد الله الغمارى : "وفى الآية دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم فى أحكامه الاجتهادية لا يخطئ فيها، لأن الله تعالى جعل حكم نبيه حكمه، والخطأ فى حقه تعالى محال. فما زعمه بعض مبتدعة هذا العصر من نسبة الخطأ إليه صلى الله عليه وسلم فى بعض أحكامه الاجتهادية ضلال مبنى على جهل، لأن الخطأ الاجتهادى لا يقر عليه صلى الله عليه وسلم، إذ ينزل التنبيه وبعد التنبيه والتصحيح لا خطأ، وزاد بعضهم جهلاً وضلالة، فجوز مخالفة بعض قضاياه صلى الله عليه وسلم الاجتهادية، إذا اقتضت المصلحة ذلك، ولا أدرى كيف خفيت عليه هذه الآية؟ وآية سورة النساء؟ وأى مصلحة تقتضى مخالفة حكمه؟ والقرآن ينفى الإيمان عمن لم يسلم له تسليماً"(دلالة القرآن المبين ص 103)....

و الآن نأتي الى الآيات التي استشهد بها عدنان ابراهيم و حرف تأويلها و قال أنها أظهرت خظأ النبي صلى الله عليه و سلم و هي قوله تعالى في سورة النساء :
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا(105).}
الآية الكريمة هنا مؤيدة لعصمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي واضحة وضوح الشمس المشرقة و لو أنك لاحظت قوله تعالى (بما أراكَ الله ) فهذا يكفي لرد أقوال مبتدعة العصر من الذي تجرأوا على تجويز الخطأ على خاتم النبين (ص)

قال أمير المؤمين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو على المنبر : "يا أيها الناس، إن الرأى إنما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيباً، لأن الله كان يريه، وإنما هو منا الظن والتكلف" 
و قال القرطبي في تفسير قوله تعالى (بما أراك الله) :
قوله تعالى : بما أراك الله معناه على قوانين الشرع ؛ إما بوحي ونص ، أو بنظر جار على سنن الوحي . وهذا أصل في القياس ، وهو يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا أصاب ؛ لأن الله تعالى أراه ذلك ، وقد ضمن الله تعالى لأنبيائه العصمة ؛ فأما أحدنا إذا رأى شيئا يظنه فلا قطع فيما رآه ، ولم يرد رؤية العين هنا ؛ لأن الحكم لا يرى بالعين . وفي الكلام إضمار ، أي بما أراكه الله ، وفيه إضمار آخر ، وامض الأحكام على ما عرفناك من غير اغترار باستدلالهم .
و لكن ماذا عن اجتهاده صلى الله عليه و سلم ؟

قال الإمام أحمد : 
حدثنا وكيع ، حدثنا أسامة بن زيد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أم سلمة قالت : جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث بينهما قد درست ، ليس عندهما بينة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم تختصمون إلي ، وإنما أنا بشر ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار ، يأتي بها إسطاما في عنقه يوم القيامة " . فبكى الرجلان وقال كل منهما : حقي لأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إذا قلتما فاذهبا فاقتسما ، ثم توخيا الحق ، ثم استهما ، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه " 
و قال الحافظ ابن كثير :
يقول تعالى : مخاطبا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ) أي : هو حق من الله ، وهو يتضمن الحق في خبره وطلبه .
وقوله : ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) احتج به من ذهب من علماء الأصول إلى أنه كان ، عليه السلام ، له أن يحكم بالاجتهاد بهذه الآية ، وبما ثبت في الصحيحين من رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم سلمة ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته ، فخرج إليهم فقال : " ألا إنما أنا بشر ، وإنما أقضي بنحو مما أسمع ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له ، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من نار فليحملها أو ليذرها " .
الى هنا نجد أن الخطأ لم يثبت على رسول الله كما ادعى عدنان ابراهيم و غيره .

و لكن ماذا عن قوله تعالى (وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)

 قال القرطبي في ذلك مستندا الى العلماء :
قال العلماء : ولا ينبغي إذا ظهر للمسلمين نفاق قوم أن يجادل فريق منهم فريقا عنهم ليحموهم ويدفعوا عنهم ؛ فإن هذا قد وقع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم نزل قوله تعالى : ولا تكن للخائنين خصيما وقوله : ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه الذين كانوا يفعلونه من المسلمين دونه لوجهين : أحدهما : أنه تعالى أبان ذلك بما ذكره بعد بقوله : ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا . والآخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حكما فيما بينهم ، ولذلك كان يعتذر إليه ولا يعتذر هو إلى غيره ، فدل على أن القصد لغيره .
و كما ترى أخي القارئ فقوله تعالى (ولا تكن للخائنين خصيما) فسره العلماء بأن الخطاب للنبي (ص) و المراد منه الذين يفعلونه من المسلمين .

نأتي الى قوله تعالى :(وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)


قال ابن عطية : وهذا ليس بذنب ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دافع على الظاهر وهو يعتقد براءتهم . والمعنى : واستغفر الله للمذنبين من أمتك والمتخاصمين بالباطل ؛ ومحلك من الناس أن تسمع من المتداعيين وتقضي بنحو ما تسمع ، وتستغفر للمذنب . وقيل : هو أمر بالاستغفار على طريق التسبيح ، كالرجل يقول : أستغفر الله ؛ على وجه التسبيح من غير أن يقصد توبة من ذنب . وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد بنو أبيرق ، كقوله تعالى : يا أيها النبي اتق الله ، فإن كنت في شك .

و قال الحافظ ابن عاشور :
والأمرُ باستغفار الله جرى على أسلوب توجيه الخطاب إلى الرسول ، فالمراد بالأمر غيره ، أرشدهم إلى ما هو أنفع لهم وهو استغفار الله ممّا اقترفوه ، أو أراد : واستغفر الله للخائنين ليلهمهم إلى التوبة ببركة استغفارك لهم فذلك أجدر من دفاع المدافعين عنهم . وهذا نظير قوله : { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا لله } [ النساء : 64 ] وليس المراد بالأمر استغفار النبي لنفسه ، كما أخطأ فيه مَن تَوهَّم ذلك ، فركَّب عليه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خَطر بباله مَا أوجب أمره بالاستغفار ، وهو هَمُّه أن يجادل عن بني أبيرق ، مع علمه بأنّهم سرقوا ، خشية أن يفتضحوا ، وهذا من أفهام الضعفاء وسوء وضعهم الأخبار لتأييد سقيم أفهامهم .

وقال القاضي أبو محمد : 
وهذا ليس بذنب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دافع عن الظاهر ، وهو يعتقد براءتهم ، والمعنى : استغفر للمذنبين من أمتك والمتخاصمين في الباطل ، لا أن تكون ذا جدال عنهم ، فهذا حدك ، ومحلك من الناس أن تسمع من المتداعيين وتقضي بنحو ما تسمع ، وتستغفر للمذنب .}(المحرر الوجيز)

و لو بحثنا في القرآن سنجد أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه و سلم بالاستغفار في عدت مواضع ففي سورة غافر الآية (55) يقول المولى سبحانه :
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}

فهل كان الرسول صلى الله عليه و سلم مذنباً لا أبدا هذا مستحيل . قال الحافظ ابن كثير :وقوله : ( واستغفر لذنبك ) هذا تهييج للأمة على الاستغفار.

و قوله تعالى في سورة محمد الآية (19) :
 {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}
فكما أمر الله تعالى رسوله بالتسبيح و التهليل و الصيام و الصلاة و باقي العبادات أمره بالاستغفار أيضا ..
الى الآن قدمنا ما يكفي لإثبات أن الذي أخطأ هو عدنان ابراهيم و مازال بين أيدينا الكثير و لكن سنحاول الاختصار قدر الإمكان.
------------------------------------------------------


سنأتي الآن على قصة اليهودي و الذي ذكره عدنان ابراهيم في خطبته عشرات المرات و قدمه للناس على أنه محرقة جديدة مظلومية جديدة اجتمع عليه الصحابة فظلموه و اتهموه زورا و بهتانا .
أولا و قبل كل شيء علينا أن نتأكد ، هل هذا اليهودي الذي يدافع عنه عدنان ابراهيم مذكور في كل الروايات التي حدث بها الرواة و نقلها المترجمون و المفسرون و المؤرخون . سنرى . و السؤال الذي يطرح نفسه لماذا عدنان ابراهيم لم يأتي على ذكر الأسماء التي وردت في الروايات مثل السارق و الضحية و المتهم ظلما و زورا ؟، بالتأكيد لم يذكر الأسماء حتى لا يفتح على نفسه باب قيل أنه فلان أو فلان و قال فلان أن المظلوم هو فلان ثم يضيع ما يرمي إليه عدنان ابراهيم من وهم المحرقة الجديدة .

معظم الروايات اتفقت على أن السارق هو طعمة بن أبيرق و أن صاحب الدرع المسروقة هو رفاعة بن زيد و هو عم قتادة بن النعمان ، و لكن نرى أن الرواة و المحدثين و المؤرخين اختلفوا في الضحية المظلوم من هو فمن هو اذا ؟
فلنلقي نظرة على ما ذكره كبار العلماء :

الحافظ ابن كثير ذكرة رواية : عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني ، و المظلوم هو لبيد بن سهل 

أما القرطبي : فذكر مختصرا للرواية وأورد ثلاثة رجال فقال : لبيد بن سهل . وقيل : زيد بن السمين وقيل : رجل من الأنصار .
و نرى أنه جعل لبيد بن سهل في المقدمة ، طبعا للعلم زيد بن السمين هو اليهودي 

و أما الحافظ ابن عاشور فقد روى نفس الرواية و لكنه ذكر في المظلوم ثلاث رجال و هم: أبي مُليل الأنصاري . وقيل : في دار يهودي اسمه زيد بن السمين ، وقيل : لبيد بنُ سهل.
هام:
ثم يتابع ابن عاشور معلقا : وفي بعض الروايات أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لام اليهودي وبَرّأ المتّهم ، وهذه الرواية واهية ، وهذه الزيادة خطأ بيِّنٌ من أهل القَصص دون علم ولا تبصّر بمعاني القرآن .

و عند الترميذي البريئ هو لبيد بن سهل و ليس اليهودي :
أخرج الترمذي من حديث قتادة بن النعمان .
{ ثم يرم به بريئا } : عني به لبيد بن سهيل كما في حديث الترمذي .


و عند القاضي أبو محمد البريئ هو أبو مليل و ليس اليهودي :
قال القاضي أبو محمد : وقال قتادة وغير واحد من المتأولين : هذه القصة ونحوها إنما كان صاحبها طعمة بن أبيرق ، ويقال فيه : طعيمة ، وقال السدي : القصة في طعمة بن أبيرق لكن بأن استودعه يهودي درعاً فجحده إياها وخانه فيها وطرحها في دار أبي مليل الأنصاري ، وأراد أن يرميه بسرقتها لما افتضح ، وأبو مليل هو البريء المشار إليه ،.

و الآن الى الرواية التي اعتمدها الحافظ ابن كثير و رواها الحاكم و الترمزي رحمهم الله و لم يذكر فيها أي أثر لليهودي بل كان المظلوم هو لبيد بن سهل ، :
قوله تعالى : { إنا أنزلنا } الآية روى الترمذي و الحاكم وغيرهما عن قتادة بن النعمان [ قال : كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله بعض العرب يقول : قال فلان كذا وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير فابتاع عمي رفاعة ابن زيد حملا من ادرمك فجعله في مشربة له فيها سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال : يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا فتجسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا : قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم : فقال بنو ابيرق : ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال : أنا اسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن السرقة قالوا : إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابنا فقال لي عمي : يا ابن أخي لو أتيت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فأتيته فقلت : أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سأنظر في ذلك فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسيربن عروة فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا : يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة : فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : عمدت أهل البيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة ؟ فرجعت فأخبرت عمي فقال : الله المستعان فلم نلبث أن نزل قرآن { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } - بني أبيرق - { واستغفر الله } - أي مما قلت لقتادة إلى قوله { عظيما } فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسلاح فرده إلى رفاعة ولحق في المشركين فنزل على سلافة بيت سعد ] فأنزل الله { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى } إلى قوله تعالى - { ضلالا بعيدا } قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم .

طبعا و ما زال هناك العديد من الروايات المتضاربة فمرة يكون فيها اليهودي (زيد بن السمين) هو الضحية و تارة نراه مشترك في الجريمة و في روايات أخرى نرى أن المظلوم هو (لبيد بن سهل) و روايات تقول بأن الضحية كان (أبو مليل الأنصاري) و أفضل قول في ذلك هو للحافظ ابن عاشور :  وفي بعض الروايات أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لام اليهودي وبَرّأ المتّهم ، وهذه الرواية واهية ، وهذه الزيادة خطأ بيِّنٌ من أهل القَصص دون علم ولا تبصّر بمعاني القرآن .
و لمن أراد التوسع فعليه بكتب التفسير .
ملاحظة هامة قمت بعملية بحث عن اليهودي (زيد بن السمين) فلم أجد له أثر في أي ترجمة و لا سيرة فهو يكاد يكون شخصية شبه خيالية أو وهمية ابتدعها أصحاب القصص و الله أعلم .
في حين أني وجدت أثر مدون ل (لبيد بن سهل) و هو {لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن رزاح بن ظفر الأنصاري} 
لمن أراد التوسع من   هنا.


و بناء على ما بيناه من الأيات و الأحاديث و أقوال العلماء و الأدلة يتضح لنا أن الذي أخطأ هو د.عدنان ابراهيم و ليس سيد الأنبياء و المرسيل و خاتم النبين صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، و أن الله تعالى أنزل هاته الآيات كي يعلم عباده الحكم و يؤيد عصمة رسوله بقوله تعالى : {لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(113).النساء}

تعرف على فقهاء التشريع في الإسلام من  هنا 
--------------------------------------








Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.