الرد على أساطير اليهود في القرآن

هل صحيح أن أساطير اليهود والتلمود في القرآن الكريم؟
خرج علينا بعض النصارى المجبولين على الضلال والحاقدين الحاملين في قلوبهم البغضاء والحسد على دين الإسلام العظيم (كأمثال رشيد ووحيد وغيرهم)، وهم يرمون دين الإسلام العظيم بتهم باطلة لا تصح لا من قريب ولا من بعيد، إحداها أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قد اقتبس بعض القصص القرآني من أساطير اليهود.



وهذه تهم باطلة ولا تعبر إلا عن جهل قائليها ومحاولاتهم المستميتة لتخطئة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تكذيب رسولنا صلى الله عليه وسلم.

فإن كان اليهود أنفسهم لم يتجرأوا على رمي القرآن الكريم بتلك التهم، فكيف لرشيد وغيره من فاسقي النصارى بأن يرموا كتاب الله -تعالى- بما لا يليق به.

الرد:
قالوا أن أساطير اليهود في القرآن الكريم، بعدما استعانوا بنسخة من كتاب (أساطير اليهود) لمؤلفها اليهودي لويس جينزبيرج.

وبالعودة إلى كتاب أساطير اليهود لمؤلفه لويس جينزبيرج، حيث يقول في مقدمة وتمهيد الكتاب ما يلي:

مقدمة الكاتب:
-وفي العمل الحالي (أساطير اليهود)، قمت بأول محاولة لجمع كل الأساطير اليهودية من المصادر الأصلية، طالما تشير هذه الأساطير إلى شخصيات وأحداث (التوراة) ثم أعدت نسخها بأقصى ما يمكنني من دقة متناهية، واستخدمت تعبير (اليهودية) بدلا من (الربانية)، لأن المصادر التي جمعتها منها ليست مقصورة على الأدب الرباني. ولأنني أتوقع أن تتاح لي الفرصة في مكان آخر لوصف المصادر وصفا تفصيليا، فإن البيانات التالية ستفي بالغرض في الوقت الحالي حتما. وإن أعمال الأدب التلمودي المدراشي لها الأهمية القصوى، وتغطي هذه الأعمال الفترة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر، وتحتوي على القسم الأكبر من المادة الأسطورية اليهودية.

ومما له علاق بهذا من حيث المحتوى، إن لم يكن دائما من حيث الشكل، المادة الاسطورية المشتقة من الترجوميم، والتي لم يؤلف أقدم نسخها فيما قبل القرن الرابع، ولا يتجاوز أحدثها القرن العاشر. ولم يحفظ الأدب المدارشي إلا على شكل أجزاء متناثرة. والعديد من الأجادوت التي لا توجد في مجموعتنا الحالية نجدها في شواهد مقتبسة لدى مؤلفي القرون الوسطى، ومن ثم فإن عددا معتبرا من الأساطير المطبوعة هنا مأخوذة من شارحي (التوراة) في العصور الوسطى، ومن وعاظ تلك العصور. ولقد كان من حسن حظي أن أتيحت لي كذلك أجزاء من (المدارشيم) التي لا يوجد منها حاليا سوى مخطوطات قديمة.
كذلك فإن أعمال (القبالة) الأقدم هي بالمثل كنوز ثمينة مليئة بالاستشهادات والاقتباسات من نصوص المدراشيم المفقودة وقد نشأت أساطير جديدة بين (القباليين) ثم لاحقا بين (الحسيديم)
..//انتهى//..

الله أكبر، إن مقدمة كتاب أساطير اليهود وحدها تكفي لتفنيد الشبهة، حيث أنه لا وجود لأي شبهة، إنما مشاغبي النصارى، هم الذين يتكلفون ظنا منهم أنهم بذلك سيهدمون دين الإسلام العظيم.
يريدوننا أن ننسلخ من ديننا العظيم ثم لنذهب إليهم وذلك ليجعلوننا نعبد الأصنام. لا والذي رفع السماء بلا عمد إننا متمسكون بديننا العظيم.

وسأتطرق الآن لشرح المقدمة والتعليق عليها،

لاحظ هذا النص من مقدمة الكتاب:
وتغطي هذه الأعمال الفترة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر، وتحتوي على القسم الأكبر من المادة الأسطورية اليهودية.
ولم يحفظ الأدب المدارشي إلا على شكل أجزاء متناثرة. والعديد من الأجادوت التي لا توجد في مجموعتنا الحالية نجدها في شواهد مقتبسة لدى مؤلفي القرون الوسطى، ومن ثم فإن عددا معتبرا من الأساطير المطبوعة هنا مأخوذة من شارحي (التوراة) في العصور الوسطى، ومن وعاظ تلك العصور. ...//انتهى//..

الكاتب يقول أن نسبة لا بأس بها من الأساطير تعود الى العصور الوسطى. وفي تلك الحالة فإن أي قصة مشابهة لقصة ما من كتاب الله -تعالى-، تكون عندئذ حجة داحضة ساقطة ولا معنى لها، لأن المعروف والثابت مع الأدلة في أرشيفنا، هو أن اليهود هم الذين كانوا يقتبسون الكثير من القصص الإسلامي، كما ويستلهمون من الفكر الإسلامي والذي أثر في اليهود تأثيرا ملوحظا. وسنأتي على ذكر ذلك لاحقا.

ثم يتابع الكابت فيقول: ’’كذلك فإن أعمال (القبالة) الأقدم هي بالمثل كنوز ثمينة مليئة بالاستشهادات والاقتباسات من نصوص المدراشيم المفقودة وقد نشأت أساطير جديدة بين (القباليين) ثم لاحقا بين (الحسيديم) ’’).

الكاتب يقول أن هناك أساطير تعود إلى طائفة الحسيديم اليهود. أما طائفة الحسيديم تحديدا فهي طائفة حديثة كليا، حيث أن نشأتها تعود للقرن السابع عشر بعد الميلاد. هذا يعني أن حقبة طائفة الحسيديم اليهودية كانت نشأتها بعد العصور الوسطى. ثم أن الكاتب كان قد سلط الضوء على أعمال القبالة المليئة من نصوصو مفقودة. وهذه ثغرة واضحة يتبين فيها أن حجة المشككين من النصارى قد سقطت، فكيف لهم أن يحاجوننا من نصوص مفقودة، ويقولون شريعة شفوية! وأي شريعة حيث لا يوجد لديهم  لها لا نص ولا سند حقيقي يعود إلى تلك النصوص، وما لهم إلا اتباع الظن، وقال -تعالى-:
 ( 116 )   وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ.
سورة الأنعام.
وقال أيضا:
( 36 )   وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
( 37 )   وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ.
سورة يونس.

ثم أن الكاتب يقول في مقدمته أيضا:
ويتطلب استخدام هذه القصص الرمزية قدرا عظيما من الحيطة والحذر. معظمها تقريبا تم تزويقه بإدراجات مسيحية، وفي بعض الحالات خنقت الأجزاء المدرجة الصورة الأصلية بشكل كامل جدا لدرجة أنك لا تستطيع أن تميز من النظرة الأولى إن كنت تبحث في اشطورة يهودية أو مسيحية.

..//انتهى//..

والذي أردت الاشارة إليه، في كلام الكاتب اعتراف بأن تلك القصص كانت كثيرا ما تتأثر بالوسط المحيط. فإن حصل وأن تأثرت الكتابات اليهودية بالكتابات المسيحة أو العكس، فمالذي يمنع أن لا تكون تلك الكتابات كانت قد تأثرت أيضا بالكتابات والقصص الإسلامي؟
وفي جعبتنا ما يثبت ويبرهن على أن اليهود كانوا فعلا قد تأثروا بالفكر والفلسفة الإسلاميين وحتى بالعقيدة وأمور العبادة كالوضوء والصلاة أيضا.

ولو أنك أخي القارئ قرأت كتاب (التأثير الأسلامي في التفاسير اليهودية) لمؤلفه اليهودي (موشي موردخاي تسوكر)، لعلمت علم اليقين بأن اليهود هم الذين كانوا كثيرا ما يقتبسون من المسلمين سواء من القصص القرآني أو من تفاسير القرآن، وحتى من الفكر والفلسفة الإسلامية، ويعود السبب في ذلك إلى أن اليهود كانوا قد وجدوا في الإسلام العقيدة الصحيحة والسليمة في إله بني إسرائيل إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل.
فاليهود ومنذ البعثة النبوية وهم يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي ورسول آخر الزمان، وأنه هو المسيح المُخَلص الحق، ولكنهم يرفضون اتباعه. فإنكارهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس إنكارا لنبوتهم إنما رفضا لاتباعه وعداوة له.
وقال الله -تعالى-:
( 33 )   قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ.
سورة الأنعام.


وبالعودة إلى كتاب (التاثير الإسلامي في التفاسير اليهودي) لمؤلفه اليهودي (موشي موردخاي تسوكر)، حيث قال فيه المترجم نقلا عن المستشرق والمفكر اليهودي (نفتالي فيدر) في مقدمة الكتاب:
ولم يكن هذا التأثير قاصرا على الأخذ بمناهج المسلمين، بل تعداها إلى ميدان الشريعة، فيقول: "ومن الناحية الشكلية اتخذ اليهود لأنفسهم مناهج العرب العلمية في فروع الدين، والأخلاقيات، والنحو، وتفسير الكتاب المقدس. بل حتى ميدان الشريعة ففي كتاب "تثنية التوراة" الذي يبهرنا ببنائه وترتيبه، ليس سوى ترتيب لمواد الشريعة الضخمة وفقا للنظام الذي وضعه علماء الفقه المسلمون.."
ثم يضيف بعد ذلك ويؤكد بأن التأثير الإسلامي في العبادات اليهودية ظهر بطريقتين: "أولا- باستيعاب عادات تخص بالعباداة لا أساس لها في التقاليد اليهودية، وثانيا- بإحياءء عادات قديمة اندثرت من عند اليهود تحت تأثير أسباب معينة" ثم يعلق على تلك النقطة فيقول: "وهنا يجدر بنا أن نشير على وجه الخصوص إلى ظاهرة هامة وهي أن العادات التي هجرها اليهود بدافع العزلة والابتعاد عن النصرانية ارتدت ثانية إلى اليهود بتأثير من الدين الإسلامي"

أما فيما يتعلق بتأثير اليهود بأعمال المفكرين المسلمين وبخاصة مجال التفسير، فتعد كما ذكر من قبل المقدمة التي كتبها تسوكر لتابهي (تفاسير الرابي سعديا جاؤون لسفر التكوين)، أفضل نموذج يبين بأثير اثنين من أهم مفسري اليهود في العصر الوسيط، وهما الرابي سعديا جاؤون والرابي صموئيل حفني.
ثم ينتابع فيقول: "ويبرز بصورة واضحة تأثير المصادر العربية في المضمون والشكل في الشروح المسهبةللرابي صموئيل بن حفني. لم يعد صعبا الاعتراف بأن التعريفات الثلاثة المذكروة عند الرابي صموئيل بن حفني هي أقسام المعرفة المحصورة في المصادر العربية، وأن الرابي صموئيل بن حفني اقتبس التعريف الذي انتهجه المعتزلة." .

..//انتهى//..

وليس غريبا بأن يتأثر كبار علماء اليهود وأحبارهم وفلاسفتهم بدين الإسلام، لأنهم يعلمون حق اليقين بأن إله القرآن الكريم ليس إلا الإله الذي كلم موسى وأنزل التورة التي كتبها بيده، وأنه هو نفسه إله يعقوب الذي هو (إسرائيل عليه السلام).

وكلمة أخيرة قبل أن ننهي وهي: لا يمكن لأحد بأن يستقوي بكتاب أو بدين آخر أو بتراس ما أو أدب لا في القديم ولا في الحديث على كتاب الله -تعالى- القرآن الكريم ولا على هدي رسوله نبي الأميين محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن ديننا دين الإسلام قد وصل إلينا عبر التوارتر والإجماع سندا ومتنا.
ولا يعقل بأن نقارن ما وصفها أهلها على أنها أساطير لا سند لها ولا متن معروف، بديننا دين الإسلام العظيم والذي وصلنا عبر التواتر والإجماع.

وفي ما يلي كتب أنصحك بتحميلها والاطلاع عليها حتى ولو على عجالة، ففيها ما يبرهن على أن الديانة اليهودية قد تأثر بشكل كبير بدين الإسلام العظيم،


تحميل كتاب التأثيرات الإسلامية في التفاسير اليهودية الوسيطة، تأليف موشيه مردخاي تسوكر

تحميل كتاب التأثير الإسلامي في الفكر الديني اليهودي، تأليف الدكتور محمد جلاء ادريس

تحميل كتاب التأثيرات الإسلامية في العبادة اليهودية، تأليف نفتالي فيدر





Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.