الرد على شبهة الإسلام أصله من الزاردشتية المجوسية 2
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين أما بعد:نبدأ على بركة الله
لن نغوص في الكلام عن الشبهة نفسها و لكن سنكتفي بذكر لمحة صغيرة عنها و ما تبقى سيكون ردً عليها
الشبهة تقول بكل بساطة أن الرسول عليه الصلا و السلام أخذ تعاليم الدين الاسلامي الحنيف من الديانة الزاردشتية المجوسية و بنى عليها دين الاسلام ، و بأن زراديشت هو من ألهم رسول الله عليه الصلاة و السلام ،
و الأسخف من هذا كله بأنهم قالوا و استشهدوا على تدليسهم بآية من كتاب الله تعالى
وهي قوله تعالى في سورة النحل :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ(103)}
فقالوا أن المقصود بالأعجمي هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه ، فزعموا أن سلمان الفارسي هو من كان يُعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم تعاليم الدين و التي تعلمها سلمان الفارسي بدوره من الزاردشتية المجوسية (هكذا بزعمهم).
واعلم أخي القارئ أن ما يحدث من محاولات المشكيكن ومثيري الشبهات حول دين الإسلام بشكل عام أمثال (عماري) و (رشيد) و (زكريا) وغيرهم من الذين يجاهرون بالتهجم على الإسلام، إنما هي محاولات منهم لضخ الشبهات المثارة حول الكتاب المقدس الى القرآن الكريم.
فمثلا شبهة الإسلام من الزرادشتية هي بالأساس شبهة أسفار من الكتاب المقدس جاءت من الزرادشتية فلو قلت هذا لكن أجدر فاليهود لطالما لبثوا في كنف الفرس الذين حرروهم من السبي البابلي، ليس هذا موضوعنا ويكن للأخ القارئ البحث حول هذا الموضوع بنفسه.
و حتى نبدأ لا بد لنا من أن نأخذ فكرة عن الديانة المجوسية بشكل عام و سريع و بعدها سنمر بطريقنا على الفيلسوف زراديشت لنرى من هو و ما كانت دعوته
الديانة المجوسية الزاردشتية هي ديانة الدولة الفارسية و هي واحدة من أكثر الديانات المضطربة و التي لم تشهد استقرارا البتة ، كما أنها تعتبر خليط أو مجموعة لديانات اندمجت في بعضها حتى تولدت مع العصور و توصلت الى ما هي عليه و طبعا يعود أصلها في الأساس الى بقايا ديانات أنبياء الله تعالى ، الذين خلوا و مروا في العصور عبر الزمن {و سنأتي على ذكر ذلك في سياق موضوعنا}.،
و المجوسية هي ديانة ثنيوية أي الإيمان برب للنور و رب للظلام و عالم للخير و عالم للشر في كون واحد ، كما أنها ديانة ممزوجة بعبادة النار و التنجيم و الوثنيات و ما الى ذلك من الخرافات .
و لو أنك قمت بالقاء نظرة على هذه الديانة عن كسب لوجدت أنها ديانة الشيطان بحد ذاته فعلى سبيل المثال فالمجوسية تبيح زنى المحارم كأن يأتي الرجل أمه أو أخته (و العياذ بالله ) .
نأتي الى زراديشت
رأى زرادشت أنَّ تاريخ العالم يتمثَّل في الصراع بين الخير الذي يمثِّله الإله "أهورامزدا"، والشرِّ الذي يمثِّله الإله "آهرمان"، و"أهورامزدا" لا يمكن أن يكون مسئولاً عن الشرِّ؛ لأنَّ الشرَّ جوهرٌ مثله مثلُ الخيرِ، وأنَّ هاتين القوَّتين وجهان للموجود الأوَّل الواحد؛ لذلك لا بُدَّ أن يكون بعد الموت حياة أخرى، بعدما ينتصر الإله الأوحد على الشرِّ، عندئذٍ يُبعث الموتى، ويحيا الناس مرَّة أخرى، وتنطلق الأرواح الخيِّرة إلى الجنة، أمَّا رُوح الشرِّ وأتباعها من الخبثاء فيحترقون في المعدن الملتهب، عندها يبدأ العالم السعيد الخيرَ الذي لا شرَّ فيه ويدوم سرمديًّا.
و كما نرى أن الزاردشتية في مضمونها تؤمن بوجود إلهين إثنين اله الخير و هو "أهورامزدا" و الإله الثاني اله الشر و هو "آهرمان"
و هذا ليس بعقيدة توحيد و لا بدين أنبياء ولا بأي شكل ، كما أنهم يشركون النار و الكواكب في عبادتهم ..
و الآن سنلقي نظرة على بعض أقوال زارديشت و التي صاغها الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه في كتابه (هكذا تكلم زارديشت) و اعلم أن النصوص ليست هي الأصلية إنما صاغها المؤلف و المترجم بطريقة أدبية حيث أنه تعمد إلى جعلها شبيهة بالكتب المقدس فاعتمد السرد الإنجيلي للأحداث و قطع الفقرات الى آيات مرقمة تأثرا بالقرآن الكريم ، و محاولا بذلك إظهارها كشيء مقدس معتمدا بذلك على اسلوبه الأدبي و الفلسفي .
{ لما بلغ زراديشت سن الثلاثين غادر موطنه و بحيرة موطنه و مضى الى الجبل ، هناك استطاع أن ينعم بعقله و بوحدته و لعشر سنوات لم يعرف كللا لكن قلبه تغير فجأة ذات صباح نهض ساعة شروق الشمس ثم وقف قبالة الشمس و خاطبها بهذه الكلمات
((أية سعادة ستكون لك أيها الكوكب العظيم لو لم يكن لديك هؤلاء الذين تنيرهم !
لعشر سنوات و أنت تتردد على مغارتي هذه و لولاي أنا و نسري و حيتي لكان أصابك الملل من نورك و من هذه الطريق.
لكننا كنا هنا ننتظرك كل صباح لنستلم فائض نورك و نباركك لأجله .
أنظر ! ها قد قرفت من حكمتي كالنحلة كثر عليها ما جمعت من العسل و أنا في حاجة الى أيادٍ تمتد إليّ .......
مثلك أريد أن أغرب -------
تعمدت أن ابين للأخ القارء بعض من الأمور التي يتم التدليس عليها من قبل المشككين
فمثلا ما أوردته من أقوال لزراديشت هنا نلاحظ أنه و بعد ما خرج من كهفه و خلوته راح زراديشت يكلم الشمس و يثني عليها في حين أن المدلسين قالوا بأنه و عندما خرج من كهفه سقط عليه نور من السماء و وحي ..
نأتي الى التدليس الثاني
{انحدر زراديشت من الجبل وحيدا باتجاه السفح و لم يلتق بأحد في الطريق لكنه حالما بلغ الغاب وقف أمامه فجأة شيخ مسن قد غادر للتو كهفه المقدس بحثا عن عروق الأعشاب و بهذه الكلمات خاطب الشيخ المسن زراديشت :
ليس غريبا عني هذا المسافر فقد مر قبل سنوات من هنا زراديشت كان يدعى لكنه قد تغير الآن ، كنت تحمل رمادك الى الجبل آنذاك أتراك تريد أن تحمل نارك اليوم الى السهول و الأودية ؟ ألا تخشى العقاب الذي ينال مولع الحرائق ؟....}
هنا و من هذه الكلمات استنبط المستشرقين المدلسين و كذبوا على زراديشت فقالوا بأن الذي التقى به كان رئيس الملائكة و يتقصدون بذلك جبريل عليه السلام حتى يلقوا بالشبهة و التشكيك ، في حين أن الشخص الذي التقى به زراديشت كان رجل مسن ...
و ضف إلى ذلك أخي القارئ بأن ما ذكرناه مما قام المشككين بالتلبيس به هو نفسه متعارض مع مراجع ثانية حيث أن أتباع الزاردشتية نفسهم جاهلين بحقيقة زاردشت و هنا بحسب ويكيبيديا الموسوعة الحرة نجد التعارض بشكل واضح :
جاء في موسوعة ويكيبيديا مايلي:
-وفقًا للكتابات الزرادشتية، فعندما بلغ زرادشت سن السابعة ذهب ليدرس مع حكيم اسمه "بورزين كوروس"، وظل يدرس معه ثمانية سنين، درس معه العقيدة والزراعة وتربية المواشي وعلاج المرضى، ثم عادَ إلى بلده وارتدى القميص المقدس ولبس الحزام، وهذا كله رمز لتعميده في عقيدة شعبه، وهو في هذه السن غزا التورانيون إيران من الإقليم المجاور، فتطوع زرادشت للذهاب لميدان القتال للمساعدة في معالجة جرحى الحرب، وبعد الحرب انتشرت المجاعة في إيران واشتد المرض، فتطوع زرادشت لخدمة المرضى والمحتاجين، وظل يعمل تطوعيًا لمدة خمسة سنين، ثم عاد إلى منزله وطلب من أبوه أن يترك عمله التطوعي وأن يتزوج، فتزوج امرأة اسمها "هافويه" أنجبت له بنتًا وولدين، وواصل عمله التطوعي لمدة عشرة سنين أخرى ، ثم بدأت الأسئلة الروحية تدور في ذهنه وبدأ يستائل عن الخير والشر، وتمنى أنه لو يستطيع أن يحقق السعادة للناس كلهم، ويوجد خلاف حول سنة نزول الوحي على زرادشت، فالبعض يقول أنه كان في العشرين من عمره ، والبعض يقول أنه كان في الثلاثين من عمره ]، والبعض يقول أنه كان في الأربعين
فإذا كان أتباع الديانة الزاردشتية و غيرهم جاهلين متخبطين بحقيقة الديانة الزاردشتية و تاريخ نبوة زارديشت بحسب زعمهم و لا يملكون أن يثبتوا ذلك ، فكيف يحق للمشككين التلبيس على المسلمين بقولهم أن دين الإسلام أصله من الزاردشتية ، عدى عن أن ما قام به المشككين من تلبيس الشبهات كان في أساسه من رواية منحولة مبنية على أساس روايات و في أصلها منحولة لا مخطوطات لها .
تابع القراءة و نعرف على المزيد من التخبط ،:
جاء في ويكيبيديا:
زردشت، الأب المؤسس للزرادشتية، عاش في هضاب آسيا الوسطى في شمال وشرق إيران منذ 628 حتى 551 قبل الميلاد (بالرغم من أن بعض الباحثين يقترحون انه عاش بين 1400 و 1200 قبل الميلاد). نمط اساسي من تعليماته، والتي انتقلت عبر الأجيال هي 17 ارجوزة، والتي تقول بأن على كل شخص أن يختار لنفسه ما بين قوى الخير وقوى الشر. قلة من صور بقيت لنبي آسيا الوسطى - الرسمة الجدارية التي ترجع للقرن الثالث للميلاد- والتي اكتشفت في دورا اوربوس "الصالحية"، وهي موقع متقدم للإمبراطورية البارثية... و كما ترى أخي القارئ فإذا كان التخبط الحاصل في تاريخ في تاريخ تأسيس الزاردشتية يكاد يصل إلى 900 سنة
الذي يؤكده المؤرخون انه ولد في منطقة صحراء توركمان (تركمانستان حالياً) في شمال شرق إيران.. وبعض المؤرخين يقولون انه من اصول الأوغوزية وقسم يقول ان أُم والده آذرية. وينسب الآذريون زرادشت أليهم ويستدلون بذلك في قصة تخت سليمان ومكان تخت سليمان الموجود في آذربيجان ولكن هذا الدليل غير قوي.. نعم الديانة زردشتية كانت منتشرة في آسيا الوسطى وأفغانستان وإيران وشمال العراق وحتى سوريا وأكبر دليل على صحة ذلك هو مكان ولادة زردشت في صحراء توركمان.. ـ
و كما نلاحظ وجود بعض الإختلاف بين المؤرخين في نسب زارديشت و مكان ميلاده .
ملاحظة هامة جداً عن أقدم نسخة للكتاب المقدس لدى الزاردشتين (زند آفستا):
أقدم نسخة مكتشفة تأتي من مخطوطة "Ashem-Vohu"، والتي تم شراؤها في عام 1907 من قبل الألماني النمساوي السير أوريل شتاين في بلدة دونهوانغ الواقعة على طريق الحرير في آسيا الوسطى، وتوجد تلك النسخة حاليا في المكتبة البريطانية، والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي .
وبصرف النظر عن هذا الأمر
هناك أقدم مخطوطة موجودة حاليا تنتمي إلى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ومؤرخة في 1288.ميلادي
و في هذا الوقت كان الفتح الإسلامي قد انتشر و عم أرجاء المعمورة و الحاصل هو الضخ من الإسلام إلى الزاردشتية و ليس العكس . و هذا وحده كافٍ شافٍ لدحض الشبهات و قتلها عن بكرة أبيها .
ضف الى ذلك بأن الزاردشتين اختلقوا بعض الأساطير و منها ما هو مستوح من قصص الأنبياء كمعجزة سيدنا ابراهيم عندما كانت النار عليه بردا و سلاما | :
جاء في ويكيبيديا:
وهناك الكثير من الأساطير التي تتحدث عما حدث بعد ميلاده، منها أن كبير سحرة إيران "دورسروه" ونائب الملك في المقاطعة سمعا بميلاد النبي الذي سيقضي على السحر والوثنية، فأرسل كبير السحرة ثلاثة سحرة ليحضرا زرادشت له في معبد النار، وعندما جاءوا بالطفل وضعوه في النار، وعندما عادت والدة الطفل إلى المنزل لم تجده فذهبت إلى معبد النار لتدعو الآلهة أن ترده، وعندما ذهبت الأم وجدت ابنها يعبث داخل النار ويلهو فأخذته..
إلى هنا نكون قد بينا الكثير من الأمور المتشابكة و المتعارضة ، إلى درجة أنه و في حال كانت الديانة الزاردشتية ديانة توحيدية خالصة في أصلها و أساسها كما يقول بعض أهل العلم ، فإننا بهذه الحالة نكون قد أظهرنا ما طرأ عليها من تحريف و تغير و نفينا ما زُعم بأنه نقل من الزردشتية الى الإسلام .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه أو قد يتسائله البعض ، هل الديانة الزاردشتية ديانة توحيدية في أصلها ؟
الجواب نعم قد يكون كما قيل بأنها صحيحة في بدايتها ، فالقرآن الكريم لا ينفي ذلك و قوله تعالى :
يونس - الآية 47 {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}
و قوله تعالى :
النحل - الآية 36 {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}
فالقرآن الكريم يؤكد أن الله سبحانه و تعالى لم يذر أمة إلا و قد أرسل فيها رسولا أو نبيا و قد يكون زارديشت نبي ثم حرف دينه من بعده ، و بعض أهل العلم من ذهب الى القول بذلك ، فقد يكون زارديشت نبيا أو غيره (الله أعلم) .
و السؤال الثاني هل يوجد ما يؤكد على أن الزاردشتية أو على الأقل الشعب الذي اعتنق هذه الديانة ، سبق له و أن عرف توحيد الله سبحانه و عبادته ؟
الجواب نعم يوجد ما يؤكد هذا و بقوة أيضا ، و هو ذو القرنين الملك الفارسي (قورش) و الذي ذكره الله تعالى في القرآن في سورة الكفه كما و قد جاءت التوراة على ذكره .
ذكر ذو القرنين في التوراة | سفر أشعيا :
: 27 القائل للجة انشفي و انهارك اجفف
44: 28 القائل عن كورش راعي فكل مسرتي يتمم و يقول عن اورشليم ستبنى و للهيكل ستؤسس
45: 1 هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما و احقاء ملوك احل لافتح امامه المصراعين و الابواب لا تغلق
45: 2 انا اسير قدامك و الهضاب امهد اكسر مصراعي النحاس و مغاليق الحديد اقصف
و كما نرى فإن عبارة (هكذا يقول الرب لمسيحه) جاءت بمعنى نبيه . و أيضا ذو القرنين هو من حرر بني اسرائيل من السبي البابلي.
و في تفسير رؤيا دانيال جاء اسم ذو القرنين بلقبه :
- تفسير سفر دانيال :
-رؤيا الكبش -
إذ اقترب وقت انهيار بابل أمام فارس ومَديا رأى دانيال هذه الرؤيا. رأى كبشًا واقفًا عند النهر له قرنان عاليان، الواحد أعلى من الآخر.
يقول القديس هيبوليتس الروماني:
يعني بهذا الكبش الذي ينطح غربًا وشمالًا وجنوبًا داريوس ملك الفرس، الذي غلب كل الأمم، إذ قيل "لم يقف حيوان قُدّامَه".
"فرفعت عيني ورأيت ، وإذا بكبشٍ واقف عند النهر، وله قرنان، والقرنان عاليان ، والواحد أعلى من الآخر، والأعلى طالع أخيرًا.
رأيت الكبش ينطح غربًا وشمالًا وجنوبًا ، فلم يقف حيوان قدامه ، ولا مُنقذ من يده ، وفعل كمرضاته وعظم" .
و جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف :
(83) وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
( 84 ) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
( 85 ) فَأَتْبَعَ سَبَبًا
( 86 ) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
( 87 ) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا
( 88 ) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
( 89 ) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
( 90 ) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
( 91 ) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
( 92 ) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
( 93 ) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا
( 94 ) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
( 95 ) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
( 96 ) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
( 97 ) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
---------------
صورة منوحتة لذي القرنين قورش الفارسي
نحن لسنا بصدد ذكر قصة ذي القرنين و انشاء الله تعالى سنأتي على ذكر قصته في موضوع آخر.. و حتى لا نطيل الموضوع نتابع في الرد على ما تبقى من الشبهة.
قولهم بأن الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه هو من كان يُعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم (و العياذ بالله )
أولا هم دعموا شبهتهم بهذه الآية من سورة النحل -
(الآية 103وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)
و هذه الآية الكريمة آية مكية أنزلها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه و سلم في مكة في حين أن سلمان الفارسي رضي الله عنه لم يكن قد التقى بالرسول (ص) بعد ، و كما أنه أسلم و التقى به في المدينة ، و ضف الى ذلك بأن سلمان الفارسي كان نصراني .
و أيضاً:
توحيد الله فرض في مكة و الصلاة فرضة في الاسراء و كان ذلك في مكة
فرضت الصلاة في الإسراء وقال ابن عباس حدثني أبو سفيان في حديث هرقل فقال يأمرنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والصدق والعفاف
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " .
الصلاة :
هي ركن من أركان الاسلام ومن اعظم الفروض التي فرضها الله على المسلمين وهي عمود الدين , وقد فرضها الله علينا للتقرب منه سبحانه وتعالى ولها فضائل كثيرة منها غفران الذنوب وأنها نور في الدنيا والاخرة .
متى فرضت الصلاة ؟ :
فرضت الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة من مكة المكرمة الي المدينة المنورة بثلاث سنوات في حادثة الاسراء والمعراج ، وأول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين
ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة أقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الفجر ، أصبحت صلاة الظهر أربعاً والعصير أربعاً والمغرب ثلاثاً والعشاء أربعاً ، الفجر ركعتين لانه يطول بصلاتها قراءة القران ، والمغرب ثلاثاً لانها وتر النهار .
حكم الصلاة
هي الركن الثاني من أركان الاسلام بعد الشهادتين , وقد فرضها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل اليه البشر وفي ليلة الاسراء والمعراج , وقد فرضها الله خمسين مرة ولكن خففها الله على عباده لتصبح خمس صلوات فعليا وتكتب في الميزان خمسين .
إلى هنا و أكون قد انتهيت و أسأل الله تعالى بأن أكون قدمت ما ينفع ، فإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان
( 8 ) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
( 9 ) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
و فقك الله
ردحذف