أسئلة تعجز الملحد

أسئلة لا يجد الملحد لها أجوبة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛
ثم أما بعد:

بعض الأسئلة التي من شأنها أن تعجز الملحد ويستحيل له بأن يجد لها أجوبة فما هي:

١-
كلنا نعلم بأن الموت حق واقع لا محال فجميع البشرية قاطبةً وعلى اختلاف مللهم ونحلهم كفاراً وملحدين كلهم يعلمون أن لا مفر من الموت؛

والسؤال الذي يطرح نفسه منطقيا هو، هل يستوي القاتل والمقتول، السارق والمسروق، المجرم والخير، الجاهل والمتعلم، المغتصب والمغتصبة، المعتدي والمعتدى عليه، الظالم والمظلوم، باختصار شديد هل يستوي الأشرار مع الأخيار بعد الموت؟
فَ بالنظر إلى عقلية الملحد فإنه يعتقد بأنها حياة واحدة ولا يوجد هناك يوم للحساب بعدها، وهذا ما يخالف المنطق لأن المنطق يقول أنهم لا يستوون ولا بد للعدالة أن تتحقق.

هذا السؤال وجهته لكثير من الملحدين فعجزوا ولم يجدوا إجابة له ولن يجدوا بل كانوا دائما ما يناورون ليفروا من هذا السؤال، وأنت أخي القارئ لا تتردد في طرحه على الملحدين لتربكهم وتعجزهم به.
ولا يوجد لهدا السؤال جوابا إلا في كتاب الله تعالى، قال سبحانه في كتابه العزيز:

47 )   وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ.
سورة الأنبياء.

وقال أيضا:
( 1 )   إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا
( 2 )   وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا
( 3 )   وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا
٤)   يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
( 5 )   بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا
( 6 )   يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
( 7 )   فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
( 8 )   وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
سورة الزلزلة.
------

٢-
السؤال الثاني وهو قريب نوعا ما من الأول وموجه للملحد، لو أن حاكما ظالما جائرا اعتدى عليك فاستحيى بناتك وقتل أبنائك ولم يكن لك حولا ولا قوة فكيف ستأخذ منه حقك؟ وكيف ستحاكمه إذا كان هو الحاكم؟ وكيف ستقاضيه إن كان هو القاضي؟

طبعا الملحد يعجز عن الإجابة ولهذا فلو طرحت عليه السؤال ستراه يلف ويدور ثم يغير الموضوع ويطرح عليك سؤال محاولا بذلك التهرب من الإجابة لأنه لا يملكها، فقل له لا جواب على السؤال بسؤال آخر.

ولا جواب لهذا السؤال إلا من القرآن الكريم بما في ذلك الآيات التي ذكرنها سابقا وهذه الآيات في قوله تعالى:
ٰ
( 72 )   قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
( 73 )   إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
( 74 )   إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ
( 75 )   وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى.
سورة الأعراف.

وقال تعالى:
42 )   وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ.
سورة ابراهيم.

وقال تعالى:
31 )   يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.
سورة المرسلات.
-----

٣-
السؤال الثالث موجه للملحد وهو، ما هو حال المصاب بإعاقة أو تشوه خلقي أو مرض عضال لا شفاء له أو الأعمى والأطرش والأكمه والمشلول ومرضى السرطان والقلب وما إلى ذلك فكلهم يعيشون ولا يفارقهم الشعور بأنهم مساكين ومظلومين لا ذنب لهم ومنهم من يتمنى الموت على هذه الحياة حتى أن بعضهم راح يتبرع ببعض أعضاء جسده لآخرين يحتاجونها محاولا بذلك اسعاد غيره عساه يجد لحياته طعما، لأنه فقد الأمل منها،
والسؤال للملحد هنا بأن يجد لنا حلا لها-أولاء المساكين المعذبين؟

والملحد لا يملك حلا لا لنفسه ولا لها-أولاء فهو أيضا مهدد في أي لحظة ليصاب بمرض عضال أو حادثا ما يسبب له إعاقة مستديمة فينضم لهم وستراه يحبو حبوا وهو يبحث عن الله العظيم القدوس المتعالي لأنه لم بعد هناك أمل إلا بالله العظيم.

وجواب السؤال من القرآن الكريم بأن يتوكل المبتلى على الله ويعبده حق عبادته ويصبر على ما أصابه وسيدخله الله الجنة بإذنه تعالى.

وقال تعالى:
200 )   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
سورة آل عمران.

وقال أيضا:

82 )   وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
سورة البقرة.

وقال أيضا:
26 )   ۞ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
سورة يونس.
------

٤-
والسؤال الرابع موجه للملحد، بأن أوجد لنا حلا للمصائب التي تصيبنا بشكل مفاجئ؟

لا يملك الملحد جوابا.

والجواب مو كتاب الله تعالى في قوله:
22 )   مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
( 23 )   لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
سورة الحديد.

وقال أيضا:
11 )   مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
( 12 )   وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
( 13 )   اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
سورة التغابن.
-------

ولا يزال هناك الكثير والكثير من الأسئلة التي تعجز الملحدين ولا يجدون لها إجابة.

وإن كنت أخي القارئ على جدال مع الملحدين ولا أنصحك بذلك فلا تتردد بأن ترفق بكلامك معهم بعضا من آيات الله والتي هددهم بها وتوعدهم بالعذاب فمن شأن هذه الآيآت الكريمات أن تربكهم وتفزعهم مهمى كان قلبه قاسيا ومنها لتقيم الحجة عليهم. والآيات كثيرة في القرآن الكريم.
قال تعالى:

63 )   أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ
( 64 )   يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ
( 65 )   وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ.
سورة التوبة.

وقال أيضا:

5 )   إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
( 6 )   يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
سورة المجادلة.

وقال أيضا:
16 )   وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ.
سورة الروم.

وقال أيضا:
8 )   وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
( 9 )   ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ.
سورة الحج.

والآيات كثيرة في كتاب الله تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.