الرد على شبهة لغوية أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ


قال المشككون والملاحدة: بأن ثمة خطأ لغوي في القرآن الكريم وهو في قوله -تعالى-: (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)، حيث أن كلمة (الطفل) مفرد بينما أتت كلمة (الذين) جمع، كما قالوا أيضا: بأن الصيغة النحوية الصحيحة يجب أن تكون على الشكل التالي: أو الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء.




والآية الكريمة كاملة،
قال -تعالى-:
( 31 )   وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
سورة النور.
الرد:
لقد قلنا مراراً وتكراراً: بأن القرآن الكريم لا يمكن محاكمته لا نحويا ولا لغويا ولا قواعديا، لأن القرآن الكريم هو أساس اللغة العربية بنحوها وقواعدها وليس العكس.
فعندما نزّلَ الله -تعالى- كتابه القرآن الكريم لم يكن العرب على علم بالنحو ولم يكن هناك قواعد للغة العربية بعد، فعلم النحو تم إنشاءه بعد نزول القرآن الكريم بفترة.

أما عن الصيغة الواردة في القرآن الكريم وهي (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)، فهي صحيحة مئة بالمئة ولا غبار عليها، بل على العكس لا تدل إلا على براعة المتكلم وهو الله -تعالى-.
فاللغة العربية تتميز بإفراد الجنس أثناء الجمع، على سبيل المثال، لو أردنا أن نجمع كلمة سيارة بعدد كبير في جملة، فإننا في هذه الحالة نقول:

مئة ألف سيارة صفراء.
عشرون ألف طالب ثانوي.
ألف طير أو سبعمئة دجاجة وثمانين رجل وسبعة آلاف امرأة.

لاحظ أننا أثناء الجمع نُفرد الجنس ونكثر العدد لأن هذا وارد في اللغة العربية، أما في الآية الكريمة فقد جاءت كلمة (الطفل) وهي اسم لجنس مفردة بينما كلمة (الذين) فهي اسم موصول مبني على الفتحة في محل جر.
فكأنك تقول: العشرة آلاف طفل، الذين لم يذهبوا إلى المدرسة.
أما في الآية الكريمة فقد أضمر العدد لأنه عدد كثير غير محدود في حين أنه أفرد الجنس وهو (الطفل) لأنه عند جمع التكثير هكذا يكون يكثر العدد ويفرد الجنس المجموع.
فاللغة العربية تتفرد بميزات عن باقي اللغة بحيث يمكن الجمع مع إفراد الجنس المجموع أو مع جمع الجنس المراد جمعه.
كأن تقول: عشرين ألف رجالاً أو مئة ألفٍ نساء.
أو أن تجمع على صيغة إفراد الجنس فتقول ثمانية ألف رجل.

أعتقد بأن الأمر قد أصبح واضح وتبين جهل المشككين وغيرهم.

تم بفضل الله -تعالى- ومنته
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.



Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.