الرد على علي منصور كيالي في مالك يوم الدين أم ملك يوم الدين قراءات وقراءات

 خرج علينا الخرفان علي منصور الكيالي بفديو جديد كان قد عنونه (قراءات وقراءات) وفي هذا الفديو تحديدا يدلي الكيالي بخرافاته وأكاذيبه، كما لو أنه تعدى الخطوط الحمراء غير آنفا ولا سائلا لا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأقوال العلماء الأفاضل من السلف والخلف.

فبعدما ثبت ما ثبت بالبرهان والدليل القاطع بأن الكيالي الخرافان وفي كل مرة يقرأ فيها أية من آيات الله -تعالى- من القرآن الكريم، إلا ويخطئ فيها كما لو أنه أعجمي قدم من بلاد الواق واق. وقد أثبت الأخوة من أسود السنة أخطاءً له بالجملة أثناء قراءته للقرءان الكريم.


ولا يزال الكيالي الخرفان يصر مستكبرا على أنه شيخ قراء الشام والعراق والمدينة وجميع أمصار المسلمين. كما يصر على أنه كان عالما بالقراءات العشر منذ أن كان طفلا صفيرا في الخامسة من عمره وفوق ذلك كله يقول لك بأنه عالم في لهجات القبائل العربية.


ودعنا نصطاد الكيالي من فاتحة خطابه في الفديو حيث أنه قد وقع في خطأ لغوي فادح دائما ما يقع فيه ففي الفديو يقول الكيالي: "طبعا كتاب الله" حيث لفظ حرف اللآم (ل) في لفظ الجلالة مرققا! وهذا خطأ لغوي فادح فلو كان الكيالي يخطب في أحد المجمعات الإسلامية العلمية لعلموا أنه جاهل من فورهم.

فقاعدة لفظ الجلالة إن كانت الكلمة في الجملة التي قبل لفظ الجلالة (الله) تنتهي بالضمة أو الفتحة, فيكون حرف اللآم في لفظ الجلالة مشددا أما إن انتهت بكسرة فيكون حرف اللآم في لفظ الجلالة مرققا.


ولعل قائل من متابعي الكيالي يقول: ما دفع بك لأن تتصيد مثل هذه الأخطاء للدكتور العالم المهندس العلامة علي باشا كيالي؟ قلت بكل بساطة مثل هذه الأخطاء لا ينبغي لمن كان عالما كبيرا أن يقع بها. فهكذا خطأ لغوي لا يقع فيه طلاب مدرسة شريعة سنة أولى. علاوة على ذلك فقد سبق وأن طالبه الكثير من الاخوة بأن يبرز رسالة الدكتوراة ومع ذلك لم يفعل إذا فهوى كذاب أفاك يدعي العلم وما هو منه بشيء.


الرد على النقطة الأولى في فديو علي كيالي:

ادعى الكيالي بأن قراءة حفص عن عاصم ل مالك يوم الدين هي أصح من قراءة ورش عن نافع ل ملك يوم الدين في سورة الفاتحة! 


وهذا الكلام أقل ما يمكن وصف قائله بالرويبضة حيث أن الكيالي قد وقع فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيه, 

وفي الحديث:

«قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ (4) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ -مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ-أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو -يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِ-: إِنَّمَا هِيَ كَذَا وَكَذَا، بِغَيْرِ مَا قَرَأَ الرَّجُلُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَخَرَجَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (5) حَتَّى أَتَيَاهُ، فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ أَصَبْتُمْ، فَلَا تَمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ " (6) . وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ (7) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِهِ نَحْوَهُ، وَفِيهِ: "فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ أَوْ إِنَّهُ الْكُفْرُ بِهِ (8) ". وَهَذَا -أَيْضًا-حَدِيثٌ جَيِّدٌ (9)»

مقدمة تفسير ابن كثير.


فقد ذهب الكيالي يماري في القرآن الكريم يصحح قراءة ويخطأ قراءة وهذا هو الكفر بأم عينه لما ثبت في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم (فَلَا تَمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ).


ثانيا:

 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ مالك يوم الدين وقرأ أيضا ملك يوم الدين لما ثبت في الحديثين الشريفين:

- كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا قرأَ يُقطّعُ قراءتَهُ آيةً آيةً بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِينِ

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الدارقطني | المصدر : سنن الدارقطني

الصفحة أو الرقم: 1/651 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وكلهم ثقات 


-قراءةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ملِكِ يومِ الدِّين) يقطعُ قراءتَهُ آيةً آيةً.

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود

الصفحة أو الرقم: 4001 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 


إذا فالكيالي على خطأ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأ مالك يوم الدين وقرأ ملك يوم الدين ما يعني بأن الوحي نزل على قلبه ب مالك يوم الدين و ملك يوم الدين ما يعني أن جبريل عليه الصلاة والسلام سمع القرءان من الله -تعالى- مالك يوم الدين وسمع أيضا ملك يوم الدين.


وأنا أريد أن أعرف هنا، ما هي حجة الكيالي لتخطأة وتضعيف قراءة ما من قراءات القرءان الكريم على قراءة أخرى؟ وما هي حجته على أن قراءة مالك يوم الدين هي أصح من قراءة ملك يوم الدين؟

وهو لا يملك حجة إلا من عقله الخرفان المريض المصاب بالزهايمر فهكذا ظهر في عقله فهو يريد أن يصل إلى ما مفاده:

إن كان قراء القرءان يخطئون فلما تخطؤني في قراءتي للقرءان!


ثالثا:

ضرب الكيالي لنا حجة على كلامه أن المالك يملك العقار ويستطيع التصرف به بينما الملك لايملك العقار فهو لا يستطيع التصرف فيه!

وقد أخطأ الكيالي خطأ فادحا عندما شبه الله -تعالى- بعباده والعياذ بالله -تعالى-

وكلام الكيالي فارغ ولا صحة له لأن المالك قد يملك العقار لكنه لا يملك حق المنفعة أو التصرف به بينما الملك قد يصدر مرسوما بمصادرة عقار المالك.

وهذا ما نجده في القرآن الكريم في قوله -تعالى-:

( 79 )   أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا.

سورة الكهف.ِ


فالملك هو من نفذ أمره في سلطانه فبغض النظر عن إن كان هذا التصرف ظلما أو عدلا، لكننا نتحدث ها هنا عن قدرة الملك في التسلط على ما يشاء من أملاك رعيته في حدود مملكته.

على سبيل المثال في عالمنا العربي يوجد أنظمة ملكية دساتيرها تشرع للملك الحاكم أن يصادر ويؤمم ما يشاء من ممتلكات الشعب، ففي دستور المملكة العربية السعودية نجد ما يلي من المواد لصلاحيات الملك:

-المادة الخمسون الملك أو من ينيبه معنيون بتنفيذ الأحكام القضائية.

-المادة الحادية والخمسون يبين النظام تكوين المجلس الأعلى للقضاء واختصاصاته، كما يبين ترتيب المحاكم واختصاصاتها.

-المادة الثانية والخمسون يتم تعيين القضاة وإنهاء خدمتهم بأمر ملكي ، بناء على اقتراح من المجلس الأعلى للقضاء ، وفقا لما يبينه النظام. 


أما في صلاحيات الملك في دستور المملكة المغربية نجد ما يلي:

-يرأس الملك المجلس الأعلى للسلطة القضائية (الفصل 56).

-يوافق الملك بظهير على تعيين القضاة من قبل المجلس الأعلى للسلطة القضائية (الفصل 57).


والسؤال هنا على اعتبار أن صلاحيات القضاء بيد الملك، ألا يستطيع الملك لو شاء بأن يصدر أمرا ملكيا بمصادرة العقار الفلاني للمواطن المالك الفلاني؟

نعم يستطيع بغض النظر إن كان هذا التصرف ظلما أو عدلا ولكنه يستطيع.


ومن هذا المنطلق لا يمكن تشبيه الله واسمه الملك الحق واسمه مالك الملك بعباده والعياذ بالله -تعالى-.

والله أوحى بسورة الفاتحة لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بحروفها: مالك يوم الدين وملك يوم الدين لكي يعلم عباده أنه هو الملك والمالك ليو م القيامة.


رابعا:

قراءة ورش عن نافع وقراءة حفص عن عاصم وكلتا القراءتين صحيتان كما وكلتهما متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم. فنافع المديني رحمه الله تعالى وعاصم لم يكونا ليخترعا قراءة ما ويلصقانها بالقرءان الكريم لا طبعا, إنما تواترا القراءة بأسانيدها عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الوحي روح القدس عليه الصلاة والسلام الذي تلقاه من الله -تعالى-.


سند قراءة حفص الذي قرأ على شيخه عاصم:

- عاصم بن أبي النُّجُود أو عاصم القارئ (؟ - 127هـ، ؟ - 745م). واسم أبي النجود بهدلة، وقيل بهدلة أمُّه. كنيته أبو بكر، وقيل أبو عمرو. ونسبته الكوفي والأسدي. أحد القراء العشرة للقرآن الكريم. كان شيخ الإقراء بالكوفة. غالبا ما ينتهي أي سند باسمه. قرأ على زر بن حبيش الذي أخذ عن الصحابي عبد الله بن مسعود ،وعلى أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذ عن الصحابي علي بن أبي طالب. قرأ عاصم أيضاً على أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني الكوفي، وأبو عمرو هذا أدرك النبي ولم يره وقد أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود. يأتي إسناده في العلو بعد بن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي رجلان. وكان عاصم يقرئ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش.


سند ورش الذي قرأ على شيخه نافع اللمدني رحمهما الله -تعالى-:

- نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم الليثي الكناني مولى جعونة بن شعوب الليثي الكناني ، الإمام حبر القرآن وأحد القراء العشرة وإمام القراء في المدينة النبوية ، ولد في حدود 70 هـ في خلافة عبد الملك بن مروان ويقال سنة بضع وسبعين. مدنيّ نسبة إلى مدنية رسول الله ، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة.

جوّد كتاب الله وقرأه على عدة من التابعين بحيث أن موسى بن طارق حكى عنه قال قرأت على سبعين من التابعين، قلت قد اشتهرت تلاوته على خمسة منهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج صاحب أبي هريرة ، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان وحمل هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب وزيد بن ثابت كما ذكر في طبقات القراء وصح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب أبي وقيل إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضا وعلى ابن عباس وفيه احتمال وقيل إن مسلم بن جندب قرأ على حكيم بن حزام وابن عمر. ..//انتهى//..


الرد على النقطة الثانية:


قام علي منصور الكيالي بتخطئة قراءة حفص في قول الله -تعالى-:

( 161 )   وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

سورة آل عمران.

فادعى الكيالي أن قراءة (يَغُلَّ) هي قراءة خاطئة وقال أن القراءة الصحيحة هي قراءة ورش والكلمة (يُغَل) وعلل كلامه بأنه لايمكن للنبي أن يَغُل ولا بأي شكل من الأشكل ولا حتى أن يخطر مثل هذا الأمر على باله أو قلبه!


وكلام الكيالي أقل ما يمكن وصفه بالجهل. فلو أنه فتح التفسير وقرأه لعلم من فوره أنه على خطأ ولكن هيهات للرويبضة.


قال الله -تعالى-:

( 161 )   وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

سورة آل عمران.


وفي تفسير ابن كثير نجد سبب نزول الآية الكريمة:

وقوله : ( وما كان لنبي أن يغل ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وغير واحد : ما ينبغي لنبي أن يخون .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا المسيب بن واضح ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن سفيان [ عن ] خصيف ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : فقدوا قطيفة يوم بدر فقالوا : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها . فأنزل الله : ( وما كان لنبي أن يغل ) أي يخون .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا خصيف ، حدثنا مقسم حدثني ابن عباس أن هذه الآية : ( وما كان لنبي أن يغل ) نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر ، فقال بعض الناس : أخذها قال فأكثروا في ذلك ، فأنزل الله : ( وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة )

وقد روي من غير وجه عن ابن عباس نحو ما تقدم . وهذا تبرئة له ، صلوات الله وسلامه عليه ، عن جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وقسم الغنيمة وغير ذلك . ..//انتهى//..


وقال أبو جعفر الطبري:

- حدثنا به محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال، حدثنا عبد الواحد بن زياد قال، حدثنا خصيف قال، حدثنا مقسم قال، حدثني ابن عباس: أن هذه الآية: " وما كان لنبيّ أن يغل "، نـزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، قال: فقال بعض الناس: أخذها! قال: فأكثروا في ذلك، فأنـزل الله عز وجل: " وما كان لنبي أن يغل ومن يغلُل يأت بما غل يوم القيامة ". ..//انتهى//..


إذا قد تبين معنا أن القراءة قراءة حفص عن عاصم (يَغُلَّ) هي قراءة صحيحة هكذا نزلت من فم الوحي تماما. فسبب نزول الآية الكريمة أن بعض الناس يوم بدر راحي يتحدثون في غنيمة من غنائم الحرب فقدت, فاعتقد بعضهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذها أو أعطاها لبعض أصحابه. فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية يدافع بها عن رسوله ويبرأه من هكذا أفعال والله القائل سبحانه: 

( 4 )   وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ

سورة القلم.


ومن أجل ذلك توجب على الكيالي وأمثاله من الجهلة الرويبضة أن يغلقوا أفواههم ولا يحشرون أنوفهم أو يتكلمون فيما لا يعلمون.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله -تعالى-:

- وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَا مُتَّفِقًا أَوْ مُتَقَارِبًا.

- وَكُلُّ قِرَاءَةٍ مِنْهَا مَعَ الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى بِمَنْزِلَةِ الْآيَةِ مَعَ الْآيَةِ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهَا كُلِّهَا وَاتِّبَاعُ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ الْمَعْنَى عِلْمًا وَعَمَلًا لَا يَجُوزُ تَرْكُ مُوجِبِ إحْدَاهُمَا لِأَجْلِ الْأُخْرَى ظَنًّا أَنَّ ذَلِكَ تَعَارُضٌ بَلْ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ كَفَرَ بِحَرْفِ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلِّهِ .

وقال ابن تيمة أيضاً:

- إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّوْا عَنْهُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِتَبْلِيغِهِ إلَيْهِمْ مِنْ الْقُرْآنِ لَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ جَمِيعًا كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي - وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ } " كَمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً . قَالَ - حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا عُثْمَانُ بْنُ عفان وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُمَا : أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ . قَالُوا : فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا . وَلِهَذَا دَخَلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : " { خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ } " تَعْلِيمُ حُرُوفِهِ وَمَعَانِيهِ جَمِيعًا ؛ بَلْ تَعَلُّمُ مَعَانِيهِ هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِتَعْلِيمِ حُرُوفِهِ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَزِيدُ الْإِيمَانَ. ..//انتهى//..


الرد على النقطة الثالثة:

قال علي منصور الكيالي أن قراءة ورش لقوله -تعالى-:

واتَّخَذوا من مقام إبراهيم مصلى, التي جاءت كجملة خبرية لاتصح وأن قراءة عاصم وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى, التي جاءت كفعل أمر هي الأصح.


وكلام الكيالي كلام فارغ طبعا.

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن القرآن نزل على سبعة أحرف، ونورد بعض الأحاديث:

274 - (821) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ»، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا.

صحيح مسلم 

273 - (820) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ دَخَلْنَا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَآ، فَحَسَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمَا، فَسَقَطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ، وَلَا إِذْ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ غَشِيَنِي، ضَرَبَ فِي صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقًا وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَقًا، فَقَالَ لِي: " يَا أُبَيُّ أُرْسِلَ إِلَيَّ أَنِ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا، فَقُلْتُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

صحيح مسلم 

«تفسير ابن كثير ت سلامة» (1/ 41):

وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى الصَّوَابِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو جُهَيْمٍ؛ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " الْقُرْآنُ يُقْرَأُ 274 - (821) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ»، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: «أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا.عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (3) . وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ -أَيْضًا-وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ.



وقال عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني المتوفي في سنة 444 هجري في كتابه الأحرف السبعة للقرآن:

وَمِنْهَا الْأَمر والإخبار كَقَوْلِه {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم} بِكَسْر الْخَاء على الْأَمر و {اتَّخذُوا} بِفَتْح الْخَاء على الْإِخْبَار و {قل سُبْحَانَ رَبِّي} و / قل رَبِّي يعلم / و / قل رب احكم / و / قل إِنَّمَا أدعوا رَبِّي / على الْأَمر و {قل} على الْخَبَر وَكَذَلِكَ مَا أشبهه.

وَهَذِه الْقرَاءَات كلهَا وَالْأَوْجه بأسرها من اللُّغَات هِيَ الَّتِي أنزل الْقُرْآن عَلَيْهَا وَقَرَأَ بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأقرا بهَا وأباح الله تَعَالَى لنَبيه الْقِرَاءَة بجميعها وَصوب الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ بِبَعْضِهَا دون بعض كَمَا تقدم فِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ وَفِي حَدِيث أبي بن كَعْب وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَغَيرهم

قَالَ أَبُو عَمْرو وَجُمْلَة مَا نعتقده من هَذَا الْبَاب وَغَيره من إِنْزَال الْقُرْآن وكتابته وَجمعه وتأليفه وقراءته ووجوهه وَنَذْهَب إِلَيْهِ ونختاره فَأن الْقُرْآن منزل على سَبْعَة أحرف كلهَا شاف كَاف وَحقّ وصواب وَأَن الله تَعَالَى قد خير الْقُرَّاء فِي جَمِيعهَا وصوبهم إِذا قرؤوا بِشَيْء مِنْهَا وَأَن هَذِه الأحرف السَّبْعَة الْمُخْتَلف مَعَانِيهَا تَارَة وألفاظها تَارَة مَعَ اتِّفَاق الْمَعْنى لَيْسَ فِيهَا تضَاد وَلَا تناف للمعنى وَلَا إِحَالَة وَلَا فَسَاد وَأَنا لَا نَدْرِي حَقِيقَة أَي هَذِه السَّبْعَة الأحرف كَانَ آخر الْعرض أَو آخر الْعرض كَانَ بِبَعْضِهَا دون جَمِيعهَا وَأَن جَمِيع هَذِه السَّبْعَة أحرف قد كَانَت ظَهرت واستفاضت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضبطتها الْأمة على اختلافها عَنهُ وتلقتها مِنْهُ وَلم يكن شَيْء مِنْهَا مشكوكا فِيهِ وَلَا مُرْتَابا بِهِ. ..//انتهى//..


والحاصل أنه وعندما تكون الجملة على سبيل الخبر فهو إخبار من الله -تعالى- للمؤمنين بأن الذين كانوا من قبلنا قد اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. لذلك جاءت الآية الكريمة على سبيل الخبر لنا وعلى سبيل الثناء على الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه لأنهم اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. فالقرءان الكريم ليس للصحابة فقط، إنما هو لهم ولمن سيأتي من بعدهم.

فإن كانت الآية على سبيل الأمر فهو أمر للمؤمنين من الصحابة وما سلفهم إلى آخرهم بالتنفيذ، أما إن كانت الآية الكريمة على سبيل الخبر فهي إخبار من الله -تعالى- لنا وثناء منه على الذين كانوا من قبلنا أنهم نفذوا أوامره وانتهوا لنهيه سبحانه وتعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
تم بفضل الله -تعالى-
Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.