صحيح البخاري
كتاب العلم حديث برقم-(130)
حدثنا محمد بن سلام قال
أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: جاءت
أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من
الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا رأت
الماء ) . فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة ؟ قال ( نعم تربت
يمينك فيم يشبهها ولدها )
[ 278 ، 3150 ، 5740 ، 5770 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحيض باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها رقم 313
( لا يستحيي من الحق ) لا يمتنع من بيان الحق . ( احتلمت ) رأت في منامها أنها تجامع . ( رأت الماء ) رأت على ثوبها ماء إذا استيقظت . ( وتحتلم المرأة ؟ ) أي يخرج منها ماء كماء الرجل ؟ . ( تربت يمينك ) افتقرت ولصقت بالتراب ويقال هذا مداعبة لا على إرادة المعنى الظاهر . ( فيم يشبهها ولدها ) أي إذا لم يكن لها ماء فمن أين يأتي شبه الولد بها ]
شرح الحافظ ابن حجر فتح الباري:
قوله هشام هو بن عروة بن الزبير وفي الإسناد من اللطائف رواية تابعي عن مثله عن صحابية عن مثلها وفيه رواية الابن عن أبيه والبنت عن أمها وزينب هي بنت أبي سلمة بن عبد الأسد ربيبة النبي صلى الله عليه و سلم نسبت إلى أمها تشريفا لكونها زوج النبي صلى الله عليه و سلم
قوله جاءت أم سليم هي بنت ملحان والدة أنس بن مالك
قوله ان الله لا يستحيي من الحق أي لا يأمر بالحياء في الحق وقدمت أم سليم هذا الكلام بسطا لعذرها في ذكر ما تستحيي النساء من ذكره بحضرة الرجال ولهذا قالت لها عائشة كما ثبت في صحيح مسلم فضحت النساء
قوله إذا هي احتلمت أي رأت في منامها أنها تجامع قوله إذا رأت الماء يدل على تحقق وقوع ذلك وجعل رؤية الماء شرطا للغسل يدل على أنها إذا لم تر الماء لأغسل عليها
قوله فغطت أم سلمة في مسلم من حديث أنس أن ذلك وقع لعائشة أيضا ويمكن الجمع بأنهما كانتا حاضرتين
قوله تعني وجهها هو بالمثناة من فوق والقائل عروة وفاعل تعني زينب والضمير يعود على أم سلمة
قوله وتحتلم بحذف همزة الاستفهام وللكشميهني أو تحتلم بإثباتها قيل فيه دليل على أن الاحتلام يكون في بعض النساء دون بعض ولذلك أنكرت أم سلمة ذلك لكن الجواب يدل على أنها إنما أنكرت وجود المني من أصله ولهذا أنكر عليها
قوله تربت يمينك أي افتقرت وصارت على التراب وهي من الألفاظ التي تطلق عند الزجر ولا يراد بها ظاهرها
قوله فبم بموحدة مكسورة وسيأتي الكلام على مباحثه في كتاب الطهارة إن شاء الله تعالى
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.