الرد على شبهة ثمود

شبهة ثمود
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛
أما بعد:
شبهة أثارها المشككين والمبطلين حول ثمود وراحوا يتفننون بالتلبيس على الناس فتارة جعلوها خرافة
وأساطير ثم عادوا ليناقضوا أنفسهم فأقروا بوجودها ولكنهم قالوا أن حقبتهم كانت في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد ثم عادوا فقالوا لا لا بل إن حقبتهم كانت في القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد وهكذا كلما ترائا في مخيلة أحدهم شيئا حتى راح يلوي عنق القصة آخذا بها حيث شاء ثم ليعود فيقر بها ويقول واقعة أو ينكرها فيقول خرافة وأسطورة والغريب المضحك في الأمر أنك ستسمع بكل ما ذكرناه في ساعة واحدة وجلسة واحدة كالتي كان (عماري. الكذاب) ضيفا فيها ولعل بعضا يسأل فيقول لماذا نعت عماري بالكذاب! والجواب لأنه يكذب ونقول لهذا الكذاب بدلا من أن تأتي لتخطئ القرآن الكريم كتاب الله العزيز، اذهب وفند خرافات كتابك مثل خرافة التنين نافخ النار والخروف ذو السبع قرون والأخطاء التاريخية الواضحة ولسنا في هذا الآن، إنما سنخصص هذا الموضوع للرد على عماري.

ونبدأ بحول الله وقوته، يمكنك قراءة لخلاصة موضوع الشبهة فقط أو المتابعة فالموضوع مطول:
{خلاصة الموضوع هذه هي مساكن ثمود المعروفة حاليا بمدائن صالح الواقعة شمال السعودية، ولا يوجد مساكن أخرى غيرها، وما قيل حول تحليل الكربون 14 بأنه أعادها إلى الحقبة النبطية فهذا لا يعني بأن الأنباط هم أول ساكني هذه الديار، كما أن تحليل الكربون 14 وحده غير كافي،
لذلا فإن تحليل الكربون 14 وحده غير كافي لإثبات النتيجة خصوصا وأن مساكن ثمود منحوتة من صخور رملية وهي سهلة النحت وهذا ما شجع الأنباط  على إعادة نحت هذه المساكن وتجديدها فاختلطت الآثار النبطية بالآثار الثمودية حتى طغت عليها، على سبيل المثال لو أردنا تجديد جدار منحوت فسنطر تحته وحفره حتى التسوية أي إعادته إلى الصفر أي إلى شكل خام ممهد منبسط ثم بعد ذلك نبدأ نحته من جديد وإعادت تشكيله من الصفر وفي هذه الحالة فإن تحليل الكربون 14 سيعيدنا الى الحقبة النبطية ولن يعيدنا إلى الحقبة الثمودية}.
إذا هذه هي مساكن ثمود وهذا هو المكان الذي وقع فيه العذاب عليهم وإني لا أناقش في هذا بل إني أباهل أيضا وأنا على استعداد لأن أُباهل أي شخص ينكر أن تكون مدائن صالح ليست هي مساكن ثمود، فمن أراد أن يباهلني حول هذاالموضوع فليضع رقم هاتفه في التعليق وأنا بإذن الله -تعالى- سأتصل به للمباهلة.
الرد:
قال المشككين أن قصة ناقة صالح كانت معروفة قبل الإسلام وبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأتي بشيء جديد ثم استشهدوا بشعر أمية بن أبي الصلط والذي وصف فيه الناقة وخروجها من الصخرة ومقتلها ونحو ذلك.
وسنرى بردين،
الأول وسيجعل تلبيسهم في انهيار بإذن الله تعالى وهو في قوله تعالى:
43 )   مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
44 )   ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ.
[المؤمنون]
وقوله تعالى:
19 )   فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.
[سبأ].
وقال الحافظ ابن كثير:
( وجعلناهم أحاديث ) أي : أخبارا وأحاديث للناس ، كقوله : ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ) [ الآية ] [ سبأ : 19 ] [ ( فبعدا لقوم لا يؤمنون ) ]
وكما ترى أخي القارئ في آيات الله المباركة أنه سبحانه وتعالى جعل هذه الأقوام البائدة المعذبة أحاديث للناس فراح الناس في ذلك الحين يتناولون أخبارهم وما حل بهم من العذاب وانتشر أمرهم بين القبائل العربية وأصبحت أخبارهم موروثا تاريخيا وثقافيا في ذاك الحين.
إلى أن أرسل الله رسوله محمد بالحق ليخبر الناس بأني أنا رسول بعثني وأرسلني الإله الذي أهلك عادا وثمود.

وقوله تعالى يشير إلى ذلك:
13 )   فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ.
[فصلت].
فالإنذار والوعيد أو التهديد تكمن قوته في أن يكون معروفا ومشهورا،
أورد ابن عاشور وغيره عن ابن إسحاق:
روى ابن إسحاق في سيرته أن عتبةَ بن ربيعة كلم النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من خلاففِ قومه فتلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم { حم تَنزِيلٌ مِنَ الرحمنن الرَّحِيم } حتى بلغ { فَقُلْ أنذَرْتُكُمْ صاعقة } [ فصلت : 1 13 ]الآية ، فأمسَكَ عتبةُ على فم النبي وقال له : « ناشدتُك الله والرحم ».
وعتبة ابن ربيعة هو من وجهاء قريش وقد قتل على يد حمزة بن عبد المطلب في معركة بدر.
ولاحظ كيف فزع عتبة بن ربيعة عندما تلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سورة فصلت حتى وصل إلى قوله أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، فناشده عتبة الله خوفا. والسؤال لماذا فزع عتبة والجواب لأنه يعلم يقينا ما حل بعاد وثمود وغيرهم من العذاب.
والحاصل أن قريشا وغيرها من العرب قد علمت يقينا ما حل بأسلافهم من العرب البائدة من العذاب، وشعر العرب الجاهلي قد عج بذكر عاد وثمود، ضف إلى ذلك أن ثمود على وجه التحديد يعرفها العرب جيدا وجل تتجارهم قد مر بقرب مدائن صالح فوجدها خاوية على عروشها ببيوتها وقصورها المنحوتة في صخر الجبال وآبارها المعطلة قال تعالى:
45 )   فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ
46 )   أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
[الحج].
ولاحظ أن الله سبحانه وتعالى يعلم بقريش أنهم على علم بأخبار أجدادهم وأسلافهم وأشياعهم ولهذا هددهم وتوعدهم بما يعلمون على سبيل المثال هناك الكثير من الأقوام التي أخذهم الله بذنوبهم لكن لم يأتي ذكرهم بأسمائهم في القرآن الكريم بل كان التهديد دائما في أقوام تعرفهم قريش جيدا.
ومثال على ذلك التهديد والوعيد من الله العظيم لبني إسرائيل في قوله تعالى:
65 )   وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
66 )   فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.
[البقرة].
ولاحظ أن التهديد يكون في حدود علم الأمم بأسلافهم.
ولو أن الله أرسل نبيا إلى الإيطاليين لهددهم وتوعدهم بعذاب كالذي وقع في أصحاب بومبي مدينة الفاحشة الإيطالية فهم يعرفونها عن كثب ويعرفون ما كان يصنع فيها من فاحشة وظلم وما إلى ذلك وبالتأكيد سيكون أمرا مرعبا. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا.
وروى الطبري أن شعراء الجاهلية ذكرت في شعرها عادا وثمود، وأن أمرهما كان معروفا عند العرب في الشهرة قبل الإسلام، وأن من يظن أن الجاهليين لم يكونوا يعرفون عادا أو ثمود فإنه على وهم وخطأ.
وعلى ما أورد الطبري يعلق جواد العلي:
ويظهر من ورود ذكر "ثمود" في مواضع متعددة من القرآن، لترهيب "الكفار" من العاقبة التي آلت إليها حالة "ثمود" بعد أن استحبوا العمى على الهدى، واستمروا بطغواهم كما استمر طغيان "فرعون"٣ وقوم "مدين"٤ وغيرهم ممن ذكرناهم، أن الجاهليين كانوا يعلمون مصير ثمود ومصير عاد الذي كان من نوع مصير ثمود.//انتهى//..

والله تعالى أخبرنا في كتابه أن قريشا والعرب كانوا على علم بعاد وثمود وغيرهم، في قوله تعالى:
9 )   أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ.
[ابراهيم].
---------

نأتي إلى الرد الثاني على المشككين عندما استشهدوا بشعر أمية بن أبي الصلط:
والفكاهي في الموضوع أن عماري يدعي المنطق بينما هو في واقع الأمر متمنطع وبعيد كل البعد عنه وعن العقل أيضا، فلو أتينا ديوان أمية الشعري وحققنا فيه لما وجدنا له سند يطمئن القلب له ولا مخطوط والأمر الثاني أننا سنذهب إلى ديوان أمية الشعري ونحضر من منتصفه هذه القصيدة ثم نسأل المشككين ما رأيهم:

لك الحمد والمنُّ ربَّ العباد                

                   أنت المليكُ وأنت الحَكَمْ

وَدِنْ دينَ ربك حتى اليقيـ                

                   ـن واجتنبنَّ الـهوى والضَّجَمْ

محمداً أرسلـه بالـهدى                

                   فعاش غنياً ولم يُهتَضَمُ

عطاءٌ من اللـه أُعطيته                

                   وخصَّ به اللـه أهلَ الحرمْ

وقد علموا أنه خيرهم                

                   وفي بيتهم ذي الندى والكرم

يعيبون ما قال لما دعا                

                   وقد فرَّج اللـه إحدى زيْغ

به وهو يدعو بصدق الحديث                

                   إلى اللـه من قبل زيْع القدمْ

أطيعوا الرسول عباد لآلـه                

                   تنجَّونَ من شر يومٍ ألم

تنجَّوْن من ظلمات العذاب                

                   ومن حرّ نارٍ على من ظلمْ

دعانا النبي به خاتم                

                   فمن لم يجبه أسرَّ الندمْ

نبي هدى صادق طيب                

                   رحيم رؤُوف بوصل الرحمْ

ودفع الضعيف وأكل اليتيم                

                   وِنهْك الحدود فكلٌّ حرمْ

به ختم اللـه من قبلـه                

                   ومن بعده من نبيٍّ ختمْ

يموت كما مات من قد مضى                

                   يُردُّ إلى اللـه باري النَّسَمْ

مع الأنبيا في جنان الخلود                

                   همُ أهلـها غير حل القسمْ

وقدس فينا بحب الصلاة                

                   جميعاً وعلّم خط القلمْ

كتاباً من اللـه نقرأْ به                

                   فمن يعتريه فقدماً أثمْ

وإني أدين لكم أنه                

                   سينجزكم ربُّكم ما زعمْ

القصيدة بعنوان أتانا نبي ويبدو لنا أن أمية قد آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن بحسب المؤرخين
 والاخباريين أن أمية مات على غير الاسلام


وروى الحافظ ابن عساكر عن الزهري أنه قال: قال أمية بن أبي الصلت: ألا رسول لنا منا يخبرنا........... ما بعد غايتنا من رأس مجراني قال: ثم خرج أمية بن أبي الصلت إلى البحرين، وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أمية بالبحرين ثماني سنين، ثم قدم الطائف فقال لهم: ما يقول محمد بن عبد الله؟ قالوا: يزعم أنه نبي هو الذي كنت تتمنى. قال: فخرج حتى قدم عليه مكة فلقيه فقال: يا ابن عبد المطلب ما هذا الذي تقول؟ قال: أقول إني رسول الله، وأن لا إله إلا هو. قال: إني أريد أن أكلمك فعدني غدا. قال: فموعدك غدا. قال: فتحب أن آتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي، وتأتيني وحدك أو في جماعة من أصحابك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ذلك شئت. قال: فإني آتيك في جماعة، فأت في جماعة. قال: فلما كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش، قال: وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم معه نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظل الكعبة.
قال: فبدأ أمية فخطب، ثم سجع، ثم أنشد الشعر، حتى إذا فرغ الشعر قال: أجبني يا ابن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بسم الله الرحمن الرحيم { يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } ». حتى إذا فرغ منها وثب أمية يجر رجليه قال: فتبعته قريش يقولون: ما تقول يا أمية؟ قال: أشهد أنه على الحق. فقالوا: هل تتبعه؟ قال: حتى أنظر في أمره. قال: ثم خرج أمية إلى الشام، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما قتل أهل بدر، قدم أمية من الشام حتى نزل بدرا، ثم ترحل يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائل: يا أبا الصلت ما تريد؟ قال: أريد محمدا. قال: وما تصنع؟ قال: أؤمن به، وألقي إليه مقاليد هذا الأمر. قال: أتدري من في القليب؟ قال: لا. قال: فيه عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خالك - وأمه ربيعة بنت عبد شمس - قال: فجدع أذني ناقته، وقطع ذنبها، ثم وقف على القليب يقول: ما ذا ببدر فالعقنقل * من مرازبة جحاجح القصيدة إلى آخرها.

إذا وكما نرى فإن أمية بن أبي الصلط لا يحتج به ولا بشعره.
-------------

وسنأتي الآن إلى النقطة التالية في الرد على المشككين وتلبيسهم وهنا لابد لنا من الانتباه إلى أمر هام في أسلوب المشكك عندما يبدأ بالتلبيس فعلى سبيل المثال ماذا فعل عماري بالمشاهد حتى يتسنى له تمرير ما يرمي إليه، وأول مافعله عماري هو الأخذ بانتباه المشاهد إلى حقبة زمنية متقدمة ومختلفة كليا عن حقبة قوم ثمود ، تصور لو اختلفت انا وانت حول آثار السومريين وأنا أردت أن أقنعك أو البس عليك أمر السومريين وانت تجهل علوم الآثار وأنا في هذه الحالة سأستغل عدم علمك وآخذ بك إلى آثار البابليين وقتها أستطيع أن ألبس عليك كما أشاء وهذا ما فعله هذا الكذاب عماري بالضبط حيث أنه أخذ بمشاهديه إلى آثار الأنباط واللحيانيين فاستطاع بذلك التلبيس على الناس في أمر دينهم ليقول لهم انظروا إلى النصوص المكتوبة كلها تتحدث حول الأنباط واللحيانيين ولا وجود للحضارة الثمودية.

ولماذا؟ لأنه يريدنا أن نكفر بالله ورسوله وكتابنا ثم نؤمن بكتابه المشفرة بخرافات التنانين والخروف ذو السبع قرون، يريدنا أن نترك العقل والمنطق لنذهب إلى الخرافات والأساطير.
ولابد لنا من وقفة قصيرة في منطق ديننا الإسلامي الحنيف حيث أن الليل ظلام والنهار مبصر والشجر والنبات أخضر، والله يرسل الرياح فتسوق السحاب ليرسل الأمطار فيحي بها الأرض الميتة ويخرج منها زرعا وحبا ونباتا هذا هو منطق الدين الإسلامي الحنيف، والله أخبرنا بقوم وهم ثمود وأن الله أرسل إليهم نبيا واسمه صالح فدعاهم الى عبادة الله فطلبوا منه معجزة وهي الناقة فأخرج الله لهم الناقة ثم أن ثمود كفروا بربهم وعقروا الناقة فغضب الله سبحانه وتعالى عليهم فأهلكهم بالصاعقة والرجفة.
والذي التبس عليه أمر دينه بسبب المشككين الملبسين فقد أصبح بين أمرين فإما أن يصدق الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو أن يكفر بالله ورسوله ويعقر الناقة مرة ثانية ويتبع عماري الكذاب، ولا أشبه عماري الكذاب إلا بالذي وقف عند باب جهنم وراح ينادي ويدعو الناس إليها.

نعود الى موضوع الرد على الشبهة:
وكما قلنا سابقا أن أول ما فعله المشكك أنه أعاد ثمود إلى حقبة زمنية مختلفة ويا ليته أرجئهم وحدهم بل أرفقهم بقوم عاد أيضا ومع أننا لسنا في واتي الرد على شبهة عاد إلا أن ردها يسير بأية من كتاب الله تعالى في قوله:
50 )   وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ.
[النجم].
اذا فقوله عاد الأولى فهاذا يعني أن هناك عاد الثانية فإن كانت بعض الآثار تدل على وجود عاد في القرون القليلة قبل الميلاد فلا ينفع لأن عاد الهالكة كانت عاد الأولى.

نعود الى ثمود وسنحاول أن نستدل على حقبتهم الزمنية من القرآن الكريم بحول الله وقوته،
قال تعالى:
82 )   وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ.
[الحجر].
وقال تعالى:
31 )   مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ
سورة غافر.
وقال أيضا:
   70أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
سورة التوبة.

اذا فحقبة ثمود كانت قبل نبي الله ابراهيم ولوط عليهم السلام وبعد قوم عاد ،
وكل كلمة في كتاب الله تعالى ورائها بحر من العلوم ولك بأن تلاحظ أخي القارئ لكلمة (ينحتون) فهذا يعني والله أعلم كانت حقبتهم في أواسط الألف الخامس قبل الميلاد فقي هذا الزمن تحديدا ظهر النحت هكذا تقول علوم الآثار.
ولو بحثنا في هذه الحقبة التاريخية قد نجد آثارهم لأننا سنكون في هذه الحالة نبحث في الزمان الصحيح وليس كما فعل ويفعل المشككين يأخذون بالناس الى زمان مختلف وبالتأكيد لو سمعنا منهم فلن نجد ثمود.
والشيء المهم أنه وفي الألف الخامس حتى منتصف الألف الرابع وأدنى قبل الميلاد لم يكن في ذلك الحين قد عرف الانسان بعد شيئا اسمه الكتابة بمعنى أنه لا وجود لشيء اسمه ألواح ونصوص ثمودية فهذا كله من نسج خيال المغرضين. وما يسمى بالخط الثمودي لاعلاقة له بثمود.
وما حصل أن المشككين والمغرضين أخذوا بالناس الى النصوص اللحيانية والأنباطية وقالوا انظروا هذه أثارهم ولا دليل على ثمود هنا، فهم في هذه الحالة أخذوهم الى المكان الخطأ وقالوا لهم ابحثوا هنا قلن تجدوهم.
اذا فالبحث في الزمان الخطأ والمكان الخطأ يعني أنك لن تجد ثمود، نعم قد تجد شيئا ما يذكرهم ولكن لا يروي ظمأ الباحث.
ولو أمعنا في قوله تعالى:
82 )   وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ.
فلا يعني بالضرورة الكلية أن ثمود كانوا يسكنون في قلب الجبال حصرا ولا ننفي ذلك بل كانوا يبنون بيوتا وقصورا من الأحجار وبعضهم الآخر قد يكون اتخذ بيوتا في الجبال.
 ولاحظ حرف الجر (من) ولم يأتي (في) وكأن المعنى يقول بأن ثمود كانوا يستخرجون الحجارة من الجبال لغاية بناء البيوت والقصور.
لأنه وفي غير موضع من كتاب الله تعالى يقول:
74 )   وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ.
الأعراف.
وأنوه هنا على قوله الله تعالى عالى لسان نبيه صالح (وتنحتون الجبال بيوتا) أيضا لا يعني بالضرورة أن ثمود كانت تبني وتنحت بيوتا في الجبال فالقول على وزن (تثقلون الحديد سيوفا) يعني أن السيف صنع من الحديد ولا يعني أن السيف في الحديد. وقوله هنا ليعلمك أن ثمود كانت تستخرج الحجارة من صخور الحبال فتبني منها البيوت وهذا عمل شاق يستلزم قوة وبأسا شديدا وهو ما كان يتمتع به الثموديين وسنأتي على هذا آنفا.
وما يؤيد أن ثمود كانت تستخرج الحجارة من الجبال هو قول الله سبحانه وتعالى:
 9 )   وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ.
سورة الفجر.
ولك أن تلاحظ في هذه الآية الكريمة أمرين الأول أن قوله تعالى لم يأتي نقلا عن لسان نبيه صالح إنما هو قوله سبحانه وتعالى ولذلك فسيكون أحكم، ولو تمعنا في الآية الكريمة لوجدنا أن ثمود كانت فعلا تستخرج الحجارة وتقطعها من الجبال، وكلمة (جابوا) في اللغة العربية تحتمل عدت معاني منها جابا بمعنى قطع ومنها جابا بمعنى أحضر ولا تزال كلمة جابوا محفوظة في لسان العرب وجلهم ينطقها بغير الفصحة فأهل الشام مثلا يقولون جابوا بمعنى أحضروا،
ومعنى الكلمة في قوله تعالى (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) يعني أن ثمود كانت تذهب الى الجبل فتقطع منه الصخر ثم تحضره الى الوادي ثم تنحته وتتفنن بنحته فتصنع منه حجارة لبناء القصور والبيوت في سهول الوادي هكذا بدأت تتوضح لنا الأمور بشكل أيسر.
والقصر في عرف اللغة العربية هو البناء المشيد والمبني من الحجارة.
وقال تعالى:
13 )   فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا
14 )   فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا
( 15 )   وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا.
سورة الشمس.
ولاحظ قوله تعال: (سواها).

وقال الإمام القرطبي رحمه الله:
قوله تعالى : فدمدم عليهم ربهم بذنبهم أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب بذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب والعقر . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : دمدم عليهم قال : دمر عليهم ربهم بذنبهم أي بجرمهم . وقال الفراء : دمدم أي أرجف . وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده . ويقال : دممت على الشيء أي أطبقت عليه ، ودمم عليه القبر : أطبقه . وناقة مدومة : ألبسها الشحم . فإذا كررت الإطباق قلت : دمدمت . والدمدمة : إهلاك باستئصال قاله المؤرج . وفي الصحاح : ودمدمت الشيء : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته . ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم . القشيري : وقيل دمدمت على الميت التراب : أي سويت عليه . فقوله : فدمدم عليهم أي أهلكهم ، فجعلهم تحت التراب .
فسواها أي سوى عليهم الأرض . وعلى الأول فسواها أي فسوى الدمدمة والإهلاك عليهم ..//انتهى//..

والحاصل أن بيوتهم وقصورهم دمرها الله سبحانه وتعالى وسواها في الأرض ومايميز منطقة الحجر في مدائن صالح أن جلى صخورها رملية ولو تعرض الحجر الرملي الى تدمير لوجدناه سيتفتت ويعود الى طبيعته الرملية وفي هذه الحالة سيستوي مع التراب أو رمال الصحراء يعني يستوي مع الأرض وشاهد من كتاب الله تعالى في قوله:

 42 )   يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا.
سورة النساء.

لاحظ كلمة (تسوى).
وقال الإمام القرطبي رحمه الله:
والمعنى لو يسوي الله بهم الأرض . أي يجعلهم والأرض سواء 

بقيا لنا مساكن ثمود التي في الجبال وسآتي على ذكرها آنفا.
-----------

وصلنا الآن إلى سؤال مفاده أين هو موطن ثمود؟
لا يوجد في كتاب الله تعالى ما يحدد موقع ديار ثمود سوى أن القرآن الكريم أعطى بعض العلامات الجغرافية فديار ثمود تقع في سهل وادي بين الجبال، وهذا وحده كفيل بدرء الشبهة فلو جاء المشكك وأشار الى منطقة مصطلح عليها بين العلماء وقال هذه ليست بدار ثمود إنما آثار الأنباط وغيرهم فبالتأكيد لا قيمة لكلامه ولا يرفع من أرضه فبكل بساطة لا يوجد في القرآن الكريم ما يؤكد أن منطقة ما بعينها هي دار ثمود.
ومع أن موقع أو موطن ثمود لا يزال في موضع خلاف وجدال بين العلماء إلا أن بعضهم اصطلح على
أن موطن ثمود مابين الحجاز والشام في منطقة تدعى وادي القرى بمدائن صالح مستندين في آرائهم الى  حديث في صحيح مسلم:
عن عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
ونلاحظ في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمهم بثمود إنما قال (هؤلاء القوم المعذبين).
الى الآن لا تزال آراء المشككين بلا قيمة ولا فائدة فالقرآن الكريم لا يشير الى بلدة بعينها ولا الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم في الحديث بثمود، وانا أتكلم هنا بشكل موضوعي.

نعود الى ما اصطلح عليه العلماء وقالوا أن موطنهم في وادي القرى مدائن صالح وهي التي كذب بها عماري وغيره من المشككين وقال أنها آثار الأنباط وهو يقصد تخطئة القرآن الكريم وتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ونحن هنا سنبحث في هذه المنطقة التي كذب بها عماري وقال أنها للأنباط وأن قبلهم اللحيانيين ثم نبحث فإن وجدنا أثآر ونقوش تعود لما قبل حقبة الأنباط واللحيانيين فإن كلام عماري وغيره من المشككين ساقط.
قال عماري أن حقبة الأنباط تعود للقرن الثاني قبل الميلاد وأن حقبة اللحيانيين تعود الى أواسط القرن الرابع قبل الميلاد.
وهنا سنأخذ كلامه بعين الاعتبار فإن وجدنا ما يدل على وجود آثار في هذه المنطقة تعود لحقبة زمنية كانت قبل القرن الرابع عندها يصبح كلام عماري وغيره ساقط لا قيمة له.

وفي مقالة من موسوعة ويكيبيديا:
 أغنى منطقة للنقش والكتابات والآثار الثمودية بعد اليمنهي منطقة حائل شمال غرب الجزيرة العربية، وتقدر أعداد النقوش فيها بنحو 70 ألفا نصا بحسب معدلات علمية تستند على المساحات التي توافرت بها النقوش المكتشفة حاليا. وتعود أزمنة النصوص الثمودية في حائل إلى الفترة بين 5500 - 3100 قبل الميلاد. وأعلنت عن ذلك هيئة السياحة (في السعودية) عام 2010 في مؤتمر صحفي عقدته بعد تحديد عمر مجموعة نقوش في مدينة جبة(100 كلم شمال حائل) اتضح أنها ثمودية وحدّد القياس وفق إشعاع النظير الكربوني، عمر تلك الرسومات الصخرية بـ 7200 سنة. أي أنها تعود لفترة 5200 قبل الميلاد. ووكان ذلك كشفا علميا هاما على المستوى الأثري عالميا لأن تلك الرسومات احتوت على رسم متقن لـ (عربة محمولة على عجلتين). ما وضع شكوكا حول الرأي السائد عن زمناختراع العجلة والذي يُحدد بأنه كان في الألفية الرابعة قبل الميلاد (3000 - 4000). ولكن بحسب اكتشافات جبةاتضح أن العجلة موجودة في حائل قبل وجودها في العراقبنحو ألف سنة. كذلك تضمنت الرسومات الثمودية في جبةالواقعة في حائل شمال غرب الجزيرة العربية مشاهد لـ رقص جماعي واحتفالات ومشاهد عديدة ذات أهمية كبرى في سياق بحث المجتمع الثمودي.[17] وإثر هذه الاكتشافات أوضح علماء آثار أن الثموديين قد يكونون استوطنوا شمالالجزيرة العربية وتحديدا حائل قبل استيطانهم اليمن، بل هاجروا لليمن، قرابة عام 4800 قبل الميلاد، وأقاموا هناك نحو ألفي سنة قبل أن يعاودوا الهجرة ثانية نحو شمال غرب الجزيرة العربية..//انتهى//..
والمقالة التي اوردناها من الموسوعة مقالة تستشهد بمصادر ولاحظ أنها استشهدت بمؤتمر لوزارة السياحة السعودية وهي ومؤسسة حكومية دولية ولا يمكنها الكذب في مثل هذه الأمور تحديدا، فمن أصدق عماري الكذاب الحاقد أم وزارة السياحة السعودية!

طبعا ليس من الضروري أن تكون هذه الآثار القديمة عائدة الى ثمود ولكن وجودها بهذه الحقب التاريخية القديمة وحده كفيل بإسقاط كلام المشككين لماذا؟ لأن عماري حاول إيهام المشاهدين بأن الأنباط واللحيانيين هم أول من سكن هذه المنطقة، فإذا اصطلح علماء التاريخ على أن طوفان نوح كان قبل أكثر من خمسة آلاف سنة قبيل الميلاد فكيف لعماري أن يجعل الأنباط واللحيانيين أول من سكن هذه المنطقة خذها بالعقل طبعا لا بد وأن الكثير من القدماء عاصروا هذه المنطقة وأولهم ثمود.
ثانيا ادعائه بأن الأنباط هم من بنى الحجر ادعاء ساقط لأن اللحيانيين سبقوهم الى الحجر وكانوا نحاتين أيضا وهذا ما يبين بأن الأنباط تعلموا هذه الصنعة من اللحيانيين وكذلك الأمر يقاس على لحيان تعلموها ممن كان قبلهم الى أن تصل الى ثمود فهم أول من ابتدع هذه الصنعة.
ثانيا أن الكثير من جبال هذه المنطقة جلها من الصخر الرملي ويسهل نحته فكل من ورث هذه المساكن نحت في هذه الموروثات وبدل وعدل فوجود آثار نبطية لا يعني أنهم من بنى هذا المكان، فمثلا لو جاء الأنباط ليعدلوا وينقشون نقوشا خاصة بهم مثل نقش الطائر أو غيره فإنهم في هذه الحالة سيعيدون نحت الواجهة بالكامل وحفرها مرة اخرى فلو كان النقش أو المجسم أو المسمى بالكورنيش نافرا ثلاثين سنتمتر فهذا يعني اعادت نحت الواجهة بأكملها وحفرها بعمق ثلاثين سنتمتر وهكذا ستضيع الآثار الثمودية ولو أتينا الى تحليل الكربون المشع فمن الطبيعي أن تأتي النتيجة بتأريخ الحقبة النبطية وليست الثمودية لأن عملية إعادت النحت والترسيم النبطية أتت على آثار الثموديين.

قبل أن أنتقل الى النقطة التالية لابد من الرد على عماري عندما استهزئ بمعجزة الناقة فقال وهو يسفه ويحقر وينقص من هذه المعجزة العظيمة؛
أنه كيف لهذه الناقة أن تشرب يوما ويمنع على الناس أن تشرب وبدلا من ذلك يشربون من حليب الناقة، أنا أتخيل الناس وهي تقف بازدحام وتتدافع على حليب الناقة هذه خرافة لا يمكن أن يصدقها الطفل الصغير.
ونرد على هذا السفيه نعم الناس تدافعت وتزاحمت وانتظرت لتشرب من حليب الناقة تماما كما تزاحم البرصان والعميان والخرسان وأهالي الأموات على المسيح لقد تدافعوا عليه مثل الثيران الجائعة من كل حدب وصوب يطلبون الشفاء،
وفي الانجيل:
حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً، بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ، وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ" (مرقس 1:40-45).

ومجزة الناقة معجزة إلهية ومن شرط المعجزة أن تكون خارقة للناموس فوق العادة وها هو بئر زمزم يسمى بالبئر ولا يسمى بالنبع ولكنه يسقي أكثر من خمسة ملاين حاج ويوضئهم ويغسلهم وهو لهم ماء طاهر، والذي جعل في هذا البئر الصغير كفاية للناس والذي شفا الأكمه والأبرص والأعمى وأحيَ الأموات على يد المسيح ابن مريم فإنه قادر على أن يسقي كوكب الأرض كله من ناقة واحدة لو يشاء.
--------------
وأخيرا لم ننتهي من الرد ولكن كلمة واحدة أن علماء الآثار والإخباريين والمؤرخين لم يكن ليشهد المرئ منهم إلا في حدود عمره وأن الله هو الأول وليس قبله شيء وهو الآخر وليس بعده شيء وأنه على كل شيء شهيد وهو الذي قال بعد أن أهلك ثمود:
15 )   وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا.

البقية في الموضوع القادم انشاء الله








Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

3 التعليقات:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  3. يرجى من الأخوة القرآء عدم وضع تعليقات الدعاية والإعلان على المواضيع لأننا سنسارع إلى حذفها.

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.