صحيح مسلم
المقدمة (1-1)
باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، ح وحدثنا محمد بن
المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش،
أنه سمع عليا رضي الله عنه يخطب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا علي، فإنه من يكذب
علي يلج النار».
شرح النووي:
مسلم في حديث سمرة الكاذبين بفتح الباء وكسر النون على التثنية
واحتج به على أن الراوى له يشارك البادئ بهذا الكذب ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة
الكاذبين أو الكاذبين على الشك في التثنية والجمع وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من
يرى وهو ظاهر حسن فأما من ضم الياء فمعناه يظن وأما من فتحها فظاهر ومعناه وهو يعلم
ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضا فقد حكي رأى بمعنى ظن وقيد بذلك لأنه لا يأثم إلا بروايته
ما يعلمه أو يظنه كذبا أما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيره
كذبا أو علمه وأما فقه الحديث فظاهر ففيه تغليظ الكذب والتعرض له وأن من غلب على ظنه
كذب ما يرويه فرواه كان كاذبا وكيف لا يكون كاذبا وهو مخبر بما لم يكن وسنوضح حقيقة
الكذب وما يتعلق بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا إن شاء الله تعالى
فنقول
(باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فيه قوله صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا علي فإنه من يكذب
علي يلج النار وفي رواية من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار وفي رواية من كذب
علي متعمدا وفي رواية إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار أما أسانيده ففيه غندر بضم الغين المعجمة وإسكان النون وفتح الدال المهملة
هذا هو المشهور فيه وذكر الجوهري في صحاحه أنه يقال بفتح الدال وضمها واسمه محمد بن
جعفر الهذلي مولاهم البصري أبو عبد الله وقيل أبو بكر وغندر لقب لقبه به بن جريج روينا
عن عبيد الله بن عائشة عن بكر بن كلثوم السلمي قال قدم علينا بن جريج البصرة فاجتمع
الناس عليه فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره الناس عليه فقال بن عائشة انما سماه
غندرا بن جريج في ذلك اليوم كان يكثر الشغب عليه فقال اسكت يا غندر وأهل الحجاز يسمون
المشغب غندرا ومن طرف أحوال غندر رحمه الله أنه بقي خمسين سنة يصوم يوما ويفطر يوما
ومات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين.
وفيه ربعى بن حراش فربعى بكسر الراء وإسكان الموحدة وحراش بكسر
الحاء المهملة وبالراء وآخره شين معجمة وقد قدمنا في آخر الفصول أنه ليس في الصحيحين
حراش بالحاء المهملة سواه ومن عداه بالمعجمة وهو ربعي بن حراش بن جحش العبسي بالموحدة
الكوفي أبو مريم أخو مسعود الذي تكلم بعد الموت وأخوهما ربيع وربعي تابعي كبير جليل
لم يكذب قط وحلف أنه لا يضحك حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وكذلك حلف أخوه
ربيع أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال غاسله فلم يزل متبسما على سريره
ونحن نغسله حتى فرغنا توفي ربعي سنة إحدى ومائة وقيل سنة أربع ومائة وقيل توفي في ولاية
الحجاج ومات الحجاج سنة خمس وتسعين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.