صحيح البخاري
كتاب الغسل حديث برقم-(264)
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي ويحيى
بن سعيد عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال ذكرت لعائشة فقالت: يرحم
الله أبا عبد الرحمن كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيطوف على نسائه ثم يصبح
محرما ينضخ طيبا.
[ 267 ، وانظر 268
]
[ ش ( أخرجه مسلم في
الحج باب الطيب للمحرم عند الإحرام رقم 1192
( ذكرته ) أي قول ابن
عمر . ( ما أحب أن أصبح محرما أنضخ طيبا ) وسيأتي . ( فيطوف على نسائه ) كناية عن الجماع
. ( ينضخ ) يفور ويرش أي وأثر الطيب في ثوبه وبدنه ].
فتح الباري:
قوله ويحيى بن سعيد هو القطان وينبغى أن يثبت في القراءة قبل
قوله عن شعبة لفظ كلاهما لأن كلا من بن أبي عدي ويحيى رواه لمحمد بن بشار عن شعبة وحذف
كلاهما من الخط اصطلاح قوله ذكرته أي قول بن عمر المذكور بعد باب وهو قوله ما أحب أن
أصبح محرما انضخ طيبا وقد بينه مسلم في روايته عن محمد بن المنتشر قال سألت عبد الله
بن عمر عن الرجل يتطيب ثم يصبح محرما فذكره وزاد قال بن عمر لأن اطلى بقطران أحب إلى
من أن أفعل ذلك وكذا ساقه الإسماعيلي بتمامه عن الحسن بن سفيان عن محمد بن بشار فكأن
المصنف اختصره لكون المحذوف معلوما عند أهل الحديث في هذه القصة أو حدثه به محمد بن
بشار مختصرا قوله أبا عبد الرحمن يعني بن عمر استرحمت له عائشة أشعارا بأنه قد سها
فيما قاله إذ لو استحضر فعل النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل ذلك
قوله فيطوف كناية
عن الجماع وبذلك تظهر مناسبة الحديث للترجمة وقال الإسماعيلي يحتمل أن يراد به الجماع
وأن يراد به تجديد العهد بهن قلت والاحتمال الأول يرجحه الحديث الثاني لقوله فيه أعطى
قوة ثلاثين ويطوف في الأول مثل يدور في الثاني
قوله ينضخ بفتح أوله وبفتح الضاد المعجمة
وبالخاء المعجمة قال الأصمعي النضخ بالمعجمة أكثر من النضح بالمهملة وسوى بينهما أبو
زيد وقال بن كيسان إنه بالمعجمة لما ثخن وبالمهملة لما رق وظاهره أن عين الطيب بقيت
بعد الإحرام قال الإسماعيلي بحيث أنه صار كأنه يتساقط منه الشيء بعد الشيء وسنذكر حكم
هذه المسألة في كتاب الحج إن شاء الله تعالى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.