الرد على المشاغب الذي قال بأن رسولكم (ص) تزوج من زوجة ابنه.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على
سيد المرسلين وعلى أل بيته وصحبه أجمعين،
أما بعد:
شبهة نعق وينعق بها مثيروها مرارا وتكرارا
ويقولون رسولكم تزوج من زوجة ابنه!!!!
وعجبا كل العجب مما يقولون، ودائما ما تراهم
عندما يتحدثون حول هذا الموضوع يبثون سمومهم محاولين
من خلالها الإيحاء للناس بأن زواج رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاه، كان زواجا
باطلا هكذا يبثون بين الناس وما قصدوا بذلك إلا تسفيه الإسلام والمسلمين ظننا
منهم بأن ذلك من شأنه أن يوقف الانتشار الواسع لدين الله سبحانه وتعالى (الإسلام)، إلا أنه ومع شراسة هجومهم فإنهم لم ولن يستطيعوا تعطيل هذه الموجة المباركة التي تجتاح العالم لتنير قلوبهم.
الرد:
في الواقع أنا لا أعلم على أي أساس يتكلم هذا
المشاغب والمشكك النصراني والذي يخرج على وسائل الإعلام عامةً ثم ليلبث على الناس
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصرف تصرفا باطلا،
حسنا وقبل الشروع في الرد سنطرح مثال صغير:
ولنفرض أني رأيت شخصا ما يتبع دينا ما ودينه
يحل له الزنى (والعياذ بالله) ثم أني أردت أن أعظه وأنكر عليه ما أحل له دينه ففي
هذه الحالة يجب أن أنطلق من قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ
كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32) -الإسراء}. لأثبت له أن ديني يحرم الزنى.
ولنفرض على سبيل المثال لو أني لا أملك آية أو
نص يحرم فاحشة الزنى فهل يحق لي في هذه الحالة بأن أستنكر على هذا الشخص الذي يتبع
دينا يُحل له الزنى، لا طبعا لا أستطيع لأنه سيقول لي بكل بساطة لا يوجد في دينك ما
يحرم ذلك. وفي هذه الحالة أنا لا أملك سلطانا لأقيم عليه الحجة.
وهذا ما حصل مع مشاغبي النصرانية الذين راحوا
يحاولون الإيحاء للناس بأن زواج رسول الله (ص) من زينب بنت جحش كان شيء باطلا لأنها
كانت زوجة لابنه زيد بن حارثة وهم يعلمون بأن الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي
الله عنه لم يكون ابنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان الرسول (ص) قد
تبناه فيما مضى ثم حرم الله التبني بالإسلام فرده الرسول صلى الله عليه وسلم الى
أباه الحقيقي وأعاد له نسبه الحقيقي بمعنى أنه كان اسمه (زيد بن محمد) فعاد الى
أباه الحقيقي وأصبح اسمه (زيد بن حارثة).
إذا وكما نرى فإن (زيد بن حارثة) ليس بابن
لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا من قريب ولا من بعيد وليس من لحمه ودمه ولا من
صلبه.
وفي هذه الحالة حتى تكون للنصراني المشاغب أدنى
حجة كان لا بد له من أن يأتينا بنص تشريعي من كتابه ينص على تحريم الزواج من زوجة
ابنك بالتبني وها هي التوراة تتحدث:
1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
2 كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ:
أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.
3 مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي
سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي
أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ
تَسْلُكُوا.
4 أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ، وَفَرَائِضِي
تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.
5 فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي،
الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ.
6 لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ إِلَى قَرِيبِ
جَسَدِهِ لِيَكْشِفَ الْعَوْرَةَ. أَنَا الرَّبُّ.
7 عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ
تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.
8 عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ.
إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ.
9 عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ
بِنْتِ أُمِّكَ، الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجًا، لاَ
تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.
10 عَوْرَةَ ابْنَةِ ابْنِكَ، أَوِ ابْنَةِ
ابْنَتِكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا عَوْرَتُكَ.
11 عَوْرَةَ بِنْتِ امْرَأَةِ أَبِيكَ
الْمَوْلُودَةِ مِنْ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا أُخْتُكَ.
12 عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ.
إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ.
13 عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ.
إِنَّهَا قَرِيبَةُ أُمِّكَ.
14 عَوْرَةَ أَخِي أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ.
إِلَى امْرَأَتِهِ لاَ تَقْتَرِبْ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ.
15 عَوْرَةَ كَنَّتِكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ. لاَ
تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.
16 عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَخِيكَ لاَ تَكْشِفْ.
إِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ.
17 عَوْرَةَ امْرَأَةٍ وَبِنْتِهَا لاَ
تَكْشِفْ. وَلاَ تَأْخُذِ ابْنَةَ ابْنِهَا، أَوِ ابْنَةَ بِنْتِهَا لِتَكْشِفَ
عَوْرَتَهَا. إِنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا. إِنَّهُ رَذِيلَةٌ.
18 وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا
لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا.
وكما ترى أخي القارئ ويمكنك مراجعة هذا النص
مرارا وتكرارا لتتأكد بنفسك أنه لا يوجد فيه ما يحرم زواج الرجل من طليقة ابنه
المتبنى، وهذا هو النص أمامك أخي القارئ دققه ومحصه ولن تجد فيه ما يستنكر على
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وتحديدا في هذا النص: (لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ إِلَى قَرِيبِ جَسَدِهِ لِيَكْشِفَ
الْعَوْرَةَ. أَنَا الرَّبُّ.)
يتحدث عن قريب الجسد وقريب الجسد بمعنى قريب اللحم والدم وقريب النسل وفي
هذه الحالة يكون هذا النص (عَوْرَةَ كَنَّتِكَ
لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ. لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.) امرأة ابنك الذي من جسدك أي الذي من صلبك لحمك
ودمك، ولاحظ أيضا أنه لا يوجد في النص قريب النسب أو قريب التبني، وكل هذا لا
ينطبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا قال لك النصارني هذا النص ليس للزواج إنما هو فقط للعورة فقل له: إذا فلماذا اليهود يقيم تشريعه ويتزوج من ابنة أخيه، فهو نص تشريعي تسن من خلاله قوانين الزواج وغيرها.
وقد يقول البعض فعلا لا يوجد في النص حتى ما
يحرم زواج الرجل من ابنة أخيه، وهذا أمر لا يخصنا ولا يهمنا.
وضف الى ذلك أخي القارئ أن التوراة تفصل
التشريع الى حد كبير،
وقال الله العظيم في كتابه الكريم:
{ثُمَّ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم
بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(154) -الأنعام}.
وقال الله سبحانه وتعالى:
{وَكَتَبْنَا لَهُ
فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا
بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ(145) -الأعراف}.
ولو كان فيها ما يستنكر زواج رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أم المؤمنين (زينب بنت جحش) إذا فلماذا لم تأتي بنو إسرائيل
وتستنكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم زواجه من (زينب بنت جحش). بل وراح
اليهود والنصارى الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلون في دين الله
أفواجا.
وبعد أن علمنا ما علمناه وتبينا معنا مع بيناه
وجدنا بأنه لا مكان ولا برهان أو سلطان ولا حجة أو بينة يمتلكها النصراني المشاغب
فكيف له بأن يتهم رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو لا يملك أدنى حجة يجعلها قاعدة
ينطلق على أساسها.
واحذر أخي القارئ من أن يخدعك المشكك بكلامه
فيقول ابنة فرعون تبنت موسى وموسى لم يتزوج من فرعون والكنسية حرمت وقالت وفعلت،
فقل له كل هذا ما أنزل الله به من سلطان وإن
أردت أن تحاججنا فأتي بنص يحرم زواج الرجل من امرأة ابنه الذي تبناه ويكون نصا
يحرم هذا بشكل حرفي.
والتوراة فيها تفصيل لكل شيء فإن كانت التوراة
فصلت وقالت لا تحرث الأرض على حمار وثور في آن واحد وإليك أخي القارئ أمثلة على
تفصيل التوراة لأمور التشريع:
22: 1
لا تنظر ثور اخيك او شاته شاردا وتتغاضى عنه بل ترده الى اخيك لا محالة
22: 2 و
ان لم يكن اخوك قريبا منك او لم تعرفه فضمه الى داخل بيتك ويكون عندك حتى يطلبه
اخوك حينئذ ترده اليه
22: 3 و
هكذا تفعل بحماره و هكذا تفعل بثيابه و هكذا تفعل بكل مفقود لاخيك يفقد منه وتجده
لا يحل لك ان تتغاضى
22: 4
لا تنظر حمار اخيك او ثوره واقعا في الطريق وتتغافل عنه بل تقيمه معه لا محالة
22: 5
لا يكون متاع رجل على امراة و لا يلبس رجل ثوب امراة لان كل من يعمل ذلك مكروه لدى
الرب الهك
22: 6
اذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما او على الارض فيه فراخ او بيض و الام
حاضنة الفراخ او البيض فلا تاخذ الام مع الاولاد
22: 7
اطلق الام و خذ لنفسك الاولاد لكي يكون لك خير و تطيل الايام
22: 8
اذا بنيت بيتا جديدا فاعمل حائطا لسطحك لئلا تجلب دما على بيتك اذا سقط عنه ساقط
22: 9
لا تزرع حقلك صنفين لئلا يتقدس الملء الزرع الذي تزرع و محصول الحقل
22: 10
لا تحرث على ثور و حمار معا
22: 11
لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا و كتانا معا
22: 12
اعمل لنفسك جدائل على اربعة اطراف ثوبك الذي تتغطى به
22: 13
اذا اتخذ رجل امراة و حين دخل عليها ابغضها
22: 14
و نسب اليها اسباب كلام و اشاع عنها اسما رديا و قال هذه المراة اتخذتها و لما
دنوت منها لم اجد لها عذرة
22: 15
ياخذ الفتاة ابوها و امها و يخرجان علامة عذرتها الى شيوخ المدينة الى الباب
22: 16
و يقول ابو الفتاة للشيوخ اعطيت هذا الرجل ابنتي زوجة فابغضها
22: 17
و ها هو قد جعل اسباب كلام قائلا لم اجد لبنتك عذرة وهذه علامة عذرة ابنتي ويبسطان
الثوب امام شيوخ المدينة
22: 18
فياخذ شيوخ تلك المدينة الرجل ويؤدبونه
22: 19
ويغرمونه بمئة من الفضة ويعطونها لابي الفتاة لانه اشاع اسما رديا عن عذراء من
اسرائيل فتكون له زوجة لا يقدر ان يطلقها كل ايامه
------------------------
هل رأيت كله بالتفصيل.
سنرد على الملحد:
في الغالب لن تجد مثل هذه التهم الباطلة وهذا النوع من التسفيه، من
الملحد لأنه وبكل بساطة، الملحد يحل ويستبيح معظم ما حرم الله وبهذه الحالة الملحد
موقفه ضعيف جدا ولا يملك أقل من أدنى حجة إذ أن الملحد لا مولى له ولا كتاب، فقل
له هات برهانك وسلطانك، فإلى أي كتاب سيعود والى أي مولا سيلجأ. وعلى أي أساس
سيقارن أو يقيس الأخلاق فها هم الملحدون قد أحلوا جميع ما حرم الله سبحانه وتعالى
من فواحش ورذائل ومثل ها أولاء لا يحق لهم بأن يقيموا خير البرية رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
فلا مولا إلا الله وكتابه أحسن الكتب ورسوله
محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم شاء من شاء وأبى من أبى.
ونختم بقوله تعالى:
{وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا(141) -النساء}.
وأسأل الله بأن أكون قدمت ما ينفع فإن أصبت
فبفضل من الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل
بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.