الرد على شبهة ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛
ثم أما بعد:
موضوعنا هو الرد على شبهة أن الله سبحانه وتعالى يرسل الشياطين،
ولن أخوض في نص الشبهة، إلا أني أكتفي بالقول أنها ما أُشيعت إلا من جاهل.

تمهيد:
قبل البعثة النبوية كان العالم في مجمله غارقا في الظلام ولم تكن أعمال اليهود والنصارى ترضي الله سبحانه وتعالى فاليهود انطوى بعضهم على بعض كعادتهم وكتمو الحق عن غيرهم والنصارى جعلت لله ولدا وشريكا في ملكه والعياذ بالله وما تبقى من غيرهم عبد الأصنام واخترع آلهة وسماها وأطلق فلسفات عوجاء ما أنزل الله بكل هذا من سلطان، إلى أن أراد الله سبحانه وتعالى أن يمن على عباده ويخرجهم من
عتمة هذا الظلام الدامس فأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالبشرى ودين الحق فأشرق نوره وأضاءت له المغارب والمشارق فأبصر بعبده عيونا عمياء وأسمع به آذانا صماء وألان به قلوبا قاسية.
قال تعالى:
1 )   إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
2 )   وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
3 )   فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا.
سورة النصر.

والله سبحانه وتعالى يعلم أن دين الإسلام سيبلغ وجه المعمور وسيعتنقه الناس من جميع الأديان والنحل، وها أولاء فيهم اليهودي والنصراني والمشرك والمجوس وعبدت الأصنام وغيرهم.
وفي هذه الحالة فإن بعضهم سيدخل الدين الجديد وقد يكون لا يزال يحمل معه شيئا من معتقداته القديمة هذه نقطة، والثانية ومع استمرار الوقت فلا يزال أصحاب الأهواء والبدع والمتفلسفين يظهرون ويخرجون في كل زمان ومكان.

الرد:
إذا فلا بد من إغلاق جميع الطرق والسبل أمامهم فيما يخص عقيدة التوحيد تحديدا.
وأمثلة على ذلك البوزية والميثراوية وغيرهم جعلوا لله ولدا والعياذ بالله ، فأنزل الله على عبده آيات مثل قوله سبحانه:
35 )   مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.
سورة مريم.
والنصارى أيضا جعلت المسيح ولدا لله، فأنزل الله سبحانه وتعالى آيات ليبلغ عباده أن المسيح رسوله وعبده مثل قوله تعالى:
171 )   يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا.
سورة النساء.

وهناك أمما كثيرة عبدت الأصنام وجعلوا لله أندادا والعياذ بالله
فأنزل الله سبحانه وتعالى آيات تهديد ووعيد بعذاب أليم شديد إن لم ينتهوا مثل قوله تعالى:
30 )   وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ.
سورة ابراهيم.

بدأت الأمور تتوضح بشكل أكثر، لاحظ أن التوحيد في دين الإسلام هو أهم مسألة، ولاحظ كيف أحكم الله سبحانه هذه المسألة ، فها هي عقيدة الثالوث الوثنية الباطلة التي تجعل لله ثلاثة أقانيم قد سقطت أمام الحق وهناك الكثير من العقائد والتي بين القرآن الكريم بطلانه.

وصلنا الآن إلى لب موضوعنا:
ومن ضمن هذه العقائد والمعتقدات الباطلة ثمة عقيدة لابد من إبطالها وإغلاق الطريق في وجه من يحاول إشاعتها بين الناس من أصحاب الأهواء،
وهي العقيدة المثنوية أو الثنيوية والتي تزعم بوجود إلهين إثنين، إله الخير أو النور وجنوده الملائكة وه، وإله الشر والظلام وجنوده الشياطين.
ومن أصحاب هذه المعتقدات مثال الديانة الزرادشتية والديانة الماناوية وغيرهم كما أن هناك أصحاب الفلسفات والنظريات المثنوية.

ولمحة عنهم من موسوعة ويكيبيديا:
المثنوية هي النظرة الفلسفية التي ترى أن هناك وجود لمصطلحين أساسيين، غالبا ما يكونا متعاكسين، مثل الخير والشر، النور والظلام، الذكر والأنثى ؛ ولكن ثمة أمر يجب تسليط الضوء عليه ؛ فالمصطلحات ممكن أن تكون صحيحة أو خاطئة حسب ما تدفعها حقيقة الأشياء ؛ فالثنوية ليس هي حبيسة المصطلحات بل هي عقيدة تبين أن هناك ألهين أحدهما النور والخير والآخر الظلمة والشر وهي اندماج وثني قائم على تعدد الآلهة وأنماني بن فاتك التي تنسب إليه المانوية من فرق الثنوية كان نصرانية تأثر بالمجوسية فدعى ما لم يدعيه المشركون الوثنيون ؛ وذلك أن المشركين من جميع الأمم لم يكن أحد منهم يقول إن للمخلوقات خالقين منفصلين متماثلين في الصفات فإن هذا لم يقله طائفة معروفة من بني آدم ولكن الثنوية من المجوس ونحوهم يقولون إن العالم صادر عن أصلين النور والظلمة والنور عندهم هو إله الخير المحمود والظلمة هي الإله الشرير المذموم.
و الثنوية هم الذين يقولون بأصلين للوجود، مختلفين تمام الاختلاف، كل منهما له وجود مستقل في ذاته، وبدون هذين الأصلين لا يمكن فهم طبيعة الكون، الذي تتصارع فيه القوى المتضاربة، التي ينتمى بعضها إلى أحد المبدأين، وينتمى سائرها إلى المبدا الآخر، مما يعنى أن حقيقة الوجود تنطوى على انقسام داخلى وتقابل ضرورى دائم بين أصلين، لكل منهما قوانينه وأطواره الزمنية الخاصة به، وأول من صاغ المصطلح هو المستشرق البريطاني توماس هايد.
وقد أتفق المأرخون في كتابة الملل والنحل وأصحاب الديانات وفرقها أن الثنوية وهم أربع فرق : الفرقة الأولى المانوية أتباع ماني وقد كان رجلا نقاشا خفيف اليد ظهر في زمن سابور بن ازدشير بن بابك وادعى النبوة وقال إن للعالم أصلين نور وظلمة وكلاهما قديمان فقبل سابور قوله فلما انتهت نوبة الملك إلى بهرام أخذ ماني وسلخه وحشا بجلده تبنا وعلقه وقتل أصحابه إلا من هرب والتحق بالصين ودعوا إلى دين ماني فقبل أهل الصين منهم وأهل الصين إلى زماننا هذا على دين ماني الثانية الريصانية : وهم يقولون بالنور والظلمة أيضا والفرق بينهم وبين المانوية يقولون إن النور والظلمة حيان والديصانية يقولون إن النور حي والظلمة ميتة الثالثة المرتونية وهم يثبتون متوسطا بين النور والظلمة ويسمون ذلك المتوسط المعدل، الرابعة المزدكية اتباع مزدك بن نامدان..//انتهى//..

كما وأن هناك فلسفة و اسمها الفلسفة المثنوية.

وهنا لاحظ كيف أحكم الله أياته ليعلمك أنه لا إله إلا الله وأن كل هذا الكون بعوالمه ملكا له وخلقا من خلقه وأن الله العظيم هو المتحكم بهذا الكون وأنه يصرفه ويحركه كيف يشاء، وأنه لا وجود لشيء اسمه إله الظلام لأن الله سبحانه هو الذي خلق الظلامات والنور وهو القائل:
1 )   الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ.
سورة الأنعام.

لاحظ كيف أن يعلمنا الله أنه هو من خلق وجعل الظلمات والنور وهنا يستحيل أن يكون ثمة ثغرة أمام المبتدعين من أصحاب العقيدة المثنوية أو الثنيوية الذين يعتقدون بإله للظلام وإله للنور.

ولأن القرآن الكريم كتاب الحجة والبرهان والعقل والمنطق كان لابد من آية من آيات الله سبحانه وتعالى تعلم عباده وتخبرهم بأن الله هو الذي خلق الخلق ومن ضمنهم الشياطين وإن شاء أن يسلطهم على عباده العصاة عقابا لهم لسلطهم وأرسلهم، وهو القائل سبحانه:

( 77 )   أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا
( 78 )   أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا
( 79 )   كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا
( 80 )   وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا
( 81 )   وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
( 82 )   كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
( 83 )   أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
( 84 )   فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا
( 85 )   يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا
( 86 )   وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا
( 87 )   لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا
( 88 )   وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا
( 89 )   لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا
( 90 )   تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا
( 91 )   أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا
( 92 )   وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
( 93 )   إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا
( 94 )   لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا
( 95 )   وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا
سورة مريم.

قال تعالى:

62 )   ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ.
سورة غافر.

كما نرى لم يعد هناك أدنى من أدنى ثغرة لأصحاب الأهواء المبتدعين المحرفين. لابد وأن المجوس والماناويين الذين دخلوا الإسلام قد لاحظوا ذلك بوضوح وأنه لا مجال أمامهم لدس عقائدهم الباطلة في دين الإسلام الحنيف، والأية من شأنها إقامة الحجة على من ادعى وشكك بأن الإسلام أصله من الزرادشتية أو المانوية وغيرها، فلا يوجد شيء اسمه اله الظلام وجنوده الشياطين ولا إله النور لأن الله خلق وجعل الظلمات والنور.

والله سبحانه هو خالق كل شيء وإله الوجود كله ولكن لا يقال له إله الشياطين فهو سبحانه وتعالى متعال عن خلقه ولا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصف به رسوله

وقال الإمام أحمد - رحمه الله- : "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".
قال تعالى: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? فهذا رد على الممثلة ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى:11]

اقرأ مقال عن صفات الله بحسب أهل السنة والجماعة

----

وحول تفسير قوله تعالى ، قال الشيخ الشعراوي:

{ألم تر أنا أرسلنا الشياطين .. "83"}
(سورة مريم)

تثير سؤالاً: إذا كان الحق تبارك وتعالى يكره ما تفعله الشياطين بالإنسان المؤمن أو الكافر، فلماذا أرسلهم الله عليه؟
أرسل الله الشياطين على الإنسان لمهمة يؤدونها، هذه المهمة هي الابتلاء والاختبار، كما قال تعالى:

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون "2"}
(سورة العنكبوت)

إذن: فهم يؤدون مهمتهم التي خلقوا من أجلها، فيقفوا للمؤمن ليصرفوه عن الإيمان فيمحص الله المؤمنين بذلك، ويظهر صلابة من يثبت أمام كيد الشيطان.
وقلنا: إن للشيطان تاريخاً مع الإنسان، بداية من آدم عليه السلام حين أبى أن يطيع أمر الله له بالسجود لآدم، فطرده الله تعالى وأبعده من رحمته، فأراد الشيطان أن ينتقم من ذرية آدم بسبب ما ناله من آدم، فقال:

{فبعزتك لأغوينهم أجمعين "82"}
(سورة ص)

وقال:

{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم "16"}
(سورة الأعراف)

وهكذا أعلن عن منهجه وطريقته، فهو يتربص لأصحاب الاستقامة، أما أصحاب الطريق الأعوج فليسوا في حاجة إلى إضلاله وغوايته. لذلك نراه يتهدد المؤمنين

{ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم .. "17"}
(سورة الأعراف)

ومعلوم أن الجهات ست، يأتي منها الشيطان إلا فوق وتحت؛ لأنهما مرتبطتان بعز الألوهية من أعلى، وذلك العبودية من أسفل، حين يرفع العبد يديه لله ضارعاً وحين يخر لله ساجداً؛ لذلك أغلقت دونه هاتان الجهتان؛ لأنهما جهتا طاعة وعبادة وهو لا يعمل إلا في الغفلة ينتهزها من الإنسان.
والمتأمل في مسألة الشيطان يجد أن هذه المعركة وهذا الصراع ليس بين الشيطان وربه تبارك وتعالى، بل بين الشيطان والإنسان؛ لأنه حين قال لربه تعالى:

{فبعزتك لأغوينهم أجمعين "82"}
(سورة ص)

التزم الأدب مع الله. فالغواية ليست مهارة مني، ولكن أغويهم بعزتك عن خلقك، وتركك لهم الخيار ليؤمن من يؤمن، ويكفر من يكفر، هذه هي النافذة التي أنفذ منها إليهم، بدليل أنه لا سلطان لي على أهلك وأوليائك الذين تستخلصهم وتصطفيهم:

{إلا عبادك منهم المخلصين "83"}
(سورة ص)
./انتهى/..

وقال تعالى:
68 )   فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا.
سورة مريم.

-------

أما بشأن الرد على الأخوة من أهل الكتاب بشأن هذه الشبهة فها هو النص من الكتاب المقدس وفي أن الله أرسل الشيطان إلى أيوب؛
الفاندايك) - (سفر أيوب 1)

6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ.
7 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».
8 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ».
9 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟
10 أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ.
11 وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».
12 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.

وأيضا؛

(كتاب الحياة) - (سفر أيوب 2)

1: ثُمَّ مَثَلَ بَنُو اللهِ مَرَّةً أُخْرَى فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَانْدَسَّ الشَّيْطَانُ أَيْضاً فِي وَسَطِهِمْ،
2: فَسَأَلَ الرَّبُّ الشَّيْطَانَ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟» فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: «مِنَ الطَّوَافِ فِي الأَرْضِ وَالتَّجَوُّلِ فِيهَا».
3: فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ رَاقَبْتَ عَبْدِي أَيُّوبَ فَإِنَّهُ لاَ نَظِيرَ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَهُوَ رَجُلٌ كَامِلٌ صَالِحٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَحَتَّى الآنَ لاَ يَزَالُ مُعْتَصِماً بِكَمَالِهِ، مَعَ أَنَّكَ أَثَرْتَنِي عَلَيْهِ لأُهْلِكَهُ مِنْ غَيْرِ دَاعٍ».
4: فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، فَالإِنْسَانُ يَبْذُلُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ فِدَاءَ نَفْسِهِ.
5: وَلَكِنْ حَالَمَا تَمُدُّ يَدَكَ إِلَيْهِ وَتَمَسُّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».
6: فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا أَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».

وكما نرى أن الله أرسل الشيطان الى نبيه أيوب.

----------

الى هنا ونختم بقوله تعالى:

255 )   اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

سورة البقرة.

وقال أيضا:
14 )   فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ.
سورة هود.

وبحديث من سنة نبينا الكريم:

 روى الإمام أحمد:

أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن. ورواه النسائي في الكبرى،والطبراني في الدعاء، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.