هل يستطيع الله خلق صخرة لا يستطيع حملها

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
ثم أما بعد:

يطرح الملحدين هذا السؤال فيقولون: أليس الله على كل شيء قدير إذا فهل يستطيع خلق صخرة أو حجر فلا يقدر على حملها أو رفعها؟
فإن أجبت بنعم إذا لا يقدر على رفعها! ولئن أجبت بلا إذا لا يقدر على خلقها!
هل يستطيع ربكم فعل كذا وكذا؟

يسألون هذه الأسئلة وما إلى ذلك مما تشمئز منه الأنفس وتضيق به الصدور، أسئلة مقرفة تافهة وهي من الناحية المنطقية تعتبر مرفوضة بالمطلق وسنجيب عليها بإذن الله -تعالى- جواب شافيا.

الرد:

وهذه الأفكار السوداء المظلمة والأسئلة المقرفة ليست سوى طريقا موفورا إلى جهنم دخول بلا خروج، والعياذ بالله -تعالى- لماذا؟ لأنها على نمط من جعل لله -تعالى- ولدا وأشرك به.
والجواب سيكون بمنطق القرآن الكريم كتاب الله -تعالى-.

عادة ما يبدئ الإنسان بالتساؤل بكيف وما ومتى ولما وهل وما إلى ذلك من صيغ السؤال، وحتى يجد الأنسان جوابا لسؤاله استوجب للسؤال أن يخضع للقوانين المنطقية، تصور لو سألك أحدهم: كيف يكون الليل تفاحا؟!! هذا سؤال مرفوض طبعا، تصور لو سألك هل تقدر أن تأكل النهار؟ هذا لا يقال له سؤال لأنه لا شيء كونه خالف المنطق وقوانينه،
مثال آخر لو أتينا إلى شخص ما وسألناه هل أنت متزوج؟ فأجاب بلا ولم أعرف امرأة في حياتي، فسيكون السؤال التالي (ما هو اسم ابنك الخامس) سؤالا خاطئ لأنه لا يعقل لمن نفى معرفة الزوجة والنساء أن يكون له أولاد!

ولهذا فإن أي سؤال خالف قواعد المنطق وقوانين الفطرة فيكون لا شيء وليس بسؤال، وقد أنزل الله -تعالى- في كتابه ما يشفي صدور المؤمنين،
 وقال سبحانه:
(101)   بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
[سورة الأنعام].

ولاحظ قوله -تعالى-: (أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ).

وقال ابن كثير:
( أنى يكون له ولد ) أي : كيف يكون له ولد ، ولم تكن له صاحبة؟ أي: والولد إنما يكون متولدا عن شيئين متناسبين، والله لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه.
.انتهى..

هل لاحظت أخي القارئ كيف نفى الله -سبحانه- أن يكون له ولد والعياذ بالله -تعالى- بنفي السبب وبهذا أصبح السؤال عن الولد أمرا خاطئا ضالا ومخالفا لعقل البشر، إذا فكيف للإنسان أن ينسب لله -تعالى- أمرا مخالفا لعقله أساسا وغير مقبول فيه بتاتا، فلا ينبغي لله -تعالى- ولا يليق به وبكماله وجلاله سبحانه وهو العلي المتعالي المترفع عن الصاحبة والولد والند والشبيه أن ينسب له ولدا أو صاحبة أو شريكا في ألوهيته وملكه، فلا يعني إن لاق الشيء بالإنسان أن ينسبه لله -تعالى- هذا خطأ كبير وضلال، فالإنسان يأكل ويشرب وينام لأن الله -تعالى- خلقه بهذا النظام كما أنه سبحانه وتعالى أخضعه للقوانين والنواميس التي خلقها وأوجدها في هذا الكون،

وقوله تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يعني خلق كل شيء بما في ذلك القوانين التي يسير بها الكون وهذه القوانين خلقها الله تعالى فأحكم بها الكون كما أن الإنسان خاضع لهذه القوانين رغم أنفه وفي النهاية كلهم يخضعون لله -تعالى- لأنهم مخلوقاته والله -تعالى- ترفع وتعالى عنهم وعن كل شيء.
وقال تعالى:
(11)   فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
(12)   لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
[سورة الشورى].

-والآن سنأتي الى سؤال الملحد وما كبر في صدره من كفر وأمراض ثم نضعه في ميزان العقل والمنطق فإن خالفها فسؤاله خاطئ فيكون في هذه الحالة لا شيء واللا شيء هو اللا موجود أو الوهم، على سبيل المثال النظرية تحتاج لبرهان حتى تثبت فإن وجد برهان خالفها تسقط وتصبح وهما غير حقيقي ولا واقع والنتيجة هي لا شيء، أما إن وجد برهان أثبتها فهي صحيحة واقعة مبرهن عليها والنتيجة هي شيء مما خلقه الله -تعالى- لأن الله خلق كل شيء.

نبدئ على بركة الله -تعالى- ونقول نحن نعيش على هذه الأرض وفوقها السماء الأولى وهي السماء الدنيا وفوقهما السماء الثانية وفوقهن السماء الثالثة وفوقهن الرابعة وفوقهن الخامسة وفوقهن السادسة وأخيرا وليس آخرا فوقهم السابعة وهنا ينتهي الكون الذي نعيش فيه،
وقال -تعالى-:
(44)   تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا.
[سورة الإسراء]
وقال أيضا:
(86)   قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
[سورة المؤمنون].

وماذا يوجد أيضا؟ يوجد الجنة وحجمها أو مساحتها مثل أو أكبر من السماوات السبع والأرض والله -تعالى- أعلمنا بعرضها ولكن لم يعلمنا بطولها،
وقال -سبحانه وتعالى-:
(133)   وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.
[آل عمران].
وقال أيضا:
(21)   سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
[سورة الحديد].

إذا توجد الجنة فوق السماوات وسيأتي الحديث عن مكانها لاحقا،
وماذا يوجد أيضا؟ يوجد جهنم والعياذ بالله -العظيم- والله أعلم بعرضها ومكانها والعياذ بالله -العظيم-.
وماذا يوجد أيضا؟ يوجد الأعراف وهو جدار عريض يفصل بين الجنة والنار والطريق إليهما.

وماذا يوجد أيضا فوق السماوات السبع؟ يوجد الكرسي ولا يمكن قياس مساحته بالنسبة الى هذا الكون لأن كل هذا الكون الذي نعيش فيه بالأرض والسماوات ما هو إلا حلقة صغيرة أو سبع دراهم ألقيت في أرض فلاة هكذا وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، 

وقال تعالى:
(255)   اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
[سورة البقرة].

وأخرج ابن كثير في تفسيره:
قال ابن جرير: حدثني يونس أخبرني ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس ". قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ".

وقال أبو بكر بن مردويه: أخبرنا سليمان بن أحمد أخبرنا عبد الله بن وهيب الغزي أخبرنا محمد بن أبي السري العسقلاني أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي عن القاسم بن محمد الثقفي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ".

وقال الضحاك عن ابن عباس: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة.
..//انتهى//..

وماذا فوق الكرسي؟ يوجد عرش الله -تعالى- وهو عرش عظيم لا قبل لأحد أن يحصيه إلا الله -العلي الكبير-،
وماذا فوق العرش؟
قال الله -تعالى-:
(5)   الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ.
[سورة طه].
وقال أيضا:
(59)   الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا.
[سورة الفرقان].
وقال أيضا:
(4)   اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ.
[سورة السجدة].
وقال أيضا:
(4)   هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
[سورة الحديد].

إذا إن الله -تعالى- فوق العرش استوى على العرش استواء يليق به وبجلاله وكماله ولا شيء فوق الله -تعالى- ولا حدود لعظمته سبحانه ،
وقال -تعالى-:
( 3 )   هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
[الحديد].
وقال أيضا:
( 18 )   وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ.
[سورة الأنعام].
وقال أيضا:
( 61 )   وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ.
[سورة الأنعام].
وقال أيضا:
( 62 )   ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.
[سورة الحج].

ولذلك أخي القارئ فإن أتاك الملحد ليسألك هل يستطيع الله أن يخلق إلها مثله؟ فقل له أين سيخلقه في السماوات والأرض الخاضعة لله وهو الذي أوجدهن فيتحرك هذا الإله في ملكوت الله -العظيم-  أم يخلقه في جهنم التي جعلها جزاءً وعقاباً للكافرين فيشوى ويتعذب في عقابه وغضبه أم في جنته التي جعلها جزاءً وعطاء من فضله وكرمه لعباده المؤمنين المخلصين فيعيش ويقتات من فضل الله -العلي الكبير- أم يخلقه تحت كرسي العرش فيستقر تحت أقدام حملة عرش الله -العظيم- ولا يعلم عدد حملة عرش الله -العلي الكبير- إلا الله -سبحانه- وهم ثمانية وقيل أنهم ثمانية صفوف وفي الحديث الشريف

أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت؟ وأين تكون؟

قال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.


إذا وكما نرى لا يوجد مكان في الوجود لإله إلا الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى عما يشركون وما كبر في صدور الكافرين، وعلى هذا فيكون السؤال المطروح هل يقدر الله على خلق إله غيره سؤال باطل ومخالف للقوانين والمنطق فإذا استحال السؤال في عقل الملحد نفسه فكيف له وهو لا يستحي بأن يطرحه،
أنىَ لله أن يخلق إلها ولا مكان لهذا المخلوق! تعالى الله -العظيم- عما يشركون ويكفرون ويلحدون وما كبر في صدورهم ونطقت به أفواههم. والذي رفع السماوات بلا عمد ما كبر في صدورهم ليس سوى أوهام، وتكون في هذه الحالة لا شيء والنتيجة سؤال خاطئ معارض لكل القوانين مبني على الأوهام.

ونفس الشيء يقال للملحد إذا سأل هل يقدر الله -تعالى- عن خلق صخرة لا يقدر على حملها؟ نجيبه وأين سيكون مكان هذه الصخرة فأينما كان مكانها سيكون حجمها كحجم الصرصور الملقى في فضاء السماء قياسا ونسبة ً لقدم ملاك واحدا من حملة عرش الله -العظيم- وأنى لله -تعالى- أن يعجزه رفع صخرة وهو الذي خلق قانون الجاذبية والأوزان وكل القوانين خاضعة له ولا يخضع هو لها ولا تسري عليه، وهو الممسك بالسماوات أن تقع على الأرض،
وقال -تعالى-:
(67)   وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
[سورة الزمر].
وقال أيضا:
(65)   أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ.
[سورة الحج].

وعلى هذا قأن جميع الأسئلة المنافية للمنطق والتي يطرحها الملحيدن على سبيل إعجاز المؤمنين إنما هي ليست سوى أوهام تكبر في صدورهم يحاولون الاحتيال بها على المؤمنين بقصد تشكيكهم بقدرات الله تعالى عما يكفرون علوا كبيرا.



والله حي لا يموت وقال -تعالى-:
( 58 )   وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا.

( 59 )   الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا.
[سورة الفرقان].

وخير ما نختم به ما ذكره ابن كثير في تفسيره لكلميتن من آية الكرسي:
وقوله: (ولا يئوده حفظهما) أي: لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه. فقوله: (وهو العلي العظيم) كقوله: (وهو [العلي الكبير) وكقوله]: (الكبير المتعال) [الرعد: 9].


تم بحمد الله -تعالى- وفضله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.