الرد على شبهة زعم تناقض القرآن في قتل فرعون لأبناء اليهود من قبل أن يأتي موسى وبعد أن جاء موسى بالحق

الرد على شبهة زعم تناقض القرآن في قتل فرعون لأبناء اليهود مرتين.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين؛
أما بعد:
موضوع الشبهة هو ما أثاره المشككين حول آيتين من كتاب الله تعالى وقالوا أنه تناقض واضح، والآيتان هما الأولى في قوله تعالى:
( 25 )   فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ. [غافر].

والآية الثانية هي قوله تعالى:
( 39 )   أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي.[طه].

وما آثاره المشككين هنا أن الآية الأولى تنفي الثانية وتتناقض معها فالأولى تقول بأن فرعون لم يقتل أبناء المؤمنين إلا من بعد ما جاء به موسى من الحق والثانية تقول بأن فرعون كان يقتل أبناء المؤمنين من قبل أن يأتي موسى بالحق ويولد!
قالوا أن هذا تناقض وتعارض.

الرد:
هذا ليس تناقض ولا تعارض إنما هو خرف وجهل متولد لدى المشككين يفضح ما في قلوبهم من شك وريبة وحنق على القرآن الكريم.
ولكننا هنا سنفترض أنها شبهة ونتعامل معها على أنه تناقض،
ركز معي
فرعون كان يقتل أبناء اليهود من قبل موسى والقتل كان خاصة لليهود دون غيرهم والآية الثانية في قوله تعالى:
( 39 )   أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي.[طه].
إذا فقتل الأطفال هنا مخصص لليهود وهم المؤمنين لأن الفراعنة كانوا كفارا فالآية لا تشملهم ولا تخصهم وهي حصرا لبني إسرائيل.
والآن ستقرأ الآية الأولى قوله تعالى:
( 25 )   فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ. [غافر].

وإليك أخي القارئ أن تلاحظ قوله هنا: قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَه

وهنا لو استطعنا بأن نثبت بأن أناسا من غير بني إسرائيل آمنوا مع موسى عليه الصلاة والسلام ، فإن الشبهة ستنهار من فورها، وهذا أمر يسير بإذن الله تعالى لأن الذين آمنوا مع موسى من غير اليهود كانوا كثيرين ولا يعلم عددهم إلا الله ، قال تعالى:
( 70 )   فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ
( 71 )   قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
( 72 )   قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
( 73 )   إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
[طه].

وقوله تعالى:
( 46 )   فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
( 47 )   قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
( 48 )   رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ
[الشعراء]
وكما نرى فإن السحرة آمنوا بالله مع موسى وهم من غير اليهود.
وقوله تعالى:
28 )   وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
[غافر].
وهنا نجد أن رجل من آل فرعون آمن بالله مع موسى أيضا

إذا وكما نرى بوجود أشخاص من غير اليهود أمنوا مع موسى بالله تعالى، وهذا ما يبطل الشبهة لأن قوله قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَه   عام يشمل كل من آمن مع موسى
ولا يخص اليهود وحدهم ففي المرة الأولى كان فرعون يقتل أبناء اليهود دون غيرهم وفي الثانية أراد فرعون أن يقتل أبناء كل من آمن بموسم وما جاء به.
وإلى هنا تكون الشبهة التي أثيرت هي باطل ما أنزل

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.