الرد على شبهة إن هذان لساحران

قال المشككين ما بين أهل الكتاب وغيرهم من الملحدين، بأن هناك خطأ لغوي في القرآن الكريم، وهو في
 قوله -تعالى-:
( 63 )  قال المشككين وغيرهم ما بين أهل الكتاب وغيرهم من الملحدين، بأن هناك خطأ لغوي في القرآن الكريم، وهو في
 قوله -تعالى-:
( 63 )   قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ.
سورة طه.
حيث أن الأداة (إن) تنصب الخبر وترفع المبتدأ، وفي هذه الحالة فإنه خطأ لغوي نحوي.



الرد:
أما آن الآوان لها أولاء المشككين وغيرهم، بأن يعلموا بأن علم النحو والإعراب بأكمله وما يتبعه من علم الصرف وما تم إسقاطه عليهما من قواعد، إنما كانا قد وضع وأسس وأنشئ، من بعد أن أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
فأصبح القرآن بذلك هو الحكم الحاكم للغة العربية وليس العكس، فنحن في وقتنا الحالي، إنما نتكلم العربية الفصحة المبنية قواعدها والمستنبطة أساسا من القرآن الكريم، حيث أن أول من وضع علم النحو كان أبو الأسود الدؤلي، وذلك بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله -تعالى- عنهما.
وكان ذلك سنة تسعة وستين للهجرة، كما أن أبو الأسود الدؤلي وعندما شرع في وضع علم النحو، أحضر كاتبا ثم أملى عليه، أن إذا "رأيتني فتحت فمي بالحرف،  فانقط نقطة أعلاه، وإذا رأيتني قد ضممت، فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت، فأنقط نقطة تحت الحرف، فإن أبتبعت شيئا من ذلك فيه غنة، فاجعل مكان النقطة نقطتين.".
ثم بدأ أبو الأسوب بتلاوة القرآن الكريم.

وبذلك كان قد تم وضع أول قواعد النحو والإعراب، والتي تم بنائها على أساس القرآن الكريم.
وفي هذه الحالة فقد أصبح استحالة محاكمة القرآن الكريم بناءا على ما بين أيدينا من كتب النحو العربي، ذلك أن هذا العلم تحديدا كان قد نبع من كتاب الله -تعالى- القرآن الكريم.

دعنا نعود إلى الآية الكريمة قوله -تعالى-: (قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ)، وهنا الآداة (إنْ) المخففة وهي دائما ترفع المبتدأ.

وقرأ الدوري عن أبي عمر البصري (إنَّ هذين لساحران)، وهي (إنَّ) المشددة من إن وأخواتها، ويقول النحاة أنها  تنصب الخبر وترفع المبتدأ.

وصلنا الآن إلى لب الشبهة، فقد قرأ أئمة القرآءات الأخرى، بتشديد (إنَّ) مع رفع المبتدأ والخبر، على هذا النحو (إنَّ هذان لساحران).

وهذا ليس خطأ لغوي ولا نحوي كما يشبه المشكك، وللآية الكريمة وجهين من الإعراب،

الإعراب الأول ها هنا يكون على النحو التالي:
(قَالُوا) الجملة مستأنفة (إنَّ) إن المؤكدة (هَٰذَانِ) اسم اشارة في محل رفع مبتدأ، (لَ) اللام المزحلقة وهي في الأصل للام الابتداء ولكن إن التوكيد طردتها من المبتدأ فتزحلقت إلى الخبر وذلك لكراهية توكيدين في بداية الجملة، (سَاحِرَانِ) خبر مرفوع (يُرِيدَانِ) مضارع مرفوع.

ولعل سائل يسأل أليس ما بعد إنَّ الشددة منصوبا بدلا من أن يكون مرفوعا؟ والجواب هو إن قواعد اللغة العربية إنما تم وضعها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، من أجل أن يسهل عليهم دراسة القرآن الكريم.
في حين أن الآداة إنّ تحتمل الرفع لما بعدها في بعض الحالات، والجزم في حالات أخرى، مثل قوله -تعالى-: ( 12 )   أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ.
سورة البقرة.
بغض النظر عما نحاه النحاة من أقوال، ولكن نلاحظ هنا إنَّ المشددة وما بعدها (همْ) قد جاء مجزوم.
أما المرفوع فمثل قوله -تعالى-:
( 97 )   قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ.
سورة البقرة.
فبغض النظر عما نحاه النحاة من أقوال أنشأوا لها قواعد، إلا أننا نلاحظ هنا أن الأداة (إنَّ) المشددة قد جاء ما بعدها (هُ) مرفوعا.


الوجه الثاني للإعراب
(إنَّ هذان) إن واسمها (ل) للام المزحلقة (ساحران) خبر إنَّ مرفوع.




والجملة صحيحة قواعديا ونحويا مئة في المئة ولا تشوبها شائبة، ويعود السبب في شكلها الإعرابي لوجود (للام المزحلقة).
أما أن يأتي شخص ما يريد أن يلقي شبهة لغوية على كتاب الله -تعالى- فهذا مرفوض رفضا قاطعا، وذلك لسببين،
-الأول وهو أن القرآن الكريم هو أساس قواعد النحو والإعراب والصرف في اللغة العربية.
-الثاني وهو أن اللغة العربية لغة واسعة جدا كما أنها شديدة المرونة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.