الحكمة من قصة بقرة بني إسرائيل


ما الذي سيحدث لو أن شخص ما وجد بقرة صفراء مثل بقرة بني إسرائيل؟
والجواب لن يحدث شيء طبعا، فما ينبغي أن يحدث سبق له وأن أجراه الله -تعالى- في بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام، عندما أمرهم بذبح بقرة.
ولعل سؤال آخر قد يطرح، مفاده، ما الفائدة من ذكر تلك الحادثة (قصة البقرة) في القرآن الكريم إذا؟




دعني أجيب على هذا السؤال، فأقول: لا أبالغ إن قلت إن ذكر قصة بقرة بني إسرائيل في القرآن الكريم، لهو معجزة أكبر من معجزة إحياء الميت، الذي أمر الله -تعالى- بأن يضربوه ببعضها، في قوله -تعالى-:
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73).
سورة البقرة.

وكأنما المعجزة التي أجراها الله -تعالى- لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام، قد قسمها إلى شقين، واحدا أعطاه لنبيه موسى عليه السلام، أما الثاني فأبقاه لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
 أو بمعنى آخر عندما أمر الله -تعالى- نبيه موسى عليه السلام بأن يأمر قومه بذبح البقرة، تلقف اليهود أمر ربهم ونبيهم بقلوب قاسية، فراحوا يستهزؤون بنبيهم تارة ويكذبونه تارة أخرى.
ثم مرت أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة، حتى وصلتنا قصة بقرة بني إسرائيل، التي أنزلها الله -تعالى- على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فلما عكفنا عليها، وجدنا فيها من الحكمة ما إن ثمنه ليثقل في الأرض فيجعلها تشقق من تحته، وإنه لمن الخطأ أن يبحث المرء عن بقرة تحمل تلك المواصفات، ثم ليذر ما بين يديه من الكنوز المخفية. فاليهود كانوا قد شغلوا أنفسهم وأضاعوا وقتهم وأغضبوا خالقهم في البحث عن تلك البقرة. في حين أنهم نبذوا ما أنزل الله -تعالى- من نور الحكمة العظيمة، ومع العلم أن اليهود لا يزالون إلى الآن يبحثون عن تلك البقرة.

ودعنا من بني إسرائيل لندخل في خضم القصة، وخير بادئة نبدأها من قوله -تعالى-:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)
سورة البقرة.


كان قد حصل في بني إسرائيل، بأن رجل قتل رجلا آخر، وفي كتب التفسير بأن رجل قتل عمه طمعا في الميراث، ولما تحرت بني إسرائيل حول مقتل هذا الرجل، لم يجدوا بدا لهم، إلا أن يرجعوا إلى نبيهم موسى عليه السلام، بغية الاحتكام لأمر الله -تعالى-، عساهم يجدوا قاتل الرجل.
فكلم موسى عليه الصلاة والسلام ربه، فأمره كما نصت عليه الآية الكريمة، في قوله -تعالى-:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67).
سورة البقرة.

وقد جاءت كلمة (بقرة) نحويا نكرة، هذا لو أن بني إسرائيل جاؤوا بأي بقرة للذبح، لتقبل الله -تعالى- منهم دون تعجيز.
ولكن من الواضح أنهم كانوا يبحثون عن سبيل للفرار من تلك المحكمة، فراحوا يستهزؤون بنبيه، كما لو كان جاهلا (ومعاذ الله -تعالى- من ذلك).
دعني أخي القارئ أوضح لك الموقف الذي حصل بين موسى عليه السلام وقومه، تصور لو أن مديرا لشركة كبيرة وبينما هو على رأس عمله ومشغول بأمور هامة يريد أن ينجزها، إذا به يحتاج إلى قلم ليكتب بعض الأمور الهامة، فطلبه من الموظفين، فراح الآخرون يستهزؤون بمديرهم ويتشرطون ويسألون عن مواصفاته ويطيلون الخ..
كلا لأن الأمور لا تسير هكذا،
لذلك كان يجب على بني إسرائيل حين سمعوا أمر الله -تعالى- يتلى على مسامعهم، بأن يجمعوا أمرهم بينهم، ثم يأتي كل واحدٍ منهم ومعه بقرة أو عجلا، وذلك طمعا في مرضاة الله -تعالى-، لأن الله -تعالى- يحب المسارعة في طاعته، كما ويحب أن يرى عبده يتدبر أمره طمعا في رضوانه.
فإن الله -تعالى- يحب طاعة عباده له تماما كما تصف هذه الرواية التي رواها مسلم في صحيحه، روى مسلم (527) عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ»، فَنَزَلَتْ: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) البقرة/ 144، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً ، فَنَادَى : أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ " .

هكذا تكون الطاعة لأمر الله -تعالى-، كما فعل الصحابة لم يناقشوا ولم يتساءلوا ولم يطيلوا، إنما نفذوا من فورهم.

وقول -تعالى-:
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)
سورة البقرة.
البقرة الفارض هي التي تكون طاعنة في السن، أما البكر فهي التي لم تلد بعد، أو أنه قد ام تزويجها من قبل.
وإلى الآن لو أن بني إسرائيل من بعدما سمعوا رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام يطلب منهم البقرة بتلك المواصفات، التي أمر الله -تعالى- بها. فلو أنهم أتوا بأي بقرة عوان، لكان تقبل منهم.
كما وأن آخر كلمتين من الآية الكريمة، لَ يجعلان المرء يشعر بالخوف والفزع، إذا ما تأملهما. حيث أن نبيهم يخبرهم بأن الله يأمرهم بذلك، فيقول فافعلوا ما تؤمرون، وهم ولا حياة لمن تنادي، وكأنما هم كالجدار صمٌ بكم عمي، بل على العكس قد يكون الجدار خيرا منهم، على الأقل فهو يحمي الإنسان ويستره، على الرغم من أن الجدار لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى فهور لا يرجع أي قيمة، إلا أن بني إسرائيل كانوا شر البرية آنذاك، إذ يسمعون فلا يكون على لسانهم إلا أشر الجواب. فهم لا يزالون يعترضون ويتساءلون مماطلين، كأنهم يريدون الهرب ولا يعلمون كيف، إذ لم تعد قضية مقتل الرجل تهمهم بقدر ما أهمتهم البقرة، كأنهم قد انقسوا شيعا فيما بينهم فريقا يفزعون من دفع المال ثمنا لتلك البقرة، وآخرون خوفا من أن يكشف أمر جرمهم وآخرون حبا بالمعصية.
فكل تلك الأبقار، التي على وجه الأرض، وبني إسرائيل لا يزالون يبحثون عن بقرة، أليس هذا أمرا عجيبا، بل إن وقعه يبعث على الإحباط في نفس المرء.

وقوله -تعالى-:
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69).
سورة البقرة.
إني أكاد أجزم، بأن رسول الله -تعالى- موسى عليه الصلاة والسلام، قد مات قتيلا وتوفاه الله -تعالى- شهيدا، ولعل سبب وفاته عليه السلام إما أنه تعرض لجلطة أو أزمة قلبية، نتيجة لكثرة ما أغاظوه قومه، فما تعرض له نبي الله -تعالى- موسى أذية قومه ورفضهم أوامره وتعنتهم وفجورهم وتمردهم، لكفيل بأن يقتل ألف رجل.
والله أعلم.
فليس من الضروري أن يُقتل الإنسان بالسيف أو الخنجر أو السم وما إلى ذلك، إنما الحزن والغيظ والصدمات قد تقتل من يتعرض لها، وما تعرض له موسى عليه الصلاة والسلام من الغيظ والأذية والحزن من بني إسرائيل، كفيل بقتل ألف رجل مجتمعين.
فعندما تسمع قوله -تعالى-:
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155).
سورة النساء.
مما يدل على أنه قد كان هناك أنبياء في بني إسرائيل، قد قتلهم اليهود غيظا وحزنا، وآخرون كانوا قد ماتوا، لِما تعرضوا له من الحسد واصابات العيون.
 والله أعلم.
ومع أن هذا ليس هو موضوعنا، إلا أنني أحببت التعقيب ها هنا، لِما وجدته شر إغاظة، فَبالعودة إلى قوله -تعالى-:
(.. قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69). سورة البقرة.

فهذا يعني أن أكثر من نصف بني إسرائيل كانوا يعرفون تلك البقرة. فالبقرة صفراء وليس لونها الأصفر كأي لون أصفر آخر، إنما هو أصفر فاقع، بالإضافة إلى أنها تسر الناظرين أي تعجبهم، وهذا يعني أن اليهود كانوا يذكرون تلك البقرة في أحاديثهم بين الحينة والأخرى، لأن الإنسان يتكلم كثيرا حول الأشياء التي تعجبه، بل ويعتدى الأمر أكثر من ذلك لأن تكون تلك البقرة تنعت كنقطة علام، سواءً هي أو صاحبها، بمعنى أنه كان اليهود في بعض الأحيان يستدلون على صاحب البقرة بذكر بقرته الصفراء، كأن تقول لشخص ما هل عرفت فلان؟ فيجيب ب (لا)، فتقول له فلان الذي يملك سيارة مرسيدس بيضاء، فيقول نعم لقد عرفته، حتى أنه يمكن أن يستدل على أولاده أو ذويه، فتقول فلان الذي يملك والده سيارة مرسيديس بيضاء.

فالأمر أشبه ما يكون، كما لو أن شخصان يجلسان في مكان ما، ثم احتاج أحدها قلما، فطلب نت صديقه أن يناوله قلما من بين الأقلام التي بقربه، فرد الآخر أي قلم منهم، فأجاب الأول القلم الأخضر ولا يوجد غيره من بين تلك الأقلام، فإن الثاني سيعرفه وسيناوله إياه على الفور.

هكذا كان الحال مع بني إسرائيل عندما أمرهم الله -تعالى- بذبح تلك البقرة الصفراء، فجعلوا أنفسهم عميانا عنها، مع أنهم كانوا يعرفونها.

قوله -تعالى-:
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)
سورة البقرة.

ولعل اليهود قد عاينوا بقرة فيها شيةٌ أو بقعة صفراء صغيرة، أو لعلهم وجدوا بقرة بنية فاتحة اللون، فجعلوا يقولون هذا اللون يشبه الأصفر، لأنهم هم هكذا دائما يعرفون الحق ويكتمونه، يعرفون الصواب ثم يحيدون عنه، بل إنهم مستعدون لأن يقولوا للون الأصفر أزرق، بل إنهم لمتأهبون لتحريف مسميات الأشياء وتغيرها، بهدف جعلها تصب في مصلحتهم، حُلما منهم أن يتبع الحق أهوائهم.

فلو عدنا للآية الكريمة وتوقفنا هنيةً عند قوله -: (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)، لعلمنا عند ذلك أن اليهود ليس لهم نية لأن يذبحوا البقرة، لأن قوله -تعالى- تحديدا عند (َإِنَّا) يدل على أن اليهود ليس لهم أدنى نية لا لأن يجدوا تلك البقرة ولا لأن يذبحوها. لأن (َإِنَّا) تدل على الشيء أما (َإِنَّنا) فهي تدل عليه وتؤكده.

فهم ليس في نيتهم ذبح تلك البقرة من الأساس، وقد دل على أنهم يحاولون التهرب والتملص من هذا الأمر بأي شكل من الأشكال، فقالوا ذلك لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام ظننا منهم بأنه قد أعجزوه، لذلك فإنهم جعلوا يحاولون إيهام موسى عليه السلام بأن لا وجود تلك البقرة، لذا سلموا الأمر لمشيئة الله -تعالى- ظننا مننهم بأن الأمر قد انتهى.


قوله -تعالى-:
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71).
سورة البقرة.

وهنا حصل ما لم يكن بالحسبان، حيث أن الله -تعالى- قد حصرهم، فلم يجدوا بدا آخر من ذبح البقرة، من بعدما أوحى الله -تعالى- لرسوله موسى عليه الصلاة والسلام، فأعطاه صفات ونعت تلك البقرة بالتفصيل، بحيث أن اليهود استدلوا على تلك البقرة بشكل لا يمكن التهرب أو التملص منه.

ودعنا نقف عند مواصفات تلك البقرة فنشرحه،
قوله -تعالى-: (إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ)، هذا يعني أن البقرة لا تقبل ولا ترضخ، من أجل تطويعها في الأعمال الزراعية كحراثة الحقل، أو كأن تستخدم لنقل الحوائج وما إلى ذلك، كما أن هذه البقرة لا تدر الحليب، ليس لأنها مريضة، بل لأنها لم تنجب بعد أو أنها أنجبت فدرت الحليب، ثم انقضت مدة در الحليب لديها، هذا لأن البقر بشكل عام لا يدر الحليب، إلا إذا أنجبت البقرة فتكون مدة در الحليب لديه ثلاثمئة يوم، ثم ينقطع حتى تنجب من جديد.
وهنا عندما نقرأ قوله -تعالى- (لا ذلول) هذا يعني بأن الله -تعالى- قد نفى عن تلك البقرة معظم الصفات التي تعود على الإنسان بالنفع وليس كلها. لأنه سبحانه في غير موضع من كتابه قد أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قوله فيما يلي:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73).
سورة يس.

لذا فإن تلك البقرة الصفراء كانت لا تعود على مالكها بالنفع، ومع ذلك لا يزال هناك ميزة تنفع وسآتي عليها بعد قليل. أما هنا فإن تلك البقرة لا ينتفع بها أبدا، لا في حراثة الحقل ولا في إدرار الحليب، ولو كان ذلك لما أمر الله -تعالى- بذبح تلك البقرة، لأنه سبحانه إنما خلق البقر فجعله بدر الحليب، وذلك ليرزق عباده ولكي يرجع بالفائدة عليهم. فالأبقار آية من آيات الله -تعالى-
وهو القائل سبحانه:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21).
سورة المؤمنون.

وقال أيضا:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66).
سورة النحل.

لذلك فإن تلك البقرة لم تكن تعود بالنفع أو الفائدة، لا في أعمال الزراعة ولا في إدرار الحليب، ولو كان ذلك لما أمر الله -تعالى- بذبحها، فهي ليست قربانا ولن تذبح ليأكل منها الناء، إنما جعلها الله -تعالى- سببا ليعلم عباده قيمة آياته والحكمة.
واعلم أخي القارئ، لو أن الله سبحانه وتعالى ذهب بما خلق لنا من الأنعام كالبقر مثلا، فإن كوارث ومجاعات ستحل بالأرض لا محال منها، بل إن أعدادا هائلة من البشر سيكون مصيرها الموت جوعا ولا مفر.
ولكن الله -تعالى- هو الرحمن الرحيم بعباده،
وهو القائل سبحانه:
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61).
سورة النحل.

لذا فإن يذهب الله -تعالى- بما خلق لنا من أبقار ننتفع بها، كفيل وحده بأن يحدث مجاعات وأزمات وكوارث اقتصادية.



وقوله -تعالى-: (تُثِيرُ الْأَرْضَ):
وهنا تحديد لا يزال هناك فائدة تبدر من تلك البقرة، وهي أنها تثير الأرض. ما معنى ذلك؟
وهنا قد يخطئ البعض عندما يعتقد أن قوله -تعالى-: (تثير الأرض) بأن تلك البقرة كانت تستخدم في حراثة الحقل، لا على الإطلاق، لأن نعت البقرة الأول جاء ب لا ذلول، والبقرة ال لا ذلول، هي التي لا ينتفع بها ومنها على نهائيا، عدا ميزة واحدة استثناه الله -تعالى- في تلك البقرة، وهي ميزة تعود على الناس بالنفع.
إذا فما هي؟ أو بمعنى آخر ماذا يعني قوله -تعالى- (تثير الأرض)؟
والميزة هي: أن تلك البقرة كانت تنفع الناس بأنها تخصب الأرض بروثها. حيث أن روث تلك البقرة كان يستخدم كسماد لإخصاب الأرض وتسميدها من أجل الزراعة.
ولا حرج ها هنا، لو تكلمنا عن روث الأبقار، إذ أنه مهم بشكل كلي للإنسان، ومن دون روث الأبقار تأكد بأن مجاعات على الأرض ستحدث، واقتصادات دول ستنهار.
ومهما يتحدث المرء عن أهمية روث الأبقار بما فيه من فائدة تعود على البشر بالنفع، فإنه لا يبالغ على الإطلاق، ذلك أن حياة الإنسان لطالما كانت ولا تزال مرتبطة بروث الأبقار، ولطالما استخدمه الناس منذ فجر التاريخ في تسميد الأرض واخصابها من أجل الزراعة.
فماذا سيحدث لو أننا وضعنا روث الأبقار على تراب الأرض، أفضل تعبير يمكن إطلاقه، هو أننا أثرنا الأرض تماما، أي عرضنا الأرض للإثارة، فإنها بذلك ستخرج منها نباتا ما، سواءً أقمنا بزراعتها أو أننا لم نزرعها.
فروث البقر يعمل كمحرض للأرض على الإنبات، فيكون المصطلح الأنسب له (إثارة الأرض).
وإنه لمن الخطأ الفادح الذي يرتكب الإنسان، عندما يبدأ بتحقير الأمور التي لا تأتي على هواه، وليعلم البشر أن روث الأبقار مرتبط بطعامهم، وأقول ذلك لكيلا يأتي قصير نظر وضيق مخيلة، يدعي الترفع والطهارة والعفاف.
لهذه الأسباب عليه أن يعلم بأن طعامه وطعام آبائه وأجداده، كان ولا يزال مرتبطا بروث الأبقار، وما من إنسان إلا ونبت جسده من طعام، إلا وكان روث البقر محرضا له على الخروج من الأرض.
لذلك لا بد لنا وأن نأخذ الأمور بجدية أكثر، لأن هذا الروث الذي نستخدمه كسماد، كان من الممكن أن يكون عبئا ضارا على الإنسان ولا ينفعه في شيء، كما ويصعب أو يستحيل التخلص منه.
ولو كان كذلك، لكنا سنكوم تلالا هائلة من روث الأبقار الضار، والذي لا يمكن التخلص منه، وإن طمرناه في الأرض قتلها فلم تعد تصلح للزراعة، وكنا سنرث عن اجدادنا تلالا منه كانوا هم قد ورثوها عن أجدادهم أيضا.

لذلك فإننا نحمد الله -العلي- على أنه خلق الخلق بإبداع لا مثيل له، وأنه سبحانه قد أعفى الإنسان من الكثير من المهام، التي لا طاقة له بها.

قوله -تعالى-: (وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ): في بعض الأحيان يكون البقر عنيدا لا يقبل ولا يرضى بأن يفلح أو يحرث الحقل، فيصبح من المستحيل قيادته وتوجيهه، إذا ما عُلق عليه محراث الحقل. وفي تلك الحالة، فإنهم يجدون له عملا آخر غير حراثة الحقل، يجرونه عنوة بطريقة أو بأخرى إلى الساقية، وهي عبارة عن بير ماء عليه عجلة خشبية دوارة وبها عصا ضخمة متصلة برسن، فيتم تعليق ذلك الرسن، ثم يضرب البقر ضربا خفيفا ويُترك، فيبق البقر يمشي ظنا منه بأنه سيهرب، في حين أنه يدير عجلة السقاية، ومع دوران عجلة السقاية يُضخ الماء إلى الترعة أو قناة السقاية.
أما بقرة بني إسرائيل الصفراء، فكان من المستحيل تطويعها لحراثة الحقل، بالإضافة إلى استحالة استخدامها في سقايته، فهي كانت ترفض هذا وذاك.

ولعل تلك البقرة الصفراء كانت عبئا ثقيلا على صاحبها، فهي لا تحرث الأرض ولا تسقي الزرع وعلى الأرجح أنها كانت قد انقطعت عن إدرار الحليب، فصاحبها كان يطعمها ولا ينتفع بها شيئا، سوى أن تلك البقرة كانت تلقي بروثها على الأرض فيسمدها فتخصب الأرض لتنبت الزرع.

قوله -تعالى-: (مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا): هذا يعني أن البقرة سليمة خالي من الأمراض والعيوب، لا بقعة ولا لطخة فيها يسودها اللون الأصفر الفاقع بالكامل.

قوله -تعالى-: (قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ): دل على أن اليهود كانوا يماطلون منذ البداية محاولين التهرب من احضار البقرة وذبحها، إلى أن حاصرهم الله -تعالى- بعلمه وحكمته، بعدما دلهم على تلك البقرة بأن نعتها لهم بالتفصيل، فوجدوا أن أمر ذبح البقرة الصفراء، إنما هو حق صرف لا مفر منه، فالأمر أشبه ما يكون بمجرم يقبع خلف القضاب متهم بالجريمة التي ارتكبها، فلا زال القاضي يقدم له بالأدلة والبراهين، إلى أن وجد المجرم نفسه محاصر بالأدلة والحجج الدامغة، فأقر واعترف بذنبه وفعلته. هكذا كانت بنو إسرائيل مجرمين، عندما راحوا يستهزؤون برسولهم موسى عليه السلام ويغيظونه ويماطلون الخ..
حتى نصره الله -تعالى- فما كان من ها أولاء المجرمين إلا أنهم اعترفوا فقالوا له:
الآن جئت بالحق



قوله -تعالى-: (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ):
قال ابن كثير:
وقال آخرون: لم يكادوا أن يفعلوا ذلك خوف الفضيحة إن اطلع الله على قاتل القتيل الذي اختصموا فيه [إلى موسى] «2» ولم يسنده عن أحد، ثم اختار أن الصواب في ذلك أنهم لم يكادوا يفعلوا ذلك لغلاء ثمنها وللفضيحة، وفي هذا نظر، بل الصواب، والله أعلم، ما تقدم من رواية الضحاك عن ابن عباس على ما وجهناه، وبالله التوفيق..//انتهى//..

دل ذلك على أن اليهود كانوا معاندين وليس في نيتهم ذبح تلك البقرة، إلى أن وجدوا ألا مفر من أمر الله -تعالى- من بعد أن وجدوا أنفسهم قد حُصروا بالأدلة التي أوحى الله -تعالى- إلى عبده موسى لِما أتت من نعت تلك البقرة.

قوله -تعالى-:
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72).

قال ابن كثير:
قال البخاري: فادارأتم فيها اختلفتم، وهكذا قال مجاهد، قال فيما رواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن أبي حذيفة، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، أنه قال في قوله تعالى:

وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها اختلفتم. وقال عطاء الخراساني والضحاك: اختصمتم فيها.



قوله -تعالى-:
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73).

إنه لأمر يبعث على الهيبة، عندما يكون موسى عليه السلام واقفا متكئا على عصاه، وإلى جانبه أخاه هارون عليه السلام، ومعهما فريق من شيوخ بني إسرائيل، وكثير من الناس، بالإضافة إلى القاتل المجرم، الذي لم يُعرف بعد، يتوسطهم جثة القتيل الهامدة. ثم يؤتى بالبقرة الصفراء عنوةً عنها، فهي لا ذلول، فيجرونها رغم أنفها، فيأمر نبي الله -تعالى- موسى عليه السلام، فيذبحون تلك البقرة، ثم يشير إليهم بعصاه أن اقطعوا منها من هنا، فيقطعون بعضها كما أمر، ثم يأمرهم أن يضربوا القتيل بما اقتطعوا من البقرة. وإذا بالقتيل يحيه الله -تعالى- فينهض واقفا على قدميه، فيسألونه عند ذلك: من قتلك؟ فيجيب: قتلني فلان، ثم يموت. فيأتون بالمجرم بعدما فضحه الله -تعالى-، فيقيمون عليه الحد ويقتلونه.

ولو شاء الله -تعالى- لأحيا ذلك الميت، بكلمة واحدة، أو لو شاء لأحياه بضربة من عصا نبيه موسى عليه السلام.
فليس أهون على الله -تعالى- من إحياء الموتى، فهو الله العلي العظيم، الإله الذي يحي ويميت.
إذا فلماذا أمر الله -تعالى- بذبح بقرة؟
إنه سبحانه وتعالى يلفت نظرنا إلى البقر بشكل عام، لأن البقرة إنما هي آية من آيات الله -تعالى-، ولو أن القارئ انتبه إلى قوله -تعالى-: (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، لتأكد أن البقرة آية من آياته،
فهو الذي خلق البقر وجعله منافع للناس، فالبقرة هي أكثر حيوان يعود على الإنسان بالنفع الكامل، فالإنسان يأكل منها اللحم والحليب واللبن الرائب واللبنة وأنواعا عديدة من الجبن والزبدة والأرشية والسمن وكثير من مشتقات حليبها.
علاوة على ما يصنع ويستخلص منها من عقاقير طبية وأخرى تدخل في مواد غذائية وتجميلية متعددة. ضف إلى ذلك لحومها، التي تؤكل، وجلودها، التي تستخدم في صناعة الألبسة والأحذية، كما أن روثها يعتبر من أفضل المواد لتسميد الأرض بهدف زيادة خصوبتها وتحريضها على الإنبات، وفي وقتنا الحالي، فإن الوقود الحيوي وغاز الميثان يستخرج من روح الأبقار.

ومنذ فجر التاريخ والإنسان لا يمكنه العيش دون ما خلق الله -تعالى- له من أبقار تنفعه في حياته، حتى أن الزراعة كحراثة الأرض وسقايتها، كانت لا تتم إلا بالاعتماد الشبه كامل على الأبقار، مع العلم أنه لا يزال الاعتماد على الأبقار في حراثة الأرض وسقايتها قائم بالفعل في كثير من الدول.




ولكن ثمة سؤال قد يطرح نفسه، هو لماذا أحيا الله -تعالى- (هذا الرجل الميت-المقتول) من بني إسرائيل، بأن أمر الله -تعالى- أن تذبح بقرة ثم يُضرب ببعضها؟
مع العلم أن الله -تعالى- قادر على إحياءه بكلمة واحدة وإن شاء بمشيئته فقط، أو أن يجعل موسى يضرب ذلك الميت بعصاه فيحيه الله -تعالى-،
ولكن لماذا يجب أن تذبح بقرة، من أجل إحياء ذلك الميت؟
ودعنا نرجع قليلا، بغية الإجابة. فلقد خلق الله -تعالى- الإنسان، ولو نظرنا إلى هذا الأمر من منظورنا مقياسا بعقولنا، بمعنى أن نقف على رصيف محايد بغية تقييم هذه المسألة، فإننا سنجد بحسب مقدرتنا نحن كبشر، أن الإعجاز المعقد، لا يكمن فقط في خلق الإنسان فحسب، إنما في إطعامه أيضا. فتوفير الرزق والطعام والشراب والبيئة المثالية، لكي يستطيع الإنسان العيش والاستمرار في الحياة، إنما هو أمر بالغ التعقيد ولا يختلف بصعوبته وإعجازه عن إعجاز خلق الإنسان. لذا فإن الأمر لم يتوقف عند خلق الإنسان فقط، إنما تعداه في توفير البيئة المثالية لهذا المخلوق من طعام وشراب وما إلى ذلك. وإن إحدى سبل الحياة التي خلقها الله -تعالى- لعباده، كانت الأبقار. فالبقر لم يأتي وحده، بل إن الله -تعالى- هو من خلقه وأوجده، وقال الله -تعالى-:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10).
سورة لقمان.

فلو أننا نظرنا إلى الأبقار، لوجدناها ببساطة أنها عبارة عن معمل مدر للحياة، فقيمة منتجات الأبقار الغذائية، تعادل أكثر من خمسين بالمائة من طعام الإنسان. ضف إلى ذلك فإن الإنسان ينتفع من جلودها في صناعات شتى كالأحذية والألبسة، كما أنه يستخدم روثها في تخصيب الأرض، وفي وقتنا الحالي فإن روث البقر يستخدم في إنتاج أنواع من الوقود كغاز الميثان والوقود الحيوي.
ومن ناحية أخرى فإن الدول، التي تهتم بتربية الأبقار، تجد بأن غالبية السكان هناك تتمتع بأجسام صحية سليمة وقامات طويلة، بالإضافة إلى الذكاء الملحوظ وكثير من الأمور الأخرى.
هذا يعني لو أن دولة ما قامت بالاهتمام بتربية الأبقار، فإن النتائج ستكون مذهلة لما فيها من فوائد ترجع بالأمور الحسنة على حياة الإنسان.
فعندما نضاعف منتجات الأبقار، تنخفض أسعارها، بحيث يصبح الفقير قادرا على الشراء وإطعام أطفاله، والذين بدورهم ستنمو أجسامه بشكل صحي، وستصبح قاماتهم أكثر طولا وعقولهم أكثر ذكاءً. بالإضافة إلى المردود الذي سيعود على اقتصاد تلك الدولة، كما أن تربية الأبقار تعني استصلاح المزيد من الأراضي، بهدف زراعتها بشتى أنواع الأعلاف الذي يتغذى عليها البقر، والتي بدورها ستصبح أكثر خصوبة إذا ما استخدم روث البقر في إثارتها. هذا يعني توفير المزيد من فرص العمل.
ومن أجل تلك الأسباب، كان حقا لله -تعالى- بأن ينزل في كتابه قصة بقرة بني إسرائيل، وذلك لتذكير عباده بأفضاله العظيمة ونعمه التي لا تحصى. ثم أن الله -تعالى- جعل ذكر البقرة في كتابه على هذا الشكل أو بتلك القصة، وذلك لكيلا يأتي الجاهلون فيعطون البقرة قدسية ويفعلون كما فعل بعض أصحاب الديانات الوثنية وغيرهم ممن أتخذوا من البقرة آلهةً فقدسوها وراحوا يعبدونها.


أما نحن فإننا نتوجه إلى الله -تعالى- عابدين له شاكرين لنعمه حامدين له على أفضاله، على ما منى الله -تعالى- علينا من نعمه التي لا تحصى.
وقال الله -تعالى-:
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61).
سورة النحل.
Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.