الإعجاز الفرعوني معجزات ما قبل الأديان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

احتار الملحدين وغيرهم من المشككين في حربهم التي أعلنوها على الإسلام كيف يحاربونه، فتارة الإسلام مسروق من اليهودية وتارة الإسلام ظلم اليهود! وتارة يتهجمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولين النيل منه وتارة ينكرون القرآن الكريم فيقولن هو من تأليه نبي الإسلام والغريب أو بالأحرى لا تستغرب أو تتعجب إن وجدتهم يقولون إن القرآن الكريم كتاب محرف و يا لا السخرية فكيف للملحد أن يأتي ليتهم القرآن الكريم بالتحريف وهو لا يؤمن به أساسا على سبيل المثال نحن نقول للكتاب المقدس أنه محرف لأننا ملزمون بالإيمان به ولأن كتابنا القرآن الكريم يبرهن على ذلك، فمنطقيا لو قال الملحد بأن القرآن كتاب محرف فهذا يعني أن الملحد يبحث عن النسخة السليمة للقرآن الكريم والتي هو بالأساس كافر بها! الخ..

بالله عليكم أيها الناس أشرحوا لي تفاهات الملحدين المقرفين المملين، فهم وبكل بساطة يريدون للمؤمنين أن يكفروا بالله -تعالى- وملائكته وكتبه ورسله، وإن كان المشكك من مشاغبين النصارى فهو يريد للمسلم أن يكفر بالله -تعالى- ويرتد عن إسلامه ظنا من المشكك النصراني أن المسلم سيدخل في دين النصارى إذا ما كفر الثاني بدينه. 

وكل هذا لا يتم إلا إرضاء لشياطينهم وحسدا منهم للمؤمنين فالحسود دائما ما يكن الغيرة والبغضاء لمن هو أفضل منه وما الذي ملأ قلوبهم غيظا وحسدا للمسلم إلا أنهم وجدوه على الصراط المستقيم.
--------

في هذا الموضوع سنرد على من راح يؤلف بعقله وينطق بفاه كلاما ليشبه به على دين الإسلام العظيم اعتقادا منه بأن كلامه سينسف هذا الدين العظيم وفي واقع الأمر ما هي إلا أحلام وخيالات لا وجود لها إلا في العقول السفيهة كأصحابها.


 قال الملحدون: لماذا تقولون إعجاز القرآن ولا تنظرون إلى إعجازات الحضارات السابقة كالحضارة الفرعونية وبناء الاهرامات التي أعجزت علماء الفيزياء والرياضيات والهندسة حيث يقول العلماء أنهم وإلى الآن يجهلون كيفية بناءها ورفعها وما إلى ذلك.
قال الملحد أيضا: لما لا تنظرون إلى الحضارة البابلية واليونانية الإغريقية والصرح الأثري الفلاني وهذا وذاك الخ...

وكل هذا والملحد يظن نفسه أنه قد نسف إعجاز القرآن الكريم وأخذ بنظر القارئ أو المشاهد المتلقي للمعلومة فأخرجه من وسع السماوات والأرض وما بها من إعجاز لا قبل لأحد بها إلا الله -تعالى- ، ليأخذ بالمشاهد بظنه إلى حيز أضيق وأصغر كحبة خردل تسبح في الفضاء.


الرد:

في الواقع قد يصيب الملحد عندما قال إن الاهرامات أو ما بنته الحضارات السابقة من صروح مثلت حضارتهم بأنها صروح معجزة،

ولكني أنا شخصيا أجد أن صناعة السيارات والطيارات والأجهزة الإلكترونية السمعية منها والبصرية والأقمار الصناعية والجوالات والبرمجة والحوسبة والإنترنت والأجهزة الطبية الحديثة كأجهزة إصلاح البصر والتصوير الطبي كما إن إجراء مختلف العمليات الجراحية كزراعة القلب واستئصال الأورام وغيرها وصناعة الأدوية لعلاج الأمراض والخمج البكتيري وما إلى ذلك،

بمعنى أدق أن حضارة القرن الواحد والعشرين هي أكثر إعجازا وتعقيدا وإذهالا من حضارات الأقوام السابقين فحضاراتهم كانت حجرية متحجرة مثل قلوبهم القاسية حيث أنهم لم يكونوا يصنعون صرحا أو بناء إلا لتمجيد آلهتهم الوثنية.

وكل هذا وما ادعاه الملحدون والمشككون الذين حاولوا بظنهم وأحلامهم السفيهة كله يسقط وينهار أمام آية واحدة من كتاب الله -تعالى-،

قال الله -تعالى-:
(96)   وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ.
 [سورة الصافات].

لاحظ قوله تعالى يبين لنا أن الإنسان وما يصنع أو يعمل من صنعة مادية وغير مادية إنما هي من خلق الله -تعالى- فمن الذي خلق الإنسان؟ الله -تعالى- هو الذي خلقه، من الذي خلق العقل البشري وجعله يفكر ويتفكر ويحسب ويتخيل ويتصور ويحلم وما إلى ذلك، إنه الله -العظيم- هو الذي خلق الإنسان وجعل له عقلا ويدين يحركهما، -تعالى الله وتمجد وتقدس عن كل شيء سبحانه-.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله يصنع كل صانع وصنعته ".
[أخرجه البخاري والبيهقي].

وقال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعال: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)،
وقيل: هي نفي، والمعنى: وما تعملون ذلك لكن الله خالقه. والأحسن أن تكون "ما" مع الفعل مصدرا، والتقدير: والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة: أن الأفعال خلق لله -عز وجل- واكتساب للعباد.
 //انتهى//..


وحتى صناعة الأسلحة والتي هي قد تكون في كثير من الأحيان أكثر تعقيدا، الله -تعالى- بذاته ومن فوق عرشه سبحانه هو من يعلمها للإنسان،
وقال -تعالى-:
(80)   وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ.
[سورة الأنبياء].


وقال -تعالى- أيضا:
(10)   وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ.
(11)   أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
[سورة سبأ].

وفي الوقت الحالي تعتبر الحضارة الغربية هي الأكثر تقدما وتطورا، والذي رفع السماء بلا عمد أن الصانع الفعلي والحقيقي لهذه الحضارة ليس إلا الله -تعالى- بنفسه هو من صنع وعلم وخلق وأوجد وأعطى ورزق وأمات وأحيا.

وأما عن سؤال قد يتبادر في ذهن القارئ وهو إذا كان الأمر هكذا فلما لا يعطي الله -تعالي- المسلمين كما أعطى الغربيين؟ والجواب يسير بإذن الله -تعالى- ومن كتابه المجيد،
قال -تعالى-:
(18)   مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا.
(19)   وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا.
(20)   كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا.
(21)   انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا.
(22)   لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا.
[سورة الإسراء].


لأن الله -سبحانه- لا يحظر عطائه ورزقه وأفضاله عن خلقه فهو سبحانه يعطي ويرزق الفاجر والكافر والمؤمن وكل عباده.

وعلى هذا فما ادعاه الملحد المشكك كله باطل قد أبطلته آية من أربع كلمات من كتاب الله -تعالى- وهي قوله -تعالى:
(96)   وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ.
 [سورة الصافات].

فإن كان الملحدون يظنون أن الله لا يعلم بهم ولا يراهم فهم مخطؤن، فسبحانه قد أنزل ما يبطل ظنونه السفيهة من قبل أن يخرجو بها على الناس، فكل ما يدور في أذهانهم من أحلام سفيهة كلها علم الله -تعالى- بها من قبل أن يبرئ الأرض ويخلقهم،
وقال -تعالى-:
(18)   بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ.
[سورة الأنبياء].


تم بفضل الله -تعالى- وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا.



Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.