رد شبهة حديث نصرت بالرعب

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

شبهة حول حديث نصرت بالرعب، الحديث:
قال سعيد بن منصور: أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نصرت بالرعب على العدو".

ورواه مسلم من حديث ابن وهب.

ويثير المشككين على مختلف نحلهم حول هذا الحديث من شبهات ما أنزل الله -تعالى- بها من سلطان، فيقولون أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يذبح الناس بالسيف حتى ينشر الرعب بينهم بقصد جعلهم يعتنقون دين الإسلام خوفا من الذبح والقتل، 

وهذا كلام فارغ لا صحة له فأجدادنا تركوا النصرانية واليهودية وانسلخوا منها بسرعة البرق لما علموا أنه دين وكتاب ورسول من عند الله -تعالى- وقد عرفوا أن لا سبيل لله -تعالى- إلا من خلال هذا الدين العظيم فأجدادنا كانوا علماء بالنصرانية واليهودية والكتاب المقدس وقد قرأوا نعت رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل فلما علموا وتيقنوا بإن الله -العظيم- الذي أنزل التوراة والإنجيل هو ذاته سبحانه يدعوهم إليه من دين الإسلام، فدخلوا في دين الله -العظيم- أفواجا وأمما بفضل الله -تعالى-.

وما يزيد من أذية المشككين هو جهل بعض المسلمين في دين الله -تعالى- إن كان قرآن أو سنة، وهذا ما سهل على أعداء الإسلام صناعة مجموعات إرهابية مجرمة مثل (داعش) وغيرها بقصد جعلهم يعثون في الأرض فساد باسم هذا الدين الحنيف حتى يتثنى لهم تشويه سمعته الطيبة وطمس نوره متعمدين بذلك إلباس رحمته ثوبا مزيفا من الإجرام لإظهاره للناس على أنه دين سفك دماء وإجرام، فهم لا يملكون سبيلا آخر لمحاربة هذا الدين إلا أذيته وتشويه سمعته الطيبة.

الرد:

أفضل شيء لدرء هذه الشبهة يكون من كتاب الله -تعالى-، قال الله -تعالى- في كتابه العزيز:
(150)   بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ.
(151)   سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ.
[سورة آل عمران].
وللأخ القارئ أن يلاحظ أن الرعب المقصود بالحديث الشريف هو الرعب الذي يلقيه الله -تعالى- في قلوب أعدائه وليس كما يشيع أعداء هذا الدين، فالمسلمين لما بدأوا بنشر هذا الدين الحنيف وبدأوا بالدفاع عن أنفسهم فلم يكونوا بحاجة إلى قطع الرؤوس وحرق الناس والتمثيل بهم حتى يرهبوا أعدائهم المعتدين بل كان الله -تعالى- هو المتكفل بإرهاب أعدائه وإذلالهم وجعلهم يخافون ويفرون من المعارك وهم مرعوبين مرهوبين خائفين لا يعلمون من ماذا هم هكذا، هذا لأن الله -تعالى- هو الذي ألقى الرعب في قلوبهم.

لذا فلا يحتاج المسلم لأن يكون مثل ها أولاء الرعاع المارقين من الدين كهذه المنظمات الإجرامية مثل داعش ويقتل ويذبح ويمارس جل أعمال الإجرام والتي حرمها الله -تعالى- ورسوله على المسلمين أن يفعلوها أو يقترفونها.

وقال -تعالى-:
(123)   وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
[سورة آل عمران].

وقال -تعالى-:
(126)   وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
[سورة آل عمران].

ولما كان النصر ليس إلا من عند الله -تعالى- وحده، فما حاجة المسلمين ليمارسوا الجرائم المحرمة نفسها في دينهم، وما أكثر آيات الله -تعالى- التي أنزلها في كتابه ليعلمنا بها أن النصر من عند الله -تعالى- وحده، فهو سبحانه يؤيد بنصره من يشاء من عباده حتى وإن كانوا كفارا ومن أعدائه.

وقال تعالى:
(13)   قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ.
[سورة آل عمران].

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي عن سليمان - يعني التيمي - عن سيار، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فضلني [ربي] على الأنبياء - أو قال: على الأمم - بأربع " قال " أرسلت إلى الناس كافة وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي وأحل لي الغنائم ".

وللأخ القارئ أن يلاحظ كلمة يقذفه والسؤال هنا حول الكلمة ب من الذي يقذف الرعب في قلوب أعداء الدين؟ هل هو الرسول صلى الله عليه وسلم أم من؟ بل هو الله ذاته -سبحانه- وقد أنزل الله -تعالى- آية في اليهود الذين نقضوا عهدهم وميثاقهم مع المسلمين وغدروا بهم وتحالفوا مع عبدة الأصنام في ذلك، وهي في قوله -تعالى-:
(2)   هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ.
[سورة الحشر].





وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم.


Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

1 التعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.