الرد على شبهة مواقع النجوم

شبهة حول مواقع النجوم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أما بعد:
حاول البعض من المشككين إلقاء الشبهات حول قوله -تعالى-:
( 75 )   ۞ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ.
[سورة الواقعة].
ثم حاول العبث باللغة العربية فأرادوا بذلك لٙي عنقها وتحريف معنى كلمة (موقع). وقالوا أنها كلمة مطاطة!

الرد:
قال الإمام الطبري رحمه الله :

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النجوم ومغايبها في السماء، وذلك أن المواقع جمع موقع، والموقع المفعل، من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.

..//انتهى//..
ولاحظ أن الإمام القرطبي لم يجد مرادف لكلمة مواقع أنسب من كلمة مساقط.
- أولا عبارة مواقع النجوم ليست بعبارة مطاطة بل على العكس تماما إذ أن كلمة (موقع) لا يوجد لها في اللغة العربية مرادفا بدقتها، فالموقع في اللغة هو مكان وزمان الشيء المتواجد فيه على أرضية معية أو مكان ما، ويمكن إضافة السرعة لهما أيضا لتصبح مكان + زمان + سرعة، على سبيل المثال لو قمنا الآن بإجراء اتصال الى ربان سفينة ما وسألناه ما هو موقعك على الخريطة فسيقول موقعي على خط عرض كذا وخط طول كذا وسرعتي كذا والوقت عندي كذا، ولو كررنا السؤال على ربان طائرة فسيجيب نفس جواب الأول ولكنه سيضيف الارتفاع ليقول لك ارتفاعي كذا، هذا هو تعريف الموقع في اللغة العربية.
وأما المنزلة في اللغة فتختلف عن الموقع فالمنزلة ككلمة وتعني الدرجة أو الرتبة أو المرحلة ولا ترادفها في اللغة كلمة (الموقع) أبدا، ولكنها وإن استخدمت للتعبير عن المكان فعند ذلك تعني المكان الذي تواجد في الشيء عند انتهاء الزمان والسرعة للمنزلة، فتصبح المنزلة تدل على وصول شيء ما إلى شيء أخر واستقراره عنده أو عليه أو انتهاءه، وكلمة (منزلة) أساسها من فعل (نزل ينزل نزولا منزلةً) ومنها قوله -تعالى-: [(177)   فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ). سورة الصافات]. ولاحظ كيف تعبر الكلمة عن حدوث شيء أو وصوله ثم يتوقف الزمان والسرعة بالنسبة له فنقول عند ذلك نزل الشيء بتاريخ كذا، ومنها كلمة منزل والمنزل ثابت لا يتحرك فلا سرعة له وإن كانت الأرض تتحرك به ثم أننا نقول بُني هذا المنزل بتاريخ كذا كما ويحتمل أنه منزل لأن أساساته نازلةٌ في الأرض أو لأن الإنسان ينزل فيه بمعنى يستقر أو يسكن فهو يدل على السكون عكس الحكرة، | أما إن جاءت المنزلة بمعنى المرحلة فإنها تدل عند ذلك على مدة زمنية لشكل معين يتغير من حال إلى حال له بداية عند وقت كذا ونهاية عند وقت كذا من قلةٍ إلى كثرة أو بالعكس مثلا الخ..، ومنها قوله -تعالى-: [( 39 )   وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) سورة يس]. | والمنزلة في اللغة أيضا هي الرتبة وتدل على رفعة الشيء ومقامه ورتبته وعكسها الحطة الانحطاط الحقارة الخضوع الدناءة الذلة الخ.. | والأهم لدينا حاليا أن المنزلة يمكن حساب موقعها ولكن الموقع لا يمكن حساب منزلته لأن الموقع يشترط الزمان والمكان والسرعة فهو أشمل. وعلى هذا فإن كلمة موقع التي جاء في القرآن الكريم لا تحتمل كلمة المنزلة.

أما كلمة (أبراج) أو (بروج) وتعني في اللغة العربية الشيء المرتفع أو المبنى الشاهق العالي، ومنها قوله -تعالى-: [( 7)   أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ....] وقال ابن كثير: وقوله: (ولو كنتم في بروج مشيدة) أي: حصينة منيعة عالية رفيعة. وقيل: هي بروج في السماء. قاله السدي، وهو ضعيف. والصحيح: أنها المنيعة. أي: لا يغني حذر وتحصن من الموت. | كما أن كلمة (بروج) أو (أبراج) تعني في اللغة العربية (الكواكب-أو بالأحرى فهي تعني أطوار الكواكب)، ومنها قوله -تعالى-: [(61)  تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا)] ولاحظ في الآية الكريمة أيضا قوله -تعالى- (وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا) وهما الشمس والقمر ودل ذلك على أنها السماء الدنيا بمعنى أن البروج هي هذه البروج الموجودة في السماء الدنيا لأن السماء الدنيا وهي السماء الأولى التي يوجد بها الشمس والقمر، ومنها أيضا قوله -تعالى-: [( 1 )   وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)] وقال الإمام الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: معنى ذلك: والسماء ذات منازل الشمس والقمر، وذلك أن البروج جمع برج، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة، ومن ذلك قول الله: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ هي منازل مرتفعة عالية في السماء، وهي اثنا عشر برجًا، فمسير القمر في كلّ برج منها يومان وثلث، فذلك ثمانية وعشرون منـزلا ثم يستسرّ ليلتين، ومسير الشمس في كلّ برج منها شهر. وقال الإمام القرطبي: قاله المنهال بن عمرو. الرابع: ذات المنازل; قاله أبو عبيدة ويحيى بن سلام. وهي اثنا عشر برجا، وهي منازل الكواكب والشمس والقمر. يسير القمر في كل برج منها يومين وثلث يوم; فذلك ثمانية وعشرون يوما، ثم يستسر ليلتين; وتسير الشمس في كل برج منها شهرا. وهي: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس والجدي، والدلو، والحوت. والبروج في كلام العرب: القصور; قال الله تعالى; ولو كنتم في بروج مشيدة. وقد تقدم. | وكل ما جاء ذكره يبين أن لا علاقة لكلمة برج بكلمة موقع ولكن يمكن احتساب مواقع البروج.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.