رد شبهة حول آية وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على سيد المرسلين،

أما بعد:

كنت أتجول بعض الشيء في موقع اليوتيوب فاستوقفني مشهد لأحد المعممين الشيعة كان قد بدا بوضوح بأن قلبه قد بلغ حنجرته فراح يخرج من فمه ما فيه من أمراض على العلن، من بينها ما أشاعه حول آية في سورة الصافات وهي،

قوله -تعالى-:

137 )   وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ

[سورة الصافات].

قال إنه استشكل هذه الآية ولا يجد لها معنا! كما اعتبر نفسه يتحدث بشكل منطقي!

الرد:

أولا من من الطبيعي لهذا المعمم الشيعي الفاسق بأن لا يجد معاني القرآن الكريم وحلاوته ذلك أن القرآن الكريم هو لمن يمجد الله العظيم ويوحده فلا يشرك به شيئا، ويعبده ويعظم حرماته ولا يتعدى حدوده،

ولو جلست مع ذاك المعمم الفاسق لقصى ورى عليك روايات وخرافات يرفضها العقل ويلفظها القلب ويضيق منها الصدر وتزهق منها النفس لاستحالة اسقاطها على المنطق،

أما عن قوله -تعالى-:

137 )   وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ.

[سورة الصافات].

فهي خطاب لقريش يتحدث فيه الله -تعالى- عن أخذه لقوم لوط بالعذاب بعد أن عصوا واستكبروا عن عبادة الله -تعالى- وعدم اتباعهم لرسوله وتعنتهم وإصرارهم على فعل الفاحشة، فأخذهم الله بذنوبهم.

طبعا وذكر قصة لوط جاء على سبيل الوعظ والتهديد بأن ما وقع بقوم لوط ليس ببعيد عن غيرهم إذا ما عصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وبعد ما جاء الخطاب لقريش عن قوم لوط كتذكرة لهم: إنكم يا قريش تمرون على آثار قرية قوم لوط أثناء سفركم بقوافلكم التجارية من مكة إلى الشام، وقد نعتها الله -تعالى- في غير موضع من كتابه (برحلة الشتاء والصيف)

في قوله -تعالى-:

1 )   لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
( 2 )   إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
( 3 )   فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ

4 )   الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ.

[سورة قريش].

أما نص ما شبه حوله المعمم الشيعي فها هو كاملا،

قال -تعالى-:

133 )   وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ
( 134 )   إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
( 135 )   إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

136 )   ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
( 137 )   وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ
( 138 )   وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

[سورة الصافات].

ولاحظ قوله -تعالى-:

( 137 )   وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ
( 138 )   وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

أي أنكم يا قريش تمرون على آثار قوم لوط في رحلاتكم التجارية صيفا وشتاء ليلا ونهار، أفلا تعقلون  فيما وقع بقوم لوط من العذاب.

وقال أبو جعفر الطبري:

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: وإنكم لتمرون على قوم لوط الذين دمرناهم عند إصباحكم نهارا وبالليل. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ) قالوا: نعم والله صباحا ومساء يطئونها وطْئًا، من أخذ من المدينة إلى الشام، أخذ على سدوم قرية قوم لوط.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ في قوله ( لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ) قال: في أسفاركم.

..//انتهى//..

والحاصل أن قريشا وغالبية العرب قد علموا بجميع ها أولاء الأقوام المعذبين كقوم لوط وعاد وثمود والفراعنة وغيرهم من قبل أن يرسل الله -تعالى- رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يوجد لا تلفاز ولا شبكة عنكبوتية وغيرها سوى القصص المتناقل والمتوارث عبر الأجيال،

فقريش عندما كانوا يمرون في ترحااهم إلى الشام كان عليهم أن يمروا في مساكن ثمود وهم يعلمون أن أصحابها أخذهم العذاب كذلك كانوا يمرون أيضا على موقع قرية لوط ويعلمون أيضا أن هنا في هذه المنطقة كان يسكنها قوم وقد أخذهم العذاب، وكان ذلك من قبل البعثة النبوية.

فكل ما ورد ذكره في القرآن الكريم حول الأقوام المعذبين كانت قريش تعرفهم قبل البعثة النبوية، على سبيل المثال فإن ذكر قوم لوك قد سبق في التوراة في قصة سدوم وعمورية.

وللقارئ مثال، قصة أهل قرية بومبي الإيطالية تلك القرية التي أخذ الله -تعالى- أهلها بعذاب شديد بعد أن جعل بركانا عظيما ينفجر بهم، فلا يوجد عاقل تابع قصة أهل مدينة بومبي الإيطالية إلا وعلم أن أهلها كانوا يعملون أرذل الفواحش، وبحسب علماء التاريخ والجيولوجيا فقد حددوا تاريخ بومبي وانفجار البركان فيها الى القرن الأول الميلادي، وذلك قبل الإسلام، ولكن لم يأتي ذكر قوم بومبى لقريش مع التسمية ككما ورد ذكر قوم لوط أو عاد أو ثمود وغيرهم، لماذا؟ لأن قريش لا تعرف ها أولاء.

على الرغم من أن ذكر قرية بومبي الإيطالية قد ورد بالتفصيل ولكن سنتحدث حول ذلك في غير هذا الموضوع إنشاء الله -تعالى-.

والله ولي التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصبه وسلم تسليما كثيرا.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله