الرد على اسماعيل الكندي وضيف رشيد الألماني

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
ثم أما بعد:
خرج علينا المدعو بالأخ رشيد بعد أن أعد حلقة على قناته استضاف فيها شابا وادعى ذاك الشاب أنه أسلم سابقا ثم فيما بعد ارتد عن الإسلام ثم راح الشاب يعطي الأسباب التي دعته للانسلاخ من الإسلام ثم راحا الإثنان بأخذ راحتهما بالطعن في دين الإسلام العظيم يحاولان من خلال ذلك صب أحقادهما على هذا الدين القيم بشكل مستميت.



وإني أحب أن أقول لرشيد أنه آتيك يوما ستنطفئ فيه كما تنطفئ الشمعة.
(قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)
طبعا ونضيف إليهما شاب ثالث وهو كندي الجنسية ادعى بأنه أسلم لمدة ستة عشر سنة ثم انسلخ فيما بعد لما وجد بأن دين الإسلام غير صحيح.
ستة عشرة سنة هي مدة كافية لدراسة الإسلام من أجل الطعن فيه! 
وسنرد على هذين التافهين لنعلمهما ومن على شاكلتهما إنما كيدهم لا يساوي شيئا وأن مثل هذه الحالة ما كانت لتغيب عن الله إله السماوات والأرض  وما بينهم، وبأن الله قد سبقهم لما صنعوا فأنزل في كتابه ما يحبط أعمالهم وادعاءاتهم وفي آية واحدة فقط تنسف ما صنعوا عن بكرة أبيه وكل ما عليك أخي القارئ فقط أن تنسخ تلك الآية وتلصقها في وجه  رشيد وأمثاله ثم لا تفعل شيئا غيره، فكأنما الآية الكريمة مقيد بها جيش جرار من جنود الحق يقاتلون بسيفون من سجين.
والآية الكريمة هي قول الحق تبارك وتعالى:
( 72 )   وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
( 73 )   وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
( 74 )   يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
[سورة آل عمران].
ألم أقل لك أخي القارئ أن تلك الحالة ما كانت لتغيب عن إله السماوات والأرض الذي لا تغيب عنه غائبة في السماوات والأرض .
وهنا تبين لنا الآية الكريمة أن ما فعله ذاك الشاب الذي استضافه رشيد قد حصل في عهد النبوة الشريفة وما كان ليؤثر على دين الإسلام ونشر الله تعالى دينه في بقاع المعمورة حيث ما شاء، فاليهود وأهل الكتاب قد فعلوا مثلما فعل رشيد من قبل وكانوا يظهرون الإيمان في وقت ثم فيما بعد يعلنون أنهم ارتدوا ويزعمون أنهم قد وجدوا في دين الإسلام أخطاء وما إلى ذلك كما ادعى هذا الشاب في حلقة رشيد النصراني.
فأنزل الله تعالى تلك الآية الكريمة ثم ألحقها بآية ثانية أمر بها رسوله بأن يقول لها أولاء السفلة أن الهدى بيد الله وحده (قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ) وهنا يبين الله تعالى أن الهدى إنما هو بيد الله وحده
وأحب أن أقول لرشيد وضيفه أنه وعندما سبقهم أمثالهم من أهل الكتاب إلى ما فعل رشيد وضيفه الذي أظهر الإسلام في وقت ثم ادعى أنه انسلخ لأنه وجد أن دين الإسلام غير صيحيح، أن مثل هذه الحالات قد وقعت في أول الإسلام ثم استمر الإسلام بعدها ففتح مشرق الأرض ومغربها ليسقط الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، والآن يأتي رشيد ليقلد من كان أكثر منه علما وجمعا ونفوذا وقوة فهل ينجح طبعا لا ولن ينجح، أولا الهداية والضلال إنما هما بيد الله تعالى وحده وقال تعالى:
( 93 )   وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.
[سورة النحل].
وقال أيضا:
( 8 )   أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.
[سورة فاطر].
والحاصل بأنه ومهما فعل رشيد و وحيد وزكريا وعماري من إثارة الشبهات والشغب فلن ينالوا ما يرنون إليه حتى وإن جاءوا بمئة ألف من العباد ثم ادعوا بأنهم أسلموا ثم انسلخواعن إسلامهم، فمهما بلغ مكرهم من مبلغ فلن يجدي شيئا حتى وإن وصل أعلى من قمم الجبال،
وقال تعالى:
46 )   وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
( 47 )   فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.
[سورة إبراهيم].
وبالعودة إلى تفسير تلك الآية المباركة التي انطبقت على ما فعل رشيد وضيفه
قال ابن كثير:
( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره [ لعلهم يرجعون ] ) هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم ، وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح ، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس : إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين ، ولهذا قالوا : ( لعلهم يرجعون ) .

قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله تعالى إخبارا عن اليهود بهذه الآية : يعني يهود صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر وكفروا آخر النهار ، مكرا منهم ، ليروا الناس أن قد بدت لهم منه الضلالة ، بعد أن كانوا اتبعوه .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : قالت طائفة من أهل الكتاب : إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا ، وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا . [ وهكذا روي عن قتادة والسدي والربيع وأبي مالك ] .




.....
Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.