الرد على نظرية التطور

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أما بعد:
نظرية التطور أم التصميم الذكي؟
في الواقع لا تطور ولا تصميم ذكي إنما هو الخلق المباشر وبكلمة واحد (كن)

أذكر جيدا عندما كنت لا أزال طالبا في المدرسة الإعدادية وعندما وصلنا في كتاب العلوم إلى أصل الإنسان فمررنا 
بنظرية التطور الداروينية


 كنا أنذاك نضحك ونستهزء بداروين وبمن اتبعه وحذا نحو منحاه على الرغم من أننا كنا أطفال صغارا إلا أن تلك النظرية السقيمة لم تكن لتقنعنا بأن أصل الإنسان كان قردا أو أنه تفرع من مخلوق آخر وذلك بسبب أن عقل الإنسان حتى ولو كان طفلا فهو يقبل ما يكون منطقي كأن تقول له واحد زائد واحد يساوي إثنين فهذا ما يسارع العقل بتقبله أما وأن تقول له بأن الإنسان كان قردا في السابق فهذا ما لا يقبله العقل!
ولكن!
مالذي حدث بأن جعل من الكثير يقتنع بنظرية التطور ثم يتبناها؟ وهذا ما سنأتي عليه،
فمنذ أن أطلق داروين كتابه أصل الأنواع الذي حمل في طياته نظرية التطور حتى تهافت عليها الكثير من الناس ما بين العلماء والعامة وجلهم كانوا من الملحدين أو من المتشككين في الديانات الإبراهيمية، فالملحد أو المتشكك دائما ما يبحث عن الأسباب التي يرمي بها لتبرير إلحاده، كذلك أيضا فالمتشكك في دينه ذاك الذي يدعي بأنه يبحث عن الحقيقة أو بالأحرى هذا الذي في قلبه مرض ممن أحبوا مغادرة الحقيقة والواقع إلى الضلال وأوهامه.
إلى أن ظهرت نظرية التطور فكانت بمثابة طوق الأمان للملحدين وأشباههم بأن وفرت لهم السبب لتبرير إلحادهم وكفرهم بالله العلي العظيم.
وما لبث حتى اندفع نحوها الكثير من العلماء والأطباء والأدباء والأساتذة والمثقفين والمخرجين وكتاب السنايرو والرسامين ووو إلخ.. وكلهم من الملحدين طبعا، حتى راحوا يسقطون على تلك النظرية العقيمة نظريات أخرى ثم محاولة تدعيمها بقوانين منطقية وعلمية على اختلافات تخصصاتها،
دعني أعطيك مثالا للتوضيح:
لو قلت لك: 1+6=37
فمن الطبيعي بأن تقولي هذا خطئ لأن النتيجة غيرة منطقية!
فكيف لي بأن أقنعك؟ فالعقل البشري لا يقتنع بسهولة ولكن من السهل خداعه والاحتيال عليه، وفي هذه الحالة سأعود لأقدم لك المسألة بشكل مختلف ثم لأقول لك: 1+ج+ع+6=37
ثم سأقول لك:
ج=15
ع=15
وما حصل بأني خدعتك فأعدت تقديم المسألة بشكل منطقي حتى يستطيع عقلك تقبلها، ولكن ما الذي يضمن لك بأن عين تساوي 15 وجيم أيضا؟
ف جيم وعين هما عددان مجهولان غير معروفان ولكن نحن افترضنا لكل منهما رقم معين حتى يتقبل العقل ولكنهما مجهولان.

ونفس الشيء يحصل مع نظرية التطور حيث يستفحل العلماء من الملحدين لإلباثها ثوب الصحة بشتى الوسائل والسبل وحتى ولو كان ذلك مخالفا لما بين أيديهم من قوانين علمية منطقية وكونية.
فحقيقة نظرية التطور هي أشبه بأن يقول أحدهم بأن الدجاجة تبيض حمارا!
يا أخي هذا مستحيل فكيف للدجاجة بأن تبيض حمارا
سيقول بالتأكيد هي لم تبضه هكذا إنما عبر مليارات السنين ثم يبدئ بوضع المجاهيل كما ضربنا في المثال السابق ثم ليبدئ بتعريفها على هواه فيُسخر لذلك كل ما يستطيع ويطوع كل ما لديه من إمكانيات ليضع لها الأرضيات المناسبة حتى يجد لها موطئ قدم بين المجمعات والمحافل العلمية.
فنظرية التطور من أساسها ولدت ميتة ولكن حاجة العلماء الملحدين لها هي التي أبقتها إلى الآن.
وعبر الوقت قاومها الكثير من العلماء ما بين متدينين وغير متدين فالنظرية مرفوضة للعقل والمنطق والعلم بشكل قطعي ولا يقبلها إلا متوهم، إذ لا يعقل للإنسان بشكل خاص بأن يأتي أو يوجد على هذه الأرض عبر التطور كما ادعاه داورين وغيره أو بالأحرى كما توهموا به، حتى أن العلماء الرافضين لتلك النظرية العقيمة قد حاربوها بشكل علمي ومنطقي وعقلاني وبينوا بالبراهين بطلانها وكتبوا عنها الكتب والمقالات حتى امتلئ المحتوى على الإنترنيت بما أغنى عن إعادة نشره هنا، ولكن يمكن الاكتفاء بإيراد دليل واحد على نسفها وتدميرها.

قال الله سبحانه وتعالى:
( 8 )   أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ
( 9 )   وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ
( 10 )   وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
سورة البلد.

يبين لنا الله سبحانه بأنه خلق الإنسان ثم جعله يتمتع بالكثير من الأشياء فميزه بذلك عن باقي خلقه بكثير من النعم ما لا يمكننا إدرجها هاهنا لكثرتها، ولكننا سنكتفي بشكل مبدئي بما ذكره الله تعالى في هذه الآيات المباركات، فالآيات تبين بأن الإنسان يتمتع بعنين مميزتين ذلك بأنه المخلوق الوحيد على هذه الأرض القادر على رؤية الألوان السبعة أما باقي الحيوانات فلا ترى الأشياء بألوانها كما يراها الإنسان، ثم لسان وشفتين دلت على منة الله على الإنسان بأن أنطقه فجعله ينطق ويتكل الألف واللم والميم ويتحدث كما أنه المخلوق الوحيد الناطق على هذه الأرض بغض النظر عن الجن، ثم عطف الله سبحانه وتعالى على الآيات بأن قال وهديناه النجدين فدل ذلك على أن المخلوق الوحيد القادر على هذه الكوكب بأن يميز بين الخير والشر على سبيل المثال فإن الحيوان لا يميز بين الخير والشر فلا يوجد هذا المنطق في حياتهم فعالمهم مبني على الغرائز فإما هجوم للطعام أو هروب للحياة ضف إلى ذلك فلهم ما بقي من الغرائز كالصيد والهرب والجوع والشبع والأمومة واللغب والفضول والعاطفة فالحيوانات تعيش بناء على فطرة معين تناسبت مع حياتهم للبقاء.

والآن دعنا نرجع بشكل عكسي ونوجه للملحد الذي تبنى نظرية التطور تلك الأسئلة:
قال تعالى:
( 10 )   وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
.......
والسؤال للتطوريين: كيف استطاع الإنسان أن يميز بين الخير والشر؟
وما هي الطفرات التي حدثت حتى كونت له الشعور الذي جعله يميز بين الخير والشر؟
فالإنسان ومنذ طفولته يستطيع أن يميز بين الخير والشر وهذا مثبت بشكل علمي، ولن يستطيع التطوريون الإجابة على هذا السؤال إلا اللف والدوران والإحتيال.
والجواب طبعا في الآية الكريمة لأن الله سبحانه وتعالى هو من جعل الإنسان يميز بين الخير والشر وذلك بأن هداه النجدين،
وفي الحديث المرسل:
عن أبي رجاء قال : سمعت الحسن يقول : ( وهديناه النجدين ) قال : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " يا أيها الناس ، إنهما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

وكذا رواه حبيب بن الشهيد ، ويونس بن عبيد ، وأبو وهب ، عن الحسن مرسلا . وهكذا أرسله قتادة .

السؤال الثاني:
قال الله تعالى:
( 9 )   وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ
..........
والسؤال للتطوريين: كيف استاطع الإنسان النطق فأصبح متكلما متحدثا وأصبح لديه الكثير من اللغات؟
وما هي هذه الطفرات التي أحدثت هذا التغير؟
ولا جواب للتطوريين ذلك بأنهم لا يملكون إلا الخداع والكلام الفارغ.
والجواب في الآية الكريمة طبعا فالله سبحانه وتعالى هو الذي جعل الإنسان ناطقا.

وقال الله سبحانه:
( 22 )   وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ.
سورة الروم.

ثالثا:
قال تعالى:
( 8 )   أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ
.............
وكما ذكرنا سابقا أن الله سبحانه قد جعل الإنسان يتمتع بقدرة على الإبصار مميزة عن باقي المخلوقات إذ أنه يرى الأشياء بألوانها السبعة وبأدق تفاصيلها بغض النظر عن المخلوقات الدقيقة ولكن الإنسان لا يزال يرى تلك المخلوقات الدقيقة بأدق تفاصيلها وذلك عبر المكبرات.

وهنا سنأخذ وقفة صغيرة حيث أن عين الإنسان وحدها كفيلة بإسقاط نظرية التطور ونسفها عن بكرة أبيها.
أخي القارئ ركز معي وافتح عينك جيدا:
هذه هي عين الإنسان أمامك وتتألف عين الإنسان تقريبا من ثمانية أجزاء مرتبطة ومترابطة في بعضها البعض من حيث التناغم والأداء وهي القرنية والحدقة والقزحية والعدسة والجسم الأبيض الصلب والشبكية والمشيمة والعصب البصري وسنضيف إليهم الجسم السائل الزجاجي والجسم الهدبي وقنوات التصريف وسنكتفي بذلك علما لا يزال هناك من أجزاء العين المحيطة،
وما ذكرناه من أجزاء عين الإنسان كله مترابط بعضه ببعض ولا يكمن للعين بأن تتم أو تقوم بوظيفتها في حالة خسارة جزء واحد أو تعطله وهذا أمر مستحيل على سبيل المثال لا يمكن الرؤية دون الشبكية ولا دون العصب البصري ولا دون القزحة كذلك القرنية والعدسة
وضف إلى ذلك فالجسم الهدبي وهو جسم صغير يتموضع داخل العين ومهمته بأن يفرز السائل الذي يغزي الأجزاء الأمامية من العين كما أنه يحافظ على شكل العين البيضوي المستدير وفي حالة فقدانه تموت الأجزاء الأمامية للعين كما أن العين يصبح حجمها صغير بعد أن ينخفض ضغطها مما يتسبب ذلك بالتهاب الشبكية ومضاعفات أخرى ليتسبب بذلك العمى وفقدان الإبصار، كذلك فالجسم الهدبي عندما يفرز السائل فإن هذا السائل يحتاج إلى تصريف وفي حال عدم تصريفه يحدث ما يسمى بالماء الأسود أو الجلوكوما عافان الله تعالى من تلك الأمراض، فيحدث بذلك ارتفاع في ضغط العين مسببا بدور الضغط على العصب البصري حتى يتلفه والنتيجة العمى وفقدان البصر والعياذ بالله تعالى، ومن أجل ذلك فقد جعل الله سبحانه وتعالى بلطفه قنوات ليصرف من خلالها هذا السائل المفرز ثم جعل بين الجسم الهدبي وقنوات التصريف ميزات بيحث يحافظ على ضغط العين عن الحد أو المستوى الطبيعي حتى لا يحدث الضرر.
وبعد هذا كله ستعرف أخي القارئ بأن عين الإنسان لا يمكن لها ولا بأي شكل من الأشكال بأن توجد عبر ما يسمى بالتطور، ولا تفسير لها إلا بأنها جاءت دفعة واحدة بحيث ركبها الله سبحانه وتعالى خلية خلية ثم أذن لها بأن تعمل تماما كما يحدث مع الجنين في رحم أمه، فأجزاء العين مرتبط بعضها ببعض ارتباط إجباري بحيث لا يمكن لجزء بأن يعمل دون الآخر، ولا يعقل بأن يكون الإنسان كما ادعى التطويريين المتوهمين فمثل كان في البداية أعمى ثم حصلت طفرة فأصبح لديه عصب بصري ثم طفرة فوصلت العصب بالدماغ ثم طفرة فجعلت أول خلية للقرنية ثم واحدة فركبت الخلية الأخرى على أختها في القرنية ثم مليار طفرة حتى أحدثت الجسم الهدبي ومليار طفرة حتى أحدثت الشبيكية، هذا أمر مستحيل ولا يقول به إلا شخص متوهم يعيش في خرافات الأوهام.
وعلى مبدأ العين كذلك القلب وأجزائه وكذلك السمع وأجزائه وكذلك الكليتين وأجزائها وكذلك الجهاز التناسلي وأجزائه وكذلك الإنسان وأجهزته والرجل وامرأته والطفل وأمه الخ..

وقال تعالى:
( 36 )   أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى
( 37 )   أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ
( 38 )   ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ
( 39 )   فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ
( 40 )   أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ
سورة القيامة.

وقال أيضا:
( 1 )   هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا
( 2 )   إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
( 3 )   إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
سورة الإنسان.

يتبع إن شاء الله تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا


Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.