الرد على من رمى أم المؤمنين عائشة بالزنا

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أما بعد:
سنرد على الذين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وشرفه، من الشيعة وغيرهم الذين يرمون أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها بالزنا والعياذ بالله -تعالى-، إنها أم المؤمنين عائشة الطاهرة الوحيدة من بين أمهات المؤمنين التي ولدت مسلمة.



وما يزيد الذنب قبحا أن ها أولاء الملاعين وعندما يرمون أم المؤمنين بالباطل لا يتوانون عن الاستشهاد بالقرآن الكريم،
وتحديدا في قوله تعالى:
(10) - ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.
[سورة التحريم].

ثم أنهم يؤولون الآية فيقولون أن كلمة الخيانة هي الفاحشة، فيقولون أن فاحشة الزنا أمر وارد بحق زوجات الرسل علين السلام.

لعنهم الله وغضب عليهم على ما يرمون به أم المؤمنين من زور وبهتان باطل.

ثم يقولون أن البراءة التي أنزلها الله تعالى في سورة النور لم تكن لعائشة إنما هي لِ أم المؤمنين ماريا رضي الله تعالى ا بعد أن افترت  عليها عائشة بتهمة باطلة.
وهذا كله زور وباطل لا يصح.

الرد:
قال -تعالى-:


(57) - إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا 
وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا
[سورة الأحزاب].

الرد بسيط جدا وسهل وبآية واحدة فقط شأنها أن تنسف كيان ها أولاء التافهين،

أولا دعنا نعقب على خيانة امرأة نبي الله نوح عليه السلام وخيانة امرأة نبي الله لوط عليه السلام،
الآية الكريمة:
(10) - ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.
[سورة التحريم].

ولو توقفنا عند كلمة خيانة فهي لا تعني بالضرورة الفاحشة فهي بكل بساطة تدل على أن شخص ما كان على عهد أو ميثاق معين فنقضه خفية وتصرف بعكسه،
ولا يوجد في الآية الكريمة ما يدل بشكل أو بآخر على أن زوجتا النبيان المذكوران كانتا تأتيان فاحشة الزنا.
كما أن الآية الكريمة بكل بساطة تدل على أن زوجة نوح وزوجة لوط كانتا في البداية مؤمنتين قد بايعتا الرسولان نوح ولوط عليهما السلام على الإيمان، ثم أن النبيان قد أخذا على الزوجتان ميثاق على الإيمان فهذه هي عادت الأنبياء في دعوتهم فهم يأخذون الميثاق على الفور ممن صدق دعوتهم.
ثم حصل في ما بعد خيانة من قبل الزوجتين لما أُخذ عليهما من ميثاق فنقضتاه ثم جنحتا بالعمل بما يخالف أو يضاد لدعوة الرسولين عليهما السلام، هكذا تعني كلمة (خيانة) الواردة في الآية الكريمة، بمعنى كأن يخون الوزير الملك.

وقال ابن كثير في تفسير الآية:
يقول تعالى ذكره: مَثَّل الله مثلا للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط، كانتا تحت عبدين من عبادنا، وهما نوح ولوط فخانتاهما.ذُكر أن خيانة امرأة نوح زوجها أنها كانت كافرة، وكانت تقول للناس: إنه مجنون. وأن خيانة امرأة لوط، أن لوطًا كان يُسِرّ الضيف، وتَدُلّ عليه.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سلمان بن قيس، عن ابن عباس، قوله: (فَخَانَتَاهُمَا ) قال: كانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون. وكانت امرأة لوط تَدُل على الضيف.حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا إسماعيل بن عمر، قال: ثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قيس، قال: سمعت ابن عباس قال في هذه الآية: أما امرأة نوح، فكانت تخبر أنه مجنون؛ وأما خيانة امرأة لوط، فكانت تَدُلّ على لوط.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي عامر الهمداني، عن الضحاك (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ) قال: ما بغت امرأة نبيّ قط (فَخَانَتَاهُمَا ) قال: في الدين خانتاهما.حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) قال: كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سرّ نوح، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، فكان ذلك من أمرها؛ وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوطًا أحد خبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) .
..//انتهى//..

اذا فالخيانة هاهنا هي الخيانة لميثاق النبي من بعد الإيمان بدعوته وتصديقه، ولا تدل الآية الكريمة ولا بأي شكل من الأشكال على أن زوجتا النبيان عليهما السلام كانتا تأتين فاحشة الزنا، بل إنما هي خيانة لميثاق التصديق والإيمان.

ولكن الله سبحانه وتعالى قضى بأن لا تعادل نساء العباد العامة نساء الرسل والأنبياء، بمعنى أن زوجة الرسول أو النبي أرفع درجات من حيث المكانة من بين النسوة العامة وذلك تكريما لأنبيائه ورسله فالرسول يعمل ويفني جسده وعمره في سبيل الله وسبيل الدعوة إلى عبادة الله الواحد الاحد، فالرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه هم أرفع درجات من عامة العباد، لذلك قضى الله تعالى أن يرفع درجات أزواجهم أيضا تكريما منه سبحانه لرسله وأنبيائه.


ولكن الله سبحانه وتعالى قد قضى أمرا أعظم من ذلك، وهو بأن رفع درجات أزوج رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن نساء العالمين ونستثني منهن مريم أم المسيح عليهما الصلاة والسلام.

وقال -تعالى-:
(32) - يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا.
[سورة الأحزاب].

لاحظ كيف يخبر الله -تعالى- عن مكانة أمهات المؤنين،
وقال أيضا:
(6) - النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا.
[سورة الأحزاب].

هل رأيت أني القارئ مكانة زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام إنهن أمهات المؤمنين فكل واحدة منهن هي أم لأعداد هائلة من المسلمين لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى.

ولو عدنا قليلا لما ورد ذكره في زوجة نوح عليه السلام وزوجة لوط عليه السلام ثم بحثنا حول هاتين المرأتين في كتاب الله تعالى لوجدنا أن كل واحدة منهن قد أصابها عذابا أليما في الدنيا، فالأولى قد غرقت مع قومها والثانية قد أصابها ما أصاب قوم لوط والعياذ بالله العلي.
وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه العزيز عذاب امرأة لوط عليه السلام،
في قوله تعالى:
(81) - قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ.
[سورة هود].
وفي قوله تعالى:
(56) - فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
(57) - فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ
(58) - وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ.
[سورة النمل].
وفي قوله تعالى:
(32) - قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ.
[سورة العنكبوت].

والحاصل من هذا كله أن امرأة النبي أو الرسول إن خانت الميثاق أو أتت إحداهن بفاحشة فلابد للعذاب أن يصيبها في الدنيا لا محال، هكذا قضى الله تعالى،
وقال الله سبحانه:
(30) - يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا.
[سورة الأحزاب].

ولكن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عاشت حياة طيبة وتوفيت عن عمر ناهز 66 بعد أن روت ما يقارب 2210 أحاديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
………

والرد من وجه آخر:

من سورة النور،
وهي قوله تعالى:
(3) - الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
[سورة النور].

فمن رمى أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها بالزنا، كأنما يرمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك والعياذ بالله تعالى.

لأن الزاني لا ينكح إلا زانية والزانية لا ينكحها إلا زان، وقد حرم الله تعالى ذلك على المؤمنين، ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله تعالى عصمة تليق برسوله الكريم فاصطفى له خيرة نساء العالمين ليكن أزواجا له وأمهات للمؤمنين، فرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليس كأي رسول أو نبي بل هو خيرة الأنبياء والمرسلين وخاتمهم.
ونختتم ببراءة أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاه، حيث أن الله تعالى برأها بنفسه من تلك التهمة الباطلة، وقال -تعالى-:
(11) - إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(12) - لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ
(13) - لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
(14) - وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(15) - إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
(16) - وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
(17) - يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(18) - وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(19) - إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
(20) - وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
[سورة النور].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.