الرد على من استهزأ ب سلسة ذرعها سبعون ذراعا

 بينما كنت اتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي إذ يظهر لي أحد الفيديوهات لمنصر نصراني يستهزئ بقول الله -تعالى-: 

-   ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32).

سورة الحاقة.


إن الرد على ما استهزئ به المنصر، هو في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي وصف فيها كيف يكون حجم الكافر الذي يدخل النار، فالكافر لا يلقى في جهنم أو يدخلها بحجم الإنسان الطبيعي. لا هيهات هيهات، بل يدخلها أو يُلقى فيها فيكون حجم جسده وكتلته هائلتان والعياذ بالله ، فكلما زادت مسافة الحرق في الجلد واتسعت كلما زاد الألم. فهناك اختلاف بين حرق مساحته واحد سنتميتر وأخر مساحته عشرة سنتيميتر فالحرق الأكبر هو الأشد ألما.

لذا فإن الكافر عندما يدخل النار أو يلقى فيها يجعل الله له جسدا كبيرا هائلا أولا ليذوق مقدارا أكبر من العذاب ومنها لأن جسد الإنسان العادي يعتبر صغير للنار فهو يذوب بسرعة.

وقال -عليه الصلاة والسلام-:

ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع.

رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضا:

إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار، حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد.

رواه أحمد مرفوعا.


وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة".

رواه الترمذي.


يجدر التنويه أن اللغة العربية تحتمل ذكر الأرقام في كثير من المواضع بهدف المبالغة في الشيء وليس على سبيل الدقة، والغالب أن حجم الكافر لهو أكبر من هذا الوصف بكثير والله أعلم.


وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة" .

أخرجه الحاكم وأحمد.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث.

أخرجه مسلم في صحيحه.


طبعا وكما قلنا الأرقام أو الأحجام التي حددها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلها جاءت على سبيل المبالغة في الشيء لا على سبيل الدقة أو الحصر. وهذا ما يفسر السبب في اختلافها من رواية إلى رواية أخرى في الأحاديث.


هل يوجد في القرآن الكريم ما يقوي أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نعم 


قال الله -تعالى-:

( 61 )   عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ.

سورة الواقعة.


وقال ابن كثير:

(على أن نبدل أمثالكم) أي : نغير خلقكم يوم القيامة ، ( وننشئكم في ما لا تعلمون ) أي : من الصفات والأحوال.

//انتهى//


وقال أبو جعفر الطبري:

وقوله: (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ) يقول: على أن نُبَدّل منكم أمْثالَكَمْ بعد مهلككم فنجيء بآخرين من جنسكم.


وقوله: (وَنُنْشِئَكُمْ فِيمَا لا تَعْلَمُونَ ) يقول: ونبدلكم عما تعلمون من أنفسكم فيما لا تعلمون منها من الصور.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (وَنُنْشِئَكُمْ ) في أي خلق شئنا.

//انتهى//

 

وعلى ذلك فإن السلسلة التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه والتي توعد بها الكفار كعذاب أليم يوم الحساب والتي حجم الحلقة الواحدة منها يعدل سبعين ذراعا سواءً أكان بطول ذراع الملاك أم بطول الذراع المعروف لدينا الذي يبلغ حوالي السبعين سنتيمتر، فأيً ما كان حجمها لا شك أنها ستكون مناسبة للكافر وعلى مقاسه.

وأما عن كيف يُعذب الكافر بها يوم الحساب، فهذا ما تقشعر له الأبدان خوفا وفزعا لشدة عذابها، 


  فإن أمر المولى -سبحانه وتعالى- زبانيته بعبد كافر أن يعذبوه، فأن الزبانية تسحب ذلك العبد على وجهه يضربونه ويشتمونه بأشنع الألقاب والأوصاف، حتى إذا أٌحضِر لتلك السلسلة، ففي مقدمة السلسلة قضيب معدنية مثل الخازوق (لا حرج) مدبب من مقدمته ثم يتسع حتى يتساوى مع عرض الحلقة (سبعين ذراع) فإن وصل الكافر إليها، غرزت الملائكة الكلاليب والخطافات في مؤخرته ثم يضبطون دبر الكافر على رأس قضيب السلسلة ثم تبدأ الزبانية بحشر وسلك ذلك الكافر في السلسلة، قسم من الزبانية يشد الكافر من دبره وأرجله بالكلاليب وآخرون يضربون رأسه حتى تخرج حلقة السلسلة الأولى من فمه ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب بل إن الزبانية لتسلك ذلك الكافر من أول السلسة الى آخرها أو المكان المحدد له في السلسلة، حيث يتم سلك العديد من الكفار في سلسلة واحدة فإن اكتفت تلك السلسلة، فإن السلاسل في الجحيم وفيرة بكثرة. اللهم أجرنا من النار وعذابها.



Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.