احصل على ماستر كارد بطاقة ائتمان ذهبية


إني في صدد التكلم حول أخطر موضوع يمكن أن أتطرق إليه، لدرجة أن خطورته قد توصف بالفائقة، لِما تنعكس سلبا وشرا على الإنسان. بحيث يمكن تلخيصها في شقين، الأول وهو ما يلحق فاعله أو مقترفه من غضب الله -تعالى- وسخطه، والذي إن وقع بالعبد والعياذ بالله -تعالى-، فإنه يقع لا يحيد ولا يرجع.

أما الشق الثاني، فهو ما يتبع فاعله من أمور سلبية بغيضة ومشاكل مستعصية في حياته قد لا يكون لها حل ولا بأي شكل من الأشكال، وقد تذهب بصاحبها إلى حد الانتحار.




عن الربا أتكلم، حيث أن أبعاد خطورته إذا ما تحريناها، علمنا أنها كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معاني.

ودعنا نوضح الأمر لكي نعي، لماذا حرم الله -تعالى- الربا على عباده.

قبل أن يخلق الله -تعالى- السماوات والأرض، كتب جميع المصائب على عباده، إضافة إلى جميع الحوادث التي وقعت وستقع في الأرض،

وقال -تعالى-:
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22).
سورة الحديد.

ثم شرع الرب سبحانه وتعالى في خلق السماوات والأرض، ولما كان اليوم الرابع من أيام خلق الأرض، قدر الله -تعالى- جميع الأقوات والأرزاق لجميع عباده، مراعيا بذلك ما كتبه من مصائب عليهم (أي المصائب التي تصيب في الأموال أو ما يدفع المرء لأن يدفع المال بسببها).
وقال الله -تعالى-:
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10).
سورت فصلت.

وروى البخاري ومسلم:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكَتْب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ... الحديث.

وما نستنتجه من كلام الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم، بأن المال تحديدا إنما هو أمر قد قدره الله -تعالى- وقسمه، بحيث أنه سبحانه جعل لكل عبد من عباده مبلغا معينا من المال أو رزقا، لا يزيد ولا ينقص.

على سبيل المثال، فإن فلان من الناس يعدل دخله السنوي عشرة آلاف دولار، هذا يعني بأن هذا الشخص لن يستطيع أن يحصل على أكثر مما كتب الله -تعالى- له من الرزق، ولا بأي شكل من الأشكال.

هنا وبعدما اتضحت لنا الصورة، ظهر لنا تحريم الربا على أنه لم يأتي عن عبث، إنما حرمه من خلق السماوات والأرض وهو الله -تعالى-، الذي قدر أقوات عباده وأرزاقهم أجمعين.

فالمال ليس نبعا كما يتراءى لبعض الحالمين في مخيلاتهم، إنما هو رزق مقسوم ومعلوم عند الله -تعالى-، سبق وأن قدره الله -تعالى- لكل عبد من عباده على حدا، ومن أجل هذا فإنه لمن الطبيعي، أن نجد الله -تعالى- يسأل عباده عن الزكاة والصدقات، كما وينهاهم عن الربا، لأنه سبحانه هو يعلم أن الرزق والمال أمر مقسوم، فهو من قسمه وقدره وجعله في حدود معينة. وعلى الرغم من أنه هو الله الرزاق، الذي يرزق من يشاء بغير حساب ومتى يشاء، ولكنه سبحانه لئن يعطي عبده قصرا كبيرا في الجنة أحب إليه من أن يبسط له الرزق في الدنيا، لأن بسط المزيد من الرزق في الدنيا، ينجم عنه مزيدا من الشر الطغيان والقتل وكثيرا من المعاصي،
وقال الله -تعالى-:
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)

لذلك فإننا نعود إلى أن الرزق أمر مقسوم معلوم محسوم لا يزيد ولا ينقص، إلا أن يشاء الله -تعالى-، ولكن في الغالب أنه رزق مقسوم بقدر.
وقال الله -تعالى-:
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21).
سورة الحجر.

ومن أجل تلك الأسباب، فلا يذهبن شخص ما إلى المرابي، لكي يقترض مبلغا ما من المال مع الفائدة الربوية. فإنه عند ذلك قد جلب لنفسه شرا مستطيرا لا قبل له به. لأنه سيدفع الفوائد الربوية مما قدر الله -تعالى- له من رزق مقسوم. الأمر أشبه بمن ذهب إلى الغابة وأطعم نفسه للوحوش والحيوانات المفترسة.

وقد تبلغ الفوائد الربوية في بعض الأحيان ثلث رزقه المقسوم أو قد تصل إلى أكثر من النصف، ويصبح الأمر أكثر تعقيدا عندما يكون المقترض شخصا متزوجا ولديه أطفال، فهو بذلك يستنزف رزقه وأرزاقهم بغير نفع فيحرمهم مما كتب الله -تعالى- لهم.


لذلك فإنك ستسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (" الربا وإن كثر , فإن عاقبته تصير إلى قلة). صحيح الجامع.

ولا يتذاكى أحد ما فيقولن أقترض بما أستطيع تسديده. وهنا أعلل لماذا أوردت ذكر المصائب التي كتبها الله -تعالى- قبل خلقه للسماوات والأرض.
ذلك أن هذا الشخص الذي تعمد أن يقترض بالفائدة الربوية في ضمن حدود استطاعته، فإنه لا يعلم ما كتب الله -تعالى- له من مصائب قد تصيبه في ماله أو رزقه أو حتى جسده، فتجعله إما أنه لم يعد قادرا على العمل، فيعجز عن السداد. أو أن يمرض هو أو أحد أولاده أو ذويه، فيُجبر على دفع الأموال بغية علاجهم. فكيف سيسدد؟، عند ذلك فإن الفائدة الربوية ستربو كما يربوا السرطان في جسم المريض، بل إن المبلغ سيتصاعد ليصل أرقام صادمة، وسيعلم المقترض عندها أنه قد ظلم نفسه ظلما كبيرا، والكارثة الثانية أنه يدعو الله -تعالى- طالبا منه العون والمساعدة، ولعله لا يجد أية إجابة، لأن أحد أهم شروط استجابة الدعاء، والتي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أن يطيب المرء مطعمه وملبس وما إلى ذلك. في حين أن المقترض بالربا قد جلب لنفسه مالا مصدره حرام بحت، لذلك فإن الشرط لاستجابة الدعاء قد سقط ولم يتحقق. إلا أن يشاء الله فيرحم ذلك العبد الذي ظلم نفسه.
فالأمر أشبه ما يكون، كالذي دخل حديقة الرب المقدسة ثم أتلف أزهارها وحرق أشجارها وقتل طيرها وأفسد فيها فسادا عظيما.
فلا يعتدين أحدما على قدر عمره أكثر من عشرين مليار سنة.

فلا تبحث عن بطاقة بنكية تقرضك الأموال بغير فوائد فإنها غير موجودة، ولا يوجد إلا بطاقات ستدفع بمقتنيها إلى سوء العذاب.



ولا تدع المجال لرغبة ما لشراء سلعة ما، كشراء سيارة أو جهاز جوال أو كسوة ما من موقع ما، عبر بطاقات الائتمان الربوية كالماستر والفيزا كارد وغيرها. أو أن تشتري من بعض المواقع أو المتاجر التي تبيع السلعة بالتقسيط مع الفوائد الربوية، وإلا فاعلم أنك قد ظلمت نفسك ظلما كبيرا.

واعلم أن الربا شر قد فاق المستطير، وأنه لطالما كان هو اللاعب الأساسي في إشعال الحروب وتفشي الأمراض والمجاعات والفقر والزنا والميسر وشرب الخمور وقتل النفس وأكثر من ذلك.
واعلم أن المرابي إنما هو شخص ذو قلب قاسٍ خالِ من الرحمة، وأنه لا يتوانى عن دفع من اقترض منه المال إلى الانتحار أو بيع أعز ما يملكون، ابتغاء منه لتحصيل أمواله.
 كما أن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي فاقت خسائرها البشرية أكثر من سبعة وثمانين مليون نسمة، وما يعادلهم أو يفوقهم عددا من مصابين مشوهين وعاجزين. ولم يشعل تلك الحربين إلا المرابين أصحاب البنوك الربوية، بغية منهم بجعل الدول تقترض منهم القروض الربوية، مستغلين حاجة تلك الدول الماسة لشراء السلاح ودعم الجيوش ماديا.
تصور أن ها أولاء المرابين لم يكترثوا إلى الكوارث العظيمة، التي حلت بالإنسانية، لم يكترثوا بالنساء اللائي ترملوا والولدان الذين تيتموا والمصابين والجرحى وما إلى ذلك.. ولم يعيروا المرابين أي اهتمام لما نتج عن أطماعهم من طامات كبرى حلت بالبشرية.
ولذلك فمن كان لديه رغبة في الاقتراض بالفائدة، لأجل رغبة ما لشراء سلعة ما، فليطمسن تلك الرغبة في نفسه، وليقل لنفسه إن كان معي اشتريت وأن لا صبرت حتى يصبح معي.
ضف إلى ذلك لمن أراد الدفع عبر الإنترنت في مواقع الشراء، فلقد تعددت وسائل الدفع البديلة عن تلك البطاقات الربوية.
على سبيل المثال يمكن اللجوء إلى الباي بال أو جوجل باي.

كما ويمكن أخذ العبرة من تلك الدول، التي اقترفت خطأ عظيما، عندما ذهبوا فاقترضوا من البنك الدولي قروضا مع الفوائد الربوية، حيث أنه لم يعرف أن دولة منهم قد انتعش اقتصادها، بعدما أقدمت على مثل هذا الفعل.
بل على العكس فإنك ستجد أن تلك الدول، قد حل فيها طامات اقتصادية كبرى، كتفشي البطالة وانخفاض قيمة العملة والتضخم، إضافة إلى تحول الشباب الى سبيل الإجرام كالقتل والسرقة. كما أن الفتيات يذهبن إلى الدعارة، حيث أن الفقر قد بلغ ذروته فيها.

واعلم أن الله -تعالى- قد أنزل في عدت مواضع من كتابه الكريم، يحرم الربا وينهى عنها ويتوعد مقترفها بأشد العذاب، لذلك فلا تفتح على نفسك حربا أنت الخاسر الوحيد فيها.

وقال الله -تعالى-:
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281).
سورة البقرة.

وقال أيضا:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132).
سورة آل عمران.

وقال أيضا:
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161).
سورة النساء.
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه بغير حق "). صحيح الجامع.

وبعدما قرأت ما قرأته وسمعت ما سمعته، فليس من العقل بأن يدير المرء ظهره ويصم أذنيه عما سمع ويغض الطرف عما قرأه من كلام الله -تعالى- وكلام رسوله، ثم ليذهبن لاقتناء بطاقة بنكية ربوية أو أن يقترض أو يشتري بالفائدة.
فإنه بذلك سيعترض على ما حرم الله -تعالى- وسيقر بذلك للمرابين وغيرهم بالأحقية.
عند ذلك فليتحمل عاقبة ظلمه لنفسه، ولا يقولن حين لا يدرئ المصائب عن نفسه، لماذا حصل ذلك معي، ولا يأتين ليقول إن الله ظالم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.