تفسير غريب القرآن لابن عباس رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين .
أما بعد :
قام فريق من المستشرقين بدراسة القرآن الكريم بقصد البحث عن أخطائه و ثغراته فلما عجزوا خرجوا فقالوا أن القرآن الكريم به كلمات غير عربية و ردوها الى لغات مختلفة مثل السريانية و الحبشية و الفارسية و العبرية الخ..
و هذه تهم باطلة لا صحة لها فالقرآن الكريم من الدفة الى الدفة عربي أنزله الله تعالى بلسان عربي مبين .
كما أن كل هذه الكلمات الغريبة ثابة في شعر العرب على أنها عربية بالدليل و البرهان .
رحلة مع ابن عباس و ما سأله نافع بن الأزرق عن غريب القرآن .
71-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ .
قال: الزوج: الواحد. والبهيج: الحسن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وكل زوج من الديباج يلبسه ... أبو قدامة محبوا بذاك معا.
72-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى .
قال: ذو شدة في أمر الله عزّ وجلّ وهو جبريل عليه السلام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
قد كنت أقريه إذا ضافني ... وهنّا قرى ذي مرة حازم.
73-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً .
قال: المعصرات: السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
تجرّ بها الأرواح من بين شمأل ... وبين صبا بالمعصرات الدوامس.
74-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ .
قال: العضد: المعين الناصر على أمره.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
في ذمة من أبي قابوس منقذة ... للخائفين ومن ليست له عضد.
75-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ .
قال: عجوز في الباقين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد الله بن الأبرص وهو يقول:
ذهبوا وخلفني المخلف فيهم ... فكأنني في الغابرين غريب.
76-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ .
قال: الأنصاب: الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها، والأزلام: القداح.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
فلا لعمر الّذي مسّحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد .
77-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ .
قال: يعرضون عن الحق، نزلت في قريش .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول:
عجبت لحلم الله عنا وقدا بدا ... له صدفنا عن كل حق مترّك.
78-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَأْسَ .
قال: لا تحزن يا موسى.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس وهو يقول:
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون لا تهلك أسى وتحمّل.
79-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ .
قال: يعني أن تحبس نفس بما كسبت في النار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:
وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا .
80-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلَمَّا أَفَلَتْ .
قال: فلما زالت الشمس عن كبد السماء.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري وهو يرثيه عليه السلام:
فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشّمس كسفت وكادت تأفل.
81-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ .
قال: الصريم: الذاهب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
غدوت إليه غدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصريم عواذله.
82-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ .
قال: لا تزال تذكر يوسف .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا ... وقد غاله ما غاله تبع قبل.
83-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ .
قال: مخافة الفقر.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وإنّي على الإملاق يا قوم ماجد ... أعدّ لأضيافي الشّواء المصهّبا.
84-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَدائِقَ وَأَعْناباً .
قال: الحدائق: البساتين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
بلاد سقاها الله أمّا سهولها ... فقضب ودر مغدق وحدائق .
85-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً .
قال: قادرا مقتدرا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الزبير بن عبد المطلب وهو يقول:
وذي ضعن كففت النّفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا .
86-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا .
قال: السري: النهر الصغير وهو الجدول.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
سهل الخليقة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار.
87-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما .
قال: لا يثقله حملهما عز وجل.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
يعطي المئين فلا يؤده حملها ... محض الضرائب ماجد الأخلاق .
88-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكَأْساً دِهاقاً .
قال: الكأس: الخمر. والدهاق: الملآن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أتانا عامر يرجو قرانا ... فأترعنا له كأسا دهاقا.
89-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ .
قال: الكفور النعم: وهو الذي يكفر وجده ، ويمنع رفده ، ويجيع عبده.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
شكرت له يوم العكاظ نواله ... ولم أك للمعروف ثمّ كنودا.
90-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ .
قال: يحركون رؤوسهم استهزاء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أتنغض لي يوم الفجار وقد ترى ... خيولا عليها كالأسود ضواريا.
91-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ .
قال: يقبلون إليه بالغضب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أتونا يهرعون وهم أسارى ... نسوقهم على رغم الأنوف .
92-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ .
قال: بئس: اللعنة بعد اللعنة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وإن تأنّفك الأعداء بالرّفد .
93-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ .
قال: غير تخسير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم وهو يقول:
فهل جدعوا الأنوف فأوهنوها ... وهم تركوا بني عد تبايا .
94-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ .
قال: قد تهيأ لك، قم فاقض حاجتي.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح»
وهو يقول:
به أحمي المضاف إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا .
95-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمٌ عَصِيبٌ .
قال: يوم شديد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
هم ضربوا قوانس خيل حجر ... بجنب الرده في يوم عصيب .
96-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ .
قال: الملائكة: لا يفترون ولا يملون عن العبادة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
من الخوف لا ذو سأمة من عبادة ... ولا هو من طول التعبّد يجهد .
97-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ .
قال: أبواب النار على الكفار مطبقة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تحنّ إلى أجبال مكّة ناقتي ... ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده .
98-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَيْراً أَبابِيلَ .
قال: ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وبالفوارس من ورقاء قد علموا ... أحلاس خيل على جرد أبابيل .
99-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ.
قال: حيث وجدتموهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم دواء .
100-قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً .
قال: النقع: ما يسطع من حوافر الخيل.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
عدمنا خيلنا إن لم تردها ... تثير النّقع موعدها كداء .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.