تفسير قوله تعالى وبلغت القلوب الحناجر

معنى قوله -تعالى-: (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ)، والآية كاملة:
(10)   إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.
[الأحزاب].

ومعنى قوله -تعالى-: (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ) أي ما حدث به المرء نفسه ودار في قلبه

قد أخرجه من فمه عبر حنجرته أي تكلم به، فيكون في هذه الحالة قد بلغ قلبه حنجرته أي تكلم بما في قلبه وأخرجه بعد أن نطق به أو تحدث حتى ولو كان بينه وبين نفسه وإن لم يسمعه أحد. والآية الكريمة قمة الإعجاز اللغوي.

ولاحظ المظلل باللون الأصفر والأخضر أيضا في قوله -تعالى- في سورة آل عمران:
( 154 )   ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.
[آل عمران].

فها أولاء يقال عليهم أن قلوبهم قد بلغت حناجرهم فبعد أن أصابهم من الله -تعالى- امتحان أو اختبار فتنوا به فراحوا يظنون بالله -تعالى- ما لا يليق به ثم فيما بعد ليخرجوا ما في قلوبهم وذلك بأن يتكلموا بما دار فيها من الظنون التي ظنوها بالله -تعالى- بما لا يليق به، فأخرجوا ما دار في قلوبهم من أفواههم عبر حناجرهم بعد أن تكلموا بها.


ولاحظ قوله -تعالى-: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فالعبد دائما في اختبار من الله -تعالى- وامتحان وقد يتم اختبار العبد ببلاء ما فإن كان قوي الإيمان ثبت ونهى نفسه عن الظن بالله -تعالى- بما لا يليق به وإن كان ضعيف الإيمان فإنه يبدئ بالظن بالله -تعالى- بما لا يليق به فإن لم ينهي نفسه عن ذلك زاد في أمره حتى يبدئ بالتكلم بما يضمر قلبه حتى ولو كان ذلك بينه وبين نفسه المهم أنه نطق بما في قلبه وعند ذلك يقال له بأن قلبه قد بلغ حنجرته وذلك لأنه تكلم بما في قلبه بفمه ولا يكون الكلام المسموع كلاما بلا حنجرة.


Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.