لماذا حرم أكل لحم الخنزير في الإسلام

لماذا حرم الله -تعالى- أكل لحم الخنزير؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

وقع جدال بيني وبين صديق لي نصراني سألني فيه،
لماذا أنتم المسلمين لا تأكلون لحم الخنزير؟ وما الحكمة من ذلك؟


ولا تقل لي بأنه ضار ويحوي جراثيم وديدان ولا تقل لي أنه حيوان ديوث لا يغار على أنثاه ولا تقل لي أنه قذر يأكل غائطه وروث الحيوانات الأخرى والجيف ولا تقل لي أنه يأكل أي شيء، ولا تقللي أنه مستودع الديدان وأنه نجس وقذر ونتن وذو رائحة كريهة الخ..
فأنا أعرف كل هذا ولكني لا أعتبرها أسبابا كافية ففي النهاية هو حيوان ويبقى كذلك،
أريد جوابا مقنعا غير ما سبق؟

قلت يا سبحان الله -العظيم- ألا يكفي كل ما ذكرته، وحدها اسباب كافيه!

الجواب:

ويبدأ بسؤال: لماذا خلق الله -تعالى- آدم؟
والجواب في قوله -تعالى-:
56 )   وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.
57 )   مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ.
[سورة الذاريات].
إذاً خلق الله -تعالى- آدم لسبب واحد فقط وهو لعبادة الله -تعالى- وتعددت أشكال العبادات لله -تعالى- من أهمها الطاعة، وطاعة الله -تعالى- تكون بسماع العبد لكلمات ربه على لسان رسوله، وتنفيذ أوامره والانتهاء عن زواجره وعدم تخطي حدوده وما إلى ذلك..

وقال -تعالى-:
13 )   تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.[النساء].

وقال أيضا:
52 )   وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ.
[سورة النور].

و يمكن أن نلخص الطاعة لله -تعالى- بقليل من الكلمات، بمعنى أن يأمر الله -تعالى- عبده بإفعل هذا ولا تفعل ذاك، إذهب إلى هنا ولا تذهب الى هناك، اشرب من هذا ولا تشرب من ذاك، كل من هذا ولا تأكل من ذاك.

وحتى يتبلور جوهر الطاعة لله -تعالى- في أذهاننا ونفهمه بشكل أوضح كان لابد لنا من العودة إلى الساعات الأولى من خلق آدم عليه السلام،
فبعد أن خلق الله -تعالى- عبده آدم وصنعه بيده تركه صلصالا عند باب الجنة، عرفت الملائكة لاحقا بعد أن أعلمهم الله -تعالى- بأن هذا المخلوق إنما هو للعبادة فقط وليس للهو أو التسلية، فإما أن يسمع كلام الله -تعالى- فيكون مطيعا فيجازيه الله -تعالى- ويكافئه، أو أن يكون عاصيا كافرا فليس له إلا النار.
ثم أن الله -تعالى- أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم إلا إبليس اللعين فلعنه الله -تعالى- وطرده وتوعده بيوم معلوم، وقال -تعالى-:
34 )   وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
[سورة البقرة].

ثم أن الله -تعالى- غرس كرامة آدم بيده وعلمه جميع الأسماء فأنطقه وأرسله إلى الملائكة ليسلم عليهم ويتحدث معهم، وقال -تعالى-:
31 )   وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.
[سورة البقرة].

ثم​ فيمابعد شعر آدم بشيء من الملل والوحشة، فخلق الله -تعالى- زوجةً لآدم، فامتلئ قلب آدم بالسعادة لِما شعر وأحس من نعمة الله -تعالى- وفضله، ثم أسكن الله -تعالى- آدم وزوجته في الجنة، ثم جاء الوقت الذي حدده الله -تعالى- مسبقا من أجل أول امتحان له وأول مهمة يتكلفها آدم فإما أن يطيع أو يعصي، وكان الاختبار الأول لآدم أن يفعل أي شيء ويأكل من كل الطعام والثمرات الموجودة في الجنة إلا طعاما واحداً ممنوع عليه وزوجته، فجميع الأشجار في الجنة وثمراتها حِلٌ لآدم إلا شجرةً واحدة محرم عليه أن يأكل منها، ولو سألنا أنفسنا سؤالا بهل يوجد في الجنة شجرة خبيثة أو نجسة والجواب يكون بلا طبعا، إنما كان مجرد امتحان واختبار لقلب آدم عليه السلام عبر الأمر "كُل من هذا ولا تأكل من ذاك"، وقال -تعالى-:
35 )   وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ.
[سورة البقرة].

وقال أيضا:
19 )   وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ.
[سورة الأعراف].

إلا أن آدم ومع الأسف عصى أمر الله -تعالى- فأكل من الطعام المحرم عليه بعد أن وسوس له الشيطان اللعين،
فغضب الله -تعالى- غضبا شديدا لما عصى آدم أمره وذلك بأنه أكل من الشجرة المحرمة عليه، ولاحظ أنه لم يرد في القرآن الكريم تعبير الطعام المحرم إنما جاء على سبيل الشجرة المحرم الأكل منها وذلك لأن ما حرم الله -تعالى- الأكل منه فهو ليس بطعام فالطعام هو أحل الله -تعالى- الأكل منه.
وقال -تعالى-:
22 )   فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ.
[سورة الأعراف].
ولاحظ كلمة "ذاقا" فبمجرد أن تذوق آدم من الشجرة وقع غضب الله -تعالى- عليه، وهذا الشيء ذاته يقاس على أي عبد قال في نفسه لا آكل الخنزير بل أتذوقه، فإن غضبا من الله -تعالى- أشد من الذي وقع بآدم سيقع عليه لا محال، ولاحظ أيضا بعد أن أكلا كلاهما من الشجرة بدت لهما سوئاتهما بمعنى أن الشجرة المحرم الأكل منها أورثتهما طبعا جديدا وهذا ما يدل على أن الإنسان قد يرث بعض طبائعه من الطعام الذي يأكل منه وإن أكل لحم الخنزير بالتأكد سيورث من يأكل منه الدياثة ويفقده الإحساس بغيرته على أهله وحرماته وهذا أمر أكيد لا محال.

ثم بعد أن فشل آدم في الاختبار وعصى أمر الله -تعالى- وأغضبه،
كان لابد للعقاب أن يشق طريقه بعد أن وقع الغضب عليه، وحصل بأن طرد الله -تعالى- آدم من الجنة وأهبطه إلى الأرض، لماذا؟ أولا إن الله -العظيم- لا يعصى له أمر وإنه الله -العلي الكبير- وإنه -رفيع الدرجات ذو العرش المجيد- وإنه خالق كل شيء، ولا يعقل للعبد إذا ما أمره الله -تعالى- أمرا أو نهاه عن شيء كأن يحرم عليه أن يأكل من شيءٍ ما ثم إن هذا العبد ينسى ويدير ظهره غير آنفا ثم يقترف ويستبيح ما حرم الله -تعالى- عليه بلا خجل ولا حياء، لذلك وقعت العقوبة بآدم عليه السلام لأنه عصى الله -تعالى- وأكل مما حرم الله -تعالى- عليه، وقال -تعالى-:
121 )   فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ.
[سورة طه].

وقال -تعالى-:
 36 )   فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ.
[سورة البقرة].

ولاحظ أخي القارئ أنه وبسبب أكل آدم لِما نهاه الله -تعالى- عنه طُرِدٙ من الجنة، لذلك لن يدخل الجنة من يأكل مما حرم الله -تعالى- ومن وضع في فمه ومعدته حراماً كلحم الخنزير أو كالخمر وما إلى ذلك..
ولو كان هناك من مكان في الجنة لمستبيح حرمات الله -تعالى- التي تُؤكل أو تُشرب لكان آدم عليه السلام أولى ولٙما طُرِدٙ منها، ولكن محال أن يدخل الجنة مستبيح حرمات الله -تعالى- إن لم يتب وينتهي، لأن الله -تعالى- غفور رحيم- وقد سبق وأن غفر لآدم خطيئته وإن الله -تعالى- لا يعظمه ذنب إلا أن يشرك به.
فبعد المعصية التي كانت السبب بإخراجه من الجنة ندم آدم عليه السلام ندما شديدا وراح يبكي ويلج في طلب العفو والصفح والمغفرة من الله -تعالى- ولا زال يستغفر حتى غفر الله -تعالى- لآدم، وقال -تعالى-:
37 )   فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
[سورةالبقرة].

لذا أخي القارئ فإن أتاك النصراني فسألك لماذا لا تأكلون لحم الخنزير؟ فقل له إن الله -تعالى- حرمه علينا فإن سألك لماذا؟ قل له ولماذا حرم الله -تعالى- على آدم أن يأكل من الشجرة، فإن قال إنها شجرة معرفة الخير والشر فقل له إن الخنزير يورث الدياثة والخنزرة أيضا.

ولما كان امتحان آدم واختباره بشجرة محرم عليه الأكل منها، شاء الله -تبارك- أن يعيد نفس الامتحان على أبناء آدم الذين هم عباد الله -تعالى- وذلك بأن يحرم عليهم ألا يأكلونٙ شيئاً معيناً ولكن هذه المرة لن يكون التحريم من الشجر أو النبات فقط بل سيكون من النبات والحيوان فجعل كل ما عُصر وصُنع خمرا مسكراً من النبات حراماً، وحرم من الحيوانات أخبثها وأنجسها وأرجسها وأقذرها كالخنزير أن يؤكل لحمه، والخنزير هو أنسب حيوان لهذا الاختبار فهو حيوان زبال قممام لا توجد فيه صفة حميدة سوى أنه ينظف الغابة من كل القمامات التي يستعصي على الحيوانات الأخرى أكلها فهو يأكل أي شيء حتى وإن كان روثا أووغائطا أو حتى جيفة تنهشها الديدان فجميع الخبائث والقاذورات والنجاسات يأكلها الخنزير ولا يبالي، ضف إلى ذلك سلوكه البغيض فهو من أكثر الخيوانات دياثةً إذ أنه لا يملك أدنى كرامة وذلك بسبب طبيعة مهمته إذ لا يمكن أن يعملها مخلوق إلا أن يجرد من الكرامة.

ثانيا:
وهل لحم الخنزير محرم دون غيره من اللحوم؟
لا طبعا فقد حرم الله -تعالى- على المسلمين أكل أنواع أخرى من اللحوم، وذلك في قوله -تعالى-:

( 3 )   حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
[سورة المائدة].

إذا كان لابد من أن يختبر الإنسان ويمتحن في طعامه ومن رحمة الله -تعالى- بالمسلمين أنه سبحانه لم يمتحنهم فيحرم عليهم من الطيبات شيئا إنما اقتصر التحريم على الخبائث فقط كلحم الخنزير وما أُهل لغير الله به والميتة الخ..
على سبيل المثال لم يحرم عليهم كما حرم على بني إسرائيل من قبلهم فقد سبق وأن حرم على بني إسرائيل شيئا من الطيبات، في قوله -تعالى-:


160 )   فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا.
[سورة النساء].

وقال أيضا:
146 )   وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ.
[سورة الأنعام].

لاحظ كيف ضاعف الله -تعالى- على اليهود وأثقل عليهم أمر دينهم بعد أن حمل عليهم إصراً بسبب ظلمهم وتعديهم حدوده وقتلهم لأنبياءه، فكان ذلك بأن حٙرٙمٙ عليهم بعضاً من الطيبات وهي لحوم طاهرة لا نجاسة فيها في أصلها.

ولكنه سبحانه أحلى لنا نحن المسلمين جميع الطيبات، وقال   -تعالى-:
 51 )   يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ.
[سورة المؤمنون].

وقال -تعالى-:
 6 )   خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ.
[سورة الزمر].

وقال أيضا:


( 143 )   ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
( 144 )   وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
( 145 )   قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
( 146 )   وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ.
[سورة الأنعام].

فلقد أحل لنا الله -تعالى- ثمانية أزواج من الأنعام ولحم الطير والأسماك أفيعقل أن نذرها ونذهب لنأكل اللحوم النجسة كلحم الخنزير الخبيث القمام الزبال المليئة بالديدان والبكتريا الممرضة.

لا طبعا ولا يعقل أن نبيع الجنة بوجبة من اللحم النجس.

ثالثا إن الله -تعالى- قد سبق وأنه حرم لحم الخنزير على أهل الكتاب والتوراة تشهد على ذلك:
والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر . فهو نجس لكم . من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا . إنها نجسة لكم " . (لاويين11 :1-8) .
وفي سفر التثنية : " لا تأكل رجسا ما . هذه في البهائم التي تأكلونها... والخنزير لأنه يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس لكم . فمن لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا " . (تثنية14 :3-8)

رابعاً:
وإن اليهود لا يزالون يتمسكون بهذا التحريم والتشريع المبارك من الله -تعالى- بأن حرم عليهم لحم الخنزير النجس أيضاً، إلا النصارى قد استباحوا حرمات الله -تعالى- وظلموا أنفسهم بأكلهم لهذا اللحم النجس، وأنا لا أعلم على ماذا استندوا في الإنجيل على استباحتهم لما حرم الله -تعالى- سوى أنهم يحرفون الكلم عن موضعه ويؤولونه على أهوائهم حيث لا يوجد في الأناجيل الأربعة ما يحل أكل لحم الخنزير وأناقة أتحداهم بأن يأتوا ولو بربع قولٍ للمسيح عليه السلام يبيح لهم فيه أكل هذا اللحم النحس لحم الخنزير أو أن يأتو بما يثبت أن المسيح عليه السلام قد أكل من لحم الخنزير (حاشا للمسيح من ذلك) ولكنهم مثل عادتهم يحرفون الكلم عن موضعه وذلك بأنه يؤولونه بما يتناسب مع أهوائهم
يريدون أن يقنعوا أنفسهم ما جاء في الإنجيل:
إنجيل متى 15: 11) لَيْسَ مَا  يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».

وأنا أريد أن أعرف أين ما يبيح أكل لحم الخنزير في هذا النص لأن النص الكامل بعيد كل البعد عن لحم الخنزير وهو على الشكل التالي كما جاء:

16 فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟
17 أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟
18 وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ،
19 لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ.
20 هذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَ كْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».
21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ.

طبعا وسياق النص (ليس ما يدخل في جوف الإنسان) من الطيبات التي أحلها الله -تعالى- وليس من النجاسات، هكذا يُقرأ النص بشكل بديهي لأن المسيح عليه السلام لم يلغي التوراة ولا شرائعها،
وفي  (مت 5: 17): «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.

إلى هنا ونكتفي، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه وسلم.






Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.