هل القرآن الكريم كلام مبعثر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
ثم أما بعد:
قال المستشرقون من أعداء الإسلام والذين هم على شاكلتهم أن القرآن الكريم كلام مبعثر غير واضح ولا مفهوم ولا يوجد به ترابط!

فهل القرآن الكريم فعلان كما وصفه أعداء الله على أنه كلام مبعثر؟





الحواب:
إن استطعنا أن نرد على ها أولاء التافهين، بآية واحدة من كتاب الله -تعالى- ، عند ذلك لا يكون القرآن الكريم كما قالوا بأنه كلام مبعثر، بل يكون كلام الله -تعالى- الذي أنزله بعلمه وحكته وخبرته وما اتصف به مما يليق بجلاله وعنور وجهه وعظمة سلطانه وما أثنى عدهو على نفسه،
وقال الله العلي الكبير:
(46) - وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا.

سورة الإسراء.

في الواقع إنه لمن الطبيعي جظا بأن يقول مثل ها أولاء التافهين على كتاب الله -تعالى- ما وصفوه به، بل إنهم بذلك قد حققوا شرط ما استوفته الآية الكريمة بأن أعداء الله ورسوله ودينه ممن طردهم الله سبحانه وتعالى أو لعنهم، من الطبيعي بأن لا يفهموه ولا يفقهوه، وكيف ييفقهون القرآن الكريم بعد أن جعل الله -تعالى- على قلوبهم أكنة تحول مابين فهمهم وإدراكهم لآيات الله -تعالى-،

وقال ابن كثير:
وقوله "وجعلنا على قلوبهم أكنة" وهي جمع كنان الذي يغشى القلب "أن يفقهوه" أي لئلا يفهموا القرآن "وفي آذانهم وقرا" وهو الثقل الذي يمنعهم من سماع القرآن سماعا ينفعهم ويهتدون به.
....//انتهى//....

وقال -تعالى- في سورة الكهف:
(57) - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا.
سورة الكهف.


وقال ابن كثير:

" إنا جعلنا على قلوبهم " أي قلوب هؤلاء " أكنة " أي أغطية وغشاوة " أن يفقهوه " أي لئلا يفهموا هذا القرآن والبيان " وفي آذانهم وقرًا " أي صممًا معنويًا عن الرشاد " وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدا ".
....//انتهى//....

لذلك فإنه لمن الطبيعي بأن يطلق ها أولاء الكفرة من المستشرقين وغيرهم ممن أضمروا العداوة لدين الإسلام عامة والقرآن الكريم خاصة، بأن يطلقوا مثل تلك الأحكام التي هي على شاكلتهم.

فالقرآن الكريم هو كتاب معجز لا يمكن لمخلوق أن يتحداه، فكلما هاجمه الكافر أكثر كلما رد الكتاب بشكل أقوى وأثبت ضف إلى ذلك فالكافر عندما يتهجم على القرآن الكريم فإنما يكون في تلك الحالة قد حقق أو استوفى شروط آيات الله تعالى والتي يممن فيها الرد على ذلك الكافر، كما رأينا في المثال السابق.

فالقرآن الكريم لا يمكن تشبيهه بكتاب آخر ولا حتاب الكتب المنزلة من قبله حتى ولو كان ذلك في عهد نزولها، لأن القرآن الكريم كتاب جامع فيه من كل مثل وموعظة وحكمة ضف إلى ذلك تباهي الله سبحانه وتعالى بما فطر وخلق وصنع كهلقه الليل والنهار والظلمات والنور والشمس والقمر والنجوم والكواكب والمذنبات والشهب والأرض والسماء والآنسان كأن يذكر عباده بأنه هو من جعلم يبصرون ويسمعون ويمشون ويدركون وما الى ذلك ولم يذر الله سبحانه وتعالى من شيء خلقه إلا أخصاه في ذلك الكتاب العظيم (القرآن الكريم) ومثال على ذلك،
هو قوله تعالى:
(85) - وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ.
سورة الحجر.

فمثل هذه الآية الكريمة أحصى الله تعالى فيها الكون كله من حافة أول خافة إلى حافته الأخرى، علاوة على ذلك فقد تباهى الله سبحانه وتعالى بما خلق والذي يعتبر لنا غيبا كليا كتباهيه بخلق عرشه والكرسي واللوح المحفوظ والقلم والميزان والملائكة وغيرهم، وفوق هذا كله يتخلل القرآن الكريم التشريع والفرائض والفرائض والعبادات والقصص والأمثال والتوحيد والتسبيح ونفي الأديان الباطلة وغيرها، ضف إلى ذلك محاججة اليهود والنصار وعبدت الأصنام والمجوس وكل من هو على غير دين الإسلام، كما ذكر الله تعالى في كتابه رسله وأنباياءه والصالحين وأثنى عليهم وبرئهم مما نسبه الكفار إليهم، ضف إلى ذلك خاطب المسلمين أنفسهم والصحابة ودافع عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعن نسائه أمهات المؤمنين.
وكل ما ذكرته انا عن القرآن المريم فلازلت مقصرا حيث لايزال هناك الكثير فيه ما لم أستطع أن أحصيه، والأهم من ذلك كله بأن الله تعالى قد أنزل القرآن الكريم ثم جعله في كتاب يتألف من ستمئة وأربع صفحات حتى أن وزن القرآن الكريم في حجمه الطبيعي لا يتعدى المئة وخمسين جرام حيث أن طفلا عمره ثلاثة سنوا يستطيع حمله وتصفحه بأريحة وغيره كالعجوز والمعاق أو المريض، على عكس الكتاب المقدس المليئ المليئ بالخرافات والذي لو وقع على رأس طفل عمره أربع سنوات لقتله من فوره لكثرة ما خرف فيه أهل الكتاب وأدخلوا إليه من الخرافات ما لم ينزل به الله من سلطان.

ثم يأتي أعداء الإسلام ليقولون بأنه كتاب مبعثر، لعنهم الله
، فإن كان القرآن الكريم كما زعمتم قل فلما تحاربونه فتشنون عليه أشرس الهجمات ثم ترصدون لمحاربته الأماوال الطائلة والقنوات بشقيها الإعلامي والإعلاني، لو لم يكن القرآن الكريم كتاب منسق تنسيقا محكنا بحيث جعلكم تشعرون بالخطر الزاحف إليكم.
ولماذا تركتم كل الأديان والكتب ثم خصصتم حربكم على القرآن الكريم ودين الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، لو لم يكن القرآن الكريم كتاب محكم يهد عرش النصرانية واليهودية وجميع ما على الأرض من أديان باطلة.
لذا فافعلوا ما يحلو لكم وانتظروا وها نحن منتظرون لنرى من هو الذي سيكون على الحق القويم.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه اجمعين.






Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.