الرد على المعتزلي علي منصور كيالي في إنكاره لعذاب القبر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين اما بعد:


المعتزلي علي منصور كيالي ينكر عذاب القبر ويستشهد على ذلك بالقرآن الكريم


والآيات التي استشهد بها وهي قوله -تعالى-:

 -  يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) ننَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104). سورة طه


ويتابع قوله بأن الميت لا يشعر بالوقت لأن الزمان عند الميت متوقف.


الرد:

أولا عذاب القبر هو أمر ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة 

الدليل الأول:


- النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46). سورة عافر.

لاحظ قوله -تعالى-: (غدوا وعشيا) ولا يوجد غدو وعشي إلا في الحياة الدنيا  فالغدو هو الصباح والعشي هو المساء وطالما أن هناك صباح ومساء فهذا يدل على وجود وقت. طبعا لا يعني بأن في عالم البرزخ صباح ومساء إنما هو بتوقيت الحياة الدنيا وما يدل في هذه الآية الكريمة بأن العذاب هو عذاب القبر إذ لا يوجد في جهنم ليل ولا نهار فالجحيم لا يوجد فيها إلا النار وويلات العذاب فلا صباح يشرق فيها ولا شمس تغدو.

طبعا الخرفان علي الكيالي أنكر هذه الآية الكريمة وراح يؤول نصها ويلوي عنقه على هواه، حيث قال: إن الله -تعالى- قد كتب أسماء الكفار وهو يعرض أسماءهم على جهنم. 

طبعا الكيالي خرفان وقد بلغ أرزل العمر. والدليل على هذا وهو قول الله -تعالى-:

   وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ۗ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ (45). سورة الشورة

 

على سبيل المثال فعندما نشوي اللحم فإننا نعرض اللحم على النار ولا نعرض النار على اللحم. إضافة الى ذلك فجهنم عظيمة ضخمة كبيرة حجما ووزنا وكتلة ومن الطبيعي إن يعرض الصغير على الكبير وليس العكس.


الدليل الثاني:


   وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50). سورة الأنفال


أيضا أنكر الكيالي نص الآية الكريمة بأنه يدل على عذاب القبر، فقال إن الملائكة عندما يقبضون روح الكافر فإن روحه تتشبث بالجسد فيلجؤون إلى ضرب الكافر لكي يخرجون روحه وشبه ذلك بالذي ابتلع الطعام فعلق في مجرى المري فقام أحدهم بضربه على ظهره لكي يساعده على اخراج الطعام الذي علق في المري. غريب وكأن الكيالي يعتقد بأن الروح شيء ملموس أو أنها مادة!

طبعا الكيالي إما أنه لم يقرأ الآية الكرية التي تلتها أو أنه تعامى عنها. وهي قول الله -تعالى-:

   ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (51). سورة الأنفال


فكلمة (ذلك) هي اسم إشارة وعادة ما يستخدم للدلالة على البعيد ولكنها هنا تعليلية فالآية الكريمة تعلل لماذا حصل ويحصل ذلك مع الكفار والمنافقين بمعنى لماذا تقوم الملائة بضربهم على وجوههم وأدبارهم ولماذا لهم عذاب الحريق.

وفي تفسير الوسيط الطنطاوي: وخص- سبحانه- الضرب للوجوه والأدبار بالذكر، لأن الوجوه أكرم الأعضاء، ولأن الأدبار هي الأماكن التي يكره الناس التحدث عنها فضلا عن الضرب عليها. أو لأن الخزي والنكال في ضربهما أشد وأعظم.  //انتى//



فالضرب الذي تعرض له الكافر عند النزع ليس لأن الكافر قد غص بروحه كما وصف الكيالي إنما 

هو على سبيل الذل والإهانة.


وقال -تعالى-:

    فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28). سورة محمد.


وهنا أيضا جاءت الآية التي بعدها على سبيل التعليل بمعنى لماذا تضرب الملائة وجوه الكفار وأدباره؟ والجواب يأتي في الأية التي تليها (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ).


دليل آخر:


قال الله -تعالى -:

   فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37). سورة الأعراف.


لاحظ سؤال الملائكة للكافر عند الموت (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ)؟ فيجيب الكافرون (قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا) 


إذا فهناك حوار يحصل بين الملائكة والكافر الذي ينزع مع العلم أنه لم يعد يملك لا عقله ولا سمعه ولا بصره وكل هذا يحدث بأن الميت قد انفصل عن هذا العالم ودخل في عالم البرزخ وهو عالم آخر فهو الحد الفاصل بين الحياة الدنيا والآخرة.


دليل آخر:


قال -تعالى-:

  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93). سورة الأنعام.


لاحظ قوله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) والهون في اللغة هو الخزي والذل وهذا ما يحدث للكافر  سواء الذي يُنزع أو المنزوع وكله من عذاب القبر وعالم البرزخ.


والآن نأتي إلى ما لبسه الكيالي 


ودعنا نبدأ بسؤال مفاده، متى يقول الكفار بأنهم لبثوا يوما واحدا فقط؟ وأين لبثوا تحديدا؟


المرحلة الأولى وهي عندما يبعثون من القبور وهي في قوله تعالى:

  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55). سورة الروم.

لاحظ قوله -تعالى- في الآية الكريمة (كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ) بمعنى أن الله -تعالى- يكذبهم ولاحظ ماذا جاء في الآية التي تليها أي التي بعدها في قوله -تعالى-:

  وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56).

سورة الروم.


بمعنى أ، الله -تعالى- كذبهم واستشهد عليهم المؤمنين الذين يعلمن سواء كانوا من الملائكة أو من البشر. والثابت أو المعروف عن الكفار وأحاديثهم يوم القيامة والحساب أنهم لا يتكلمون إلا بالكذب فهم يكذبون في مناوراتهم ظننا منهم أن ذلك سينجيهم من عذاب الله -تعالى- الواقع بهم

فالآية التي تلتها تبين ذلك وهي في قوله -تعالى-:

  فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ(57). سورة الروم.

فالكافرون يقولون ذلك كما لو أنهم يقولون لله -تعالى- بأنك لم تعطينا الفرصة الكافية ولم نلبث إلا ساعة واحدة فقط ثم يقسمون على ذلك وهكذا يكذبون.


وقال ابن كثير:

يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان ، وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا ، فمنه إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا في الدنيا إلا ساعة واحدة ، ومقصودهم هم بذلك عدم قيام الحجة عليهم ، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم .

 قال الله تعالى : ( كذلك كانوا يؤفكون). //انتهى//


وقال أبو جعفر الطبري:

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء ساعة البعث، فيبعث الخلق من قبورهم، يقسم المجرمون، وهم الذين كانوا يكفرون بالله في الدنيا، ويكتسبون فيها الآثام، وإقسامهم: حلفهم بالله (ما لَبِثُوا غيرَ ساعَةٍ) : يقول: يقسمون بأنهم لم يلبثوا في قبورهم غير ساعة واحدة، يقول الله جلّ ثناؤه: كذلك في الدنيا كانوا يؤفكون: يقول: كذبوا في قيلهم وقَسَمِهِم ما لبثنا غير ساعة، كما كانوا في الدنيا يكذبون ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. //انتهى//.



أما ابن عاشور فقد تكلم مطولا في تفسير الآية الكريم وهنا أورد ما قاله ابن عاشور:

لما ذكر عدم انتفاع المشركين بآيات القرآن وشبهوا بالأموات والصم والعمي فظهرت فظاعة حالهم في العاجلة أتبع ذلك بوصف حالهم حين تقوم الساعة في استصحاب مكابرتهم التي عاشوا عليها في الدنيا ، بأن الله حين يعيد خلقهم وينشىء لهم أجساماً كأجسامهم ويعيد إليهم عقولهم يكون تفكيرهم يومئذ على وفاق ما كانوا عليه في الدنيا من السفسطة والمغالطة والغرور ، فإذا نُشروا من القبور وشعروا بصحة أجسامهم وعقولهم وكانوا قد علموا في آخر أوقات حياتهم أنهم ميتون خامرتهم حينئذ عقيدة إنكار البعث وحجتُهم السفسطائية من قولهم { هل نَدُلُّكم عَلى رَجُل يُنْبِئكُم إذَا مُزِقْتم كُلَّ مُمزق إنكُّم لَفِي خَلْقٍ جَدِيد } [ سبأ : 7 ] ، هنالك يريدون أن يقنعوا أنفسهم بصحة دليلهم القديم ويلتمسون اعتلالاً لتخلف المدلول بعلة أن بعثهم ما كان إلا بعد ساعة قليلة من وقت الدفن قبل أن تنعدم أجزاء أجسامهم فيخيل إليهم أنهم مُحِقُّون في إنكاره في الدنيا إذ كانوا قد أخبروا أن البعث يكون بعد فناء الأجسام ، فهم أرادوا الاعتذار عن إنكارهم البعث حين تحققوه بما حاصله : أنهم لو علموا أن البعث يكون بعد ساعة من الحُلول في القبر لأقروا به . وقد أنبأ عن هذا تسمية كلامهم هذا معذرة بقوله عقبه : { فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم } [ الروم : 57 ] . وهذه فتنة أصيبوا بها حين البعث جعلها الله لهم ليكونوا هُزأة لأهل النشور . ويتضح غلطهم وسوء فهمهم كما دل عليه قوله تعالى بعد ذلك : { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان } الآية [ الروم : 56 ] وقد أومأ إلى أن هذا هو المراد من الآية أنه قال عقب ذلك : { كذلك كانوا يؤفكون } أي كهذا الخطأ كانوا في الدنيا يُصرفون عن الحق بمثل هذه الترهات . وتقدم شيء من هذا في المعنى عند قوله تعالى : { يَتَخافتون بَيْنهُم إنْ لَبِثْتُم إلاَّ عَشراً نَحْنُ أعْلَم بِمَا يَقُولون إذْ يَقُول أمْثَلهم طَرِيقَة إنْ لَبِثْتُم إلاَّ يوماً } في سورة طه ( 103 ، 104 ) . وبلغ من ضلالهم في ذلك أنهم يُقسمون عليه ، وهذا بعدَ ما يجري بينهم من الجدال من قول بعضهم : { إنْ لَبِثْتُم إلاَّ عَشْراً } وقول بعضهم : { إنْ لَبِثْتُم إلاَّ يَوْماً } ، وقول آخرين : { لَبِثْنَا يَوْماً أوْ بَعْض يَوْم } [ الكهف : 19 ] وبعض اليوم يصدق بالساعة ، كما حكي عنهم في هذه الآية . والظاهر أن هذا القسم يتخاطبون به فيما بينهم كما اقتضته آية سورة طه ، أو هو حديث آخر أعلنوا به حين اشتد الخلاف بينهم لأن المصير إلى الحلف يؤذن بمشادة ولجاج في الخلاف . وفي قوله : { السَّاعَة } و { ساعة } الجناس التام .


وجملة { كذلك كانوا يؤفكون } استئناف بياني لأن غرابة حالهم من فساد تقدير المدة والقسم عليه مع كونه توهماً يثير سؤال سائل عن مثار هذا الوهَم في نفوسهم فكان قوله { كذلك كَانُوا يُؤْفَكُون } بياناً لذلك .


ومعناه : أنهم لا عجب في صدور ذلك منهم فإنهم كانوا يجيئون بمثل تلك الأوهام مدة كونهم في الدنيا ، فتصرفهم أوهامهم عن اليقين ، وكانوا يقسمون على عقائدهم كما في قوله : { وأقْسَموا بالله جَهْدَ أيْمَانِهم لاَ يَبْعَث الله مَنْ يَمُوت } [ النحل : 38 ] استخفافاً بالأيمان ، وكذلك إشارة إلى انصرافهم عن الحق يوم البعث . والمشار إليه هو المشبه به والمشبه محذوف دل عليه كاف التشبيه ، والتقدير : إفكاً مثل إفكهم هذا كانوا يُؤفكون به في حياتهم الدنيا . والمقصود من التشبيه المماثلة والمساواة .

 //انتهى//.


المرحلة الثانية التي يقول الكافرون ويقسمون بأنهم لم يلبثوا إلا يوما وهي بعد الحساب

وعند ذلك يكون قد مضى عليهم أكثر من خمسين ألف سنة. لأن الله -تعالى- لا يبدأ الحساب 

إلا بعد خمسين ألف سنة من نفخة الصور الثانية.



قال الله -تعالى-:

   يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104). سورة طه.


هذا الموقف يحصل بعد أن يحاسب الله -تعالى- الناس فيحشر الكفار مع بعضهم كما ويحشر المؤمنين مع بعضهم استعدادا ليساق كل إلى جزاءه فالكفار يساقون إلى النار والمؤمنون يساقون إلى الجنة


وقال -تعالى-:

  يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا (85). وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا(86). سورة مريم.


وقال أيضا:

  فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68). سورة مريم.




المرحلة الثالثة وهي عندما يلقى جميع الكفار في جهنم، فأهل الجنة قد دخلوا الجنة وأهل النار قد ألقوا في النار وعند ذلك يسأل الله -تعالى- عباده الكفار فيقول -سبحانه-:

   قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ(112) َالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ(113)

   قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(114). سورة المؤمنون.


طبعا الحياة الأولى ومنذ بدء الخليقة إلى نفخة الصورة الأولى ثم الثانية هي لا تعدل إلا صفرا بالنسبة للحياة الآخرة حيث فيها الخلود إما في الجنة أو في النار، لذلك قال الله -تعالى- للكافرين: (قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).


وقال ابن كثير:

يقول تعالى منبها لهم على ما أضاعوه في عمرهم القصير في الدنيا من طاعة الله تعالى وعبادته وحده ، ولو صبروا في مدة الدنيا القصيرة لفازوا كما فاز أولياؤه المتقون ، ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) أي : كم كانت إقامتكم في الدنيا؟  //انتهى//




وهنا الآيات التي تدل على أن هذا الموقف يحصل بعدما يدخل أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.


قال الله -تعالى-:


( 102 )   فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

( 103 )   وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ

( 104 )   تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ

( 105 )   أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ

( 106 )   قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ

( 107 )   رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ

( 108 )   قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ

( 109 )   إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ

( 110 )   فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ

( 111 )   إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ

( 112 )   قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ

( 113 )   قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ

( 114 )   قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

( 115 )   أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ

( 116 )   فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ

سورة المؤمنون



أخيرا وليس آخرا تبين أن علي منصور كيالي كذاب أفاك عندما ادعى أنه يعلم ما لم يعلمه علماء المسلمين حيث أنه يفسر القرآن الكريم بناء على هواه ولا يتبع قواعد تفسيره كما ويخالف أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويصفها بالحكايات والخرافات ويشتم ناقليها وجميع علماء وأعلام أهل السنة والجماعة.

Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.