فرضية سحابة أورط و القرآن الكريم
بسم
الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين،
أما
بعد:
في هذا الموضوع سنطرح فرضية (سحابة أورط) و نعرضها على كتاب
الله تعالى لنرى مدى صحتها،
طبعا يجب التنويه على أنها لاتزال فرضية لم تثبت بعد وذلك لبعدها
أو لصعوبة رصدها و ما إلى ذلك.
ولكن هذا لا يمنعنا من دراستها ومناقشتها وعرضها على القرآن
الكريم فهذا علم أنزله الله تعالى و أمر بتعلمه و تعلم كل ما يساعد في فهم آياته و
تدبرها و التفكر فيها.
بدايةً لا بد لنا أن نأخذ فكرة سريعة عن سحابة أورط التي تحيط
بالمجموعة الشمسة،
وبحسب
ما جاءعنها في ويكيبيديا:
سحابة
أورط هي سحابة افتراضية يُعتقد أنها تشكل مصدر المذنبات الرئيسي في النظام الشمسي.
اقترح الفلكي الألماني جان أورط عام 1950 وجود هذه السحابة الدائرية الضخمة على حافة
النظام الشمسي، والتي أصبحت تعرف لاحقاً نسبة إليه باسم "سحابة أورط" نسبة
إليه، وقد اكتشف جان سحابة بدراسته لمدارات المذنبات التي تأتي من حافة النظام الشمسي.
يُعتقد
أن هذه السحابة هي بقايا من القرص الكوكبي الأولي الذي تكون حول الشمس قبل 4.6 مليارات
سنة، حيث انحرفت مدارات أجرام القرص تحت تأثير جاذبية الكواكب حتى قذفت إلى هذه المنطقة.
تعتبر الحافة الخارجية لهذه السحابة والتي تقع على بُعد سنة ضوئية واحدة تقريباً من
الشمس - الحدود الخارجية للنظام الشمسي، حيث يَنتهي التأثير الجذبي والفيزيائي للشمس
على الوسط البينجمي حولها. يُعتقد أن سحابة أورط تحتوي ما يَتراوح من 0.1 إلى ترليوني
جسم جليدي في مدارات حول الشمس.
من
وقت إلى آخر، يُسبب العبور قرب سحابة جزيئية عملاقة أو نجم قريب أو تفاعل مع غبار درب
التبانة بحرف مدار أحد هذه الأجرام حتى يَقودَهُ إلى النظام الشمسي الداخلي، ويَتحول
بهذا إلى ما يُسمى "مذنباً طويل الدورة". هذه المذنبات تملك مدارات ضخمة
وشاذة جداً ولا ترصد عادة إلا مرة واحدة من قِبل البشر بسبب مدة دورانها الطويلة للغاية.
وبهذا
فإن هذه السحابة هي المصدر الرئيسي للمذنبات في النظام الشمسي (بالرغم من أن القليل
منها تأتي من حزام كايبر)، وهي في الواقع تتألف من نفس مادة المذنبات.
مع
أن هذه السحابة لم ترصد مباشرة قط قبل الآن، فإن وجودها مقبول على نطاق واسع في المجتمع
العلمي. وبسبب أنها أبعد بكثير من حزام كايبر، فهي لم تستكشف أبداً من قبل. وفي الحقيقة،
لا توجد فرصة للعلماء لاستكشافها عن قرب وإثبات وجودها في المستقبل القريب. بما أنه
لم يَتم إلا قبل بضع سنوات إطلاق مركبة إلى حزام كايبر، فليس من الراجح أن يَتم إطلاق
واحدة إلى سحابة أورت قبل عقود عديدة في أفضل الأحوال.
و الآن سنلخص ما قيل عن سحابة اورط و نشرح بشكل أبسط،
يعتقد العلماء: بوجود مجموعة هائلة من الكتل الجليدية (المذنبات)
و المتفاوتة الأحجام تتجمع متراكمة على شكل سحابة تدور حول الشمس متأثرةً بجاذبيتها
الخفيفة نوعا ما،
وللتبسيط أكثر سنضرب مثلا على جرم واحد من بينها،
حيث أن الجرم أو الكتلة يطوف حول الشمس بفعل جاذبيتها الخفيفة
وإن حدث واستضم بجرم آخر و ُدفع أو انحرف مساره قليلا الى الشمس فإنه سيسقط باتجاه
الشمس على الفور بفعل الجاذبية، وإن حدث بأن انحرف مساره بالإتجاه المعاكس فإنه سيقذف
إلى خارج المجموعة الشمسية بفعل جاذبية المجرات و الكواكب الأخرى.
وهذه الفرضية مقبولة إلى حد ما مع آيتين من القرآن الكريم،
قال
تعالى في سورة الطور:
{
( 41 ) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
(
42 ) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ
(
43 ) أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ
ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(
44 ) وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ
سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
(
45 ) فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ
الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ
(
46 ) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ
شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
(
47 ) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا
دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(
48 ) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ
بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ /سورة الطور/.}
((صدق الله العظيم))
لقد تعمدت أن أورد الآيات لأبين للأخ القارئ سياق الآية الكريمة.
وهذه الآية تحديدا قد تقبل فرضية العلماء إلى حد ما وسنأتي
على شرحها:
كلمة
(كِسفا)
معنى
كلمة (كِسْفًا) في اللغة هو القطعة العظيمة أي الكسفة وفي القراءتين تقرئ جمعا ومفردا
والكلمة منطبقة على كتلة أو نواة المذنب تماما، فالمذنب هو قطعة كبيرة يتراوح قطرها
ما بين (10/أمتار) الى (عشرات الكيلومترات) وفي كل الحالات سينطبق عليه كلمة القطعة
العظيمة أو الكبيرة والكلمة الأدق هي كسفة.
وقوله
تعالى: من السماء ساقِطا:
والسقوط
يكون باتجاه الجاذبية، وأنا هنا سآخذ بنص الآية بشكل علمي، فهذه الكسفة القطعة الكبيرة
كتلة المذنب، أثناء دورانها حول الشمس على بعد سنة ضوئية، إذا ما تعرضت لانحرافٍ في
مسارها الى ناحية الشمس فهذا سيجعلها تخرج من سحابة أورط أو المنطقة الموجودة فيها
و تسقط إلى داخل المجموعة الشمسية متجهةً نحو الشمس بفعل الجاذبية.
وقوله
تعالى: يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ:
بمعنى
أنه سحاب متراكم بعضه فوق بعض، وكما نرى فإن علماء الفلك والفيزياء الكونية لم تحن
لهم الفرصة لرؤية سحابة أورط فوصفوها وتخيلوها على أنها سحابة، وقالوا هذه سحابة مليئة
بالكتل الجليدية! فكيف بهم إن رأوها.
وبعيدا عن سحابة أورط ونظريات وفرضيات علماء الفلك والفيزياء،
دعنا منهم و لنتفكر قوله تعالى في الأية (44) من سورة الطور، في الأمس كان الخطاب موجها
إلى كفار قريش أما اليوم فالخطاب موجه إلى أمثالهم من الملحدين و المشككين ومن على
شاكلتهم، فكفار قريش رحلوا منهم من مات كافراً و منهم من أسلم و حسن إسلامه.
ولكن الآية المباركة مازالت تخاطب الكفار في كل عصر وزمان،
وإن قرأها المفسرون في زمانهم على أنها خطابا لكفار قريش، فإنها في زماننا خطابٌ لكفار
عصرنا وملحدي.
فلو تأملت الآية المباركة لوجدت فيها قانون الجاذبية، فلم يأتي
القول على (كسفا متجها الى الأرض) بل قال سبحانه: (كسفا من السماء ساقطا)، وفيها دلالة
على تجمع قطع وكتل المذنبات الى درجة يصفها الذي يراها بأنها سحاب لكثرتها، فلو أننا
تدبرنا الآية المباركة لوجدنا فيها قوانين كونية بحد ذاتها،
ويكفينا فيها، أن المذنب يسقط ولا يكون سقوطا إلا بفعل الجاذبية
ولا تنفع كلمة مذنب يتجه نحو الشمس لا بل الصحيح مذنب ساقط من حافة المجموعلى الشمس
ومذنبات الكميكازي التي تصدم الشمس دوما وحدها تشهد.
ببساطة الآية الكريمة تقول بأن الكسف (الكتل) تسقط و لا يكون
سقوطا إلا بفعل الجاذبية
هل
تعلم لماذا أتى على قولهم: (يقولوا سحاب مركوم)؟
لأن
الكفار تحدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن يسقط عليهم السماء كلها قطعا كما جاء
في سورة الإسراء
الإسراء
– الآية 92أ {
َوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ
وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا }
و سورة الإسراء مكية و ترتيب نزولها قبل سورة الطور و هي مكية،
وكأن كفار قريش طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسقط عليهم السماء، فجاءهم
الرد في سورة الطور، بأن لو حدث ما طلبتم لسوف ترون الكسف ساقط عليكم من السماء ولقلتم
أنه سحاب أو غمام لكثرته. (والله أعلم)
و
هنا آيات الله سبحانه و تعالى وكلها تتحدث عن سقوط الكسف (المذنبات)
الشعراء
- الآية 187 { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ
إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
سبإ
– الآية 9 { أَفَلَمْ
يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
ۚ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ
ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }
الطور
- الآية 44 { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا
يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ }
قال
تعالى:
{
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ
ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيم(65)./الحج/}
فرضية سحابة أورط و القرآن الكريم
بسم
الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين،
أما
بعد:
في هذا الموضوع سنطرح فرضية (سحابة أورط) و نعرضها على كتاب
الله تعالى لنرى مدى صحتها،
طبعا يجب التنويه على أنها لاتزال فرضية لم تثبت بعد وذلك لبعدها
أو لصعوبة رصدها و ما إلى ذلك.
ولكن هذا لا يمنعنا من دراستها ومناقشتها وعرضها على القرآن
الكريم فهذا علم أنزله الله تعالى و أمر بتعلمه و تعلم كل ما يساعد في فهم آياته و
تدبرها و التفكر فيها.
بدايةً لا بد لنا أن نأخذ فكرة سريعة عن سحابة أورط التي تحيط
بالمجموعة الشمسة،
وبحسب
ما جاءعنها في ويكيبيديا:
سحابة
أورط هي سحابة افتراضية يُعتقد أنها تشكل مصدر المذنبات الرئيسي في النظام الشمسي.
اقترح الفلكي الألماني جان أورط عام 1950 وجود هذه السحابة الدائرية الضخمة على حافة
النظام الشمسي، والتي أصبحت تعرف لاحقاً نسبة إليه باسم "سحابة أورط" نسبة
إليه، وقد اكتشف جان سحابة بدراسته لمدارات المذنبات التي تأتي من حافة النظام الشمسي.
يُعتقد
أن هذه السحابة هي بقايا من القرص الكوكبي الأولي الذي تكون حول الشمس قبل 4.6 مليارات
سنة، حيث انحرفت مدارات أجرام القرص تحت تأثير جاذبية الكواكب حتى قذفت إلى هذه المنطقة.
تعتبر الحافة الخارجية لهذه السحابة والتي تقع على بُعد سنة ضوئية واحدة تقريباً من
الشمس - الحدود الخارجية للنظام الشمسي، حيث يَنتهي التأثير الجذبي والفيزيائي للشمس
على الوسط البينجمي حولها. يُعتقد أن سحابة أورط تحتوي ما يَتراوح من 0.1 إلى ترليوني
جسم جليدي في مدارات حول الشمس.
من
وقت إلى آخر، يُسبب العبور قرب سحابة جزيئية عملاقة أو نجم قريب أو تفاعل مع غبار درب
التبانة بحرف مدار أحد هذه الأجرام حتى يَقودَهُ إلى النظام الشمسي الداخلي، ويَتحول
بهذا إلى ما يُسمى "مذنباً طويل الدورة". هذه المذنبات تملك مدارات ضخمة
وشاذة جداً ولا ترصد عادة إلا مرة واحدة من قِبل البشر بسبب مدة دورانها الطويلة للغاية.
وبهذا
فإن هذه السحابة هي المصدر الرئيسي للمذنبات في النظام الشمسي (بالرغم من أن القليل
منها تأتي من حزام كايبر)، وهي في الواقع تتألف من نفس مادة المذنبات.
مع
أن هذه السحابة لم ترصد مباشرة قط قبل الآن، فإن وجودها مقبول على نطاق واسع في المجتمع
العلمي. وبسبب أنها أبعد بكثير من حزام كايبر، فهي لم تستكشف أبداً من قبل. وفي الحقيقة،
لا توجد فرصة للعلماء لاستكشافها عن قرب وإثبات وجودها في المستقبل القريب. بما أنه
لم يَتم إلا قبل بضع سنوات إطلاق مركبة إلى حزام كايبر، فليس من الراجح أن يَتم إطلاق
واحدة إلى سحابة أورت قبل عقود عديدة في أفضل الأحوال.
و الآن سنلخص ما قيل عن سحابة اورط و نشرح بشكل أبسط،
يعتقد العلماء: بوجود مجموعة هائلة من الكتل الجليدية (المذنبات)
و المتفاوتة الأحجام تتجمع متراكمة على شكل سحابة تدور حول الشمس متأثرةً بجاذبيتها
الخفيفة نوعا ما،
وللتبسيط أكثر سنضرب مثلا على جرم واحد من بينها،
حيث أن الجرم أو الكتلة يطوف حول الشمس بفعل جاذبيتها الخفيفة
وإن حدث واستضم بجرم آخر و ُدفع أو انحرف مساره قليلا الى الشمس فإنه سيسقط باتجاه
الشمس على الفور بفعل الجاذبية، وإن حدث بأن انحرف مساره بالإتجاه المعاكس فإنه سيقذف
إلى خارج المجموعة الشمسية بفعل جاذبية المجرات و الكواكب الأخرى.
وهذه الفرضية مقبولة إلى حد ما مع آيتين من القرآن الكريم،
قال
تعالى في سورة الطور:
{
( 41 ) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
(
42 ) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ
(
43 ) أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ
ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(
44 ) وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ
سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
(
45 ) فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ
الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ
(
46 ) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ
شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
(
47 ) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا
دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(
48 ) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ
بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ /سورة الطور/.}
((صدق الله العظيم))
لقد تعمدت أن أورد الآيات لأبين للأخ القارئ سياق الآية الكريمة.
وهذه الآية تحديدا قد تقبل فرضية العلماء إلى حد ما وسنأتي
على شرحها:
كلمة
(كِسفا)
معنى
كلمة (كِسْفًا) في اللغة هو القطعة العظيمة أي الكسفة وفي القراءتين تقرئ جمعا ومفردا
والكلمة منطبقة على كتلة أو نواة المذنب تماما، فالمذنب هو قطعة كبيرة يتراوح قطرها
ما بين (10/أمتار) الى (عشرات الكيلومترات) وفي كل الحالات سينطبق عليه كلمة القطعة
العظيمة أو الكبيرة والكلمة الأدق هي كسفة.
وقوله
تعالى: من السماء ساقِطا:
والسقوط
يكون باتجاه الجاذبية، وأنا هنا سآخذ بنص الآية بشكل علمي، فهذه الكسفة القطعة الكبيرة
كتلة المذنب، أثناء دورانها حول الشمس على بعد سنة ضوئية، إذا ما تعرضت لانحرافٍ في
مسارها الى ناحية الشمس فهذا سيجعلها تخرج من سحابة أورط أو المنطقة الموجودة فيها
و تسقط إلى داخل المجموعة الشمسية متجهةً نحو الشمس بفعل الجاذبية.
وقوله
تعالى: يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ:
بمعنى
أنه سحاب متراكم بعضه فوق بعض، وكما نرى فإن علماء الفلك والفيزياء الكونية لم تحن
لهم الفرصة لرؤية سحابة أورط فوصفوها وتخيلوها على أنها سحابة، وقالوا هذه سحابة مليئة
بالكتل الجليدية! فكيف بهم إن رأوها.
وبعيدا عن سحابة أورط ونظريات وفرضيات علماء الفلك والفيزياء،
دعنا منهم و لنتفكر قوله تعالى في الأية (44) من سورة الطور، في الأمس كان الخطاب موجها
إلى كفار قريش أما اليوم فالخطاب موجه إلى أمثالهم من الملحدين و المشككين ومن على
شاكلتهم، فكفار قريش رحلوا منهم من مات كافراً و منهم من أسلم و حسن إسلامه.
ولكن الآية المباركة مازالت تخاطب الكفار في كل عصر وزمان،
وإن قرأها المفسرون في زمانهم على أنها خطابا لكفار قريش، فإنها في زماننا خطابٌ لكفار
عصرنا وملحدي.
فلو تأملت الآية المباركة لوجدت فيها قانون الجاذبية، فلم يأتي
القول على (كسفا متجها الى الأرض) بل قال سبحانه: (كسفا من السماء ساقطا)، وفيها دلالة
على تجمع قطع وكتل المذنبات الى درجة يصفها الذي يراها بأنها سحاب لكثرتها، فلو أننا
تدبرنا الآية المباركة لوجدنا فيها قوانين كونية بحد ذاتها،
ويكفينا فيها، أن المذنب يسقط ولا يكون سقوطا إلا بفعل الجاذبية
ولا تنفع كلمة مذنب يتجه نحو الشمس لا بل الصحيح مذنب ساقط من حافة المجموعلى الشمس
ومذنبات الكميكازي التي تصدم الشمس دوما وحدها تشهد.
ببساطة الآية الكريمة تقول بأن الكسف (الكتل) تسقط و لا يكون
سقوطا إلا بفعل الجاذبية
هل
تعلم لماذا أتى على قولهم: (يقولوا سحاب مركوم)؟
لأن
الكفار تحدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن يسقط عليهم السماء كلها قطعا كما جاء
في سورة الإسراء
الإسراء
– الآية 92أ {
َوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ
وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا }
و سورة الإسراء مكية و ترتيب نزولها قبل سورة الطور و هي مكية،
وكأن كفار قريش طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسقط عليهم السماء، فجاءهم
الرد في سورة الطور، بأن لو حدث ما طلبتم لسوف ترون الكسف ساقط عليكم من السماء ولقلتم
أنه سحاب أو غمام لكثرته. (والله أعلم)
و
هنا آيات الله سبحانه و تعالى وكلها تتحدث عن سقوط الكسف (المذنبات)
الشعراء
- الآية 187 { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ
إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
سبإ
– الآية 9 { أَفَلَمْ
يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
ۚ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ
ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }
الطور
- الآية 44 { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا
يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ }
قال
تعالى:
{
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ
ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيم(65)./الحج/}
صورة افتراضية لسحابة أورط
صورة لمذنب وأفضل وصف له هو وصفه في القرآن (كسفة)-قطعة
ملاحظة هامة أكررها فرضية سحابة أورط لا تزال مجرد فرضية قد تثبت أو
لا، ولا نقارنها مع آيات الله تعالى، وما قدمته كان مجرد طرح سطحي بسيط بقصد التفكر
في آية من آيات الله تعالى.
وأنا قد أخطئ أو أصيب فإن أخطئت فمن نفسي و الشيطان.
---------------
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.