الرد على شبهة الغرانيق

شبهة الغرانيق
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أما بعد:

هل قصة الغرانيق صحيحة؟ وهل صح ما جاء في تلك الأحاديث التتر روت عنها أو حولها؟

ولن أطيل في المقدمات والى الرد مباشر.



الرد :
القصة باطلة ولا تصح وما روي عنها من أحاديث إنما يكون باطلا ولا يصح، وللأخ القارئ أن يعلم بأني أباهل بذلك نظرا لما خالفت قصة الغرانيق كتاب الله تعالى القرآن الكريم وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،
أولا:
ولو نظرنا إلى الأحاديث لوجدناها بأنها كلها أحاديث مرسلة ذات اسانيد عقيمة مقطوعة لا موصولة قد تراكمت عليها العلل، ولو تفحصنا نصوص روايات قصة الغرانيق لوجدنا أن بعضها خالف بعض وناقضه، وسنأتي على ذلك فيما سيتقدم إنشاء الله
،
وقد تتبع الشيخ العلامة الألباني كل أحاديث الغرانيق فوجد أنها باطلة ولا تصح وقد ألف كتابه (نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق) ولمن أراد أن يتتبع ما تتبعه الألباني فعليه بقراءة ذلك الكتاب.

دعني أول أوجه بعض الأسئلة لمشاغبي أهل الكتاب عندما يتكلمون بتلك الشبهة،
فأقول: أيها النصراني أنت أتيت وقلت أن الشيطان الرجيم قد ألقى على لسان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم بعد ذلك جاء الوحي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له : ما أتيتك بهذا وهذا من الشيطان!
ألم تلحظ أيها النصراني أن كلامك يقر بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام لماذا لأن زعمك عليه يستلزم أنك تؤمن بأن الوحي جبريل عليه السلام كان ينزل عليه مرسلا من عند الله سبحانه وتعالى.
يا أخي كيف لك بأن تكذب شيء وتصدق شيئا آخر، مثلا تكذب بنبوة الرسول عليه السلام ثم تصدق رواية أن الوحي نزل عليه يوبخه على كلام قد ألقاه الشيطان على لسانه، ألا ترى بأنك تتخبط كالذي وقع في شرك قد نصب له، فلا ينفع بأن تكذب الرسول ثم تأتي من زاوية أخرى فتقر بتلك الروايات هذا أصبح سذاجة وعنجلية على استكبار.

وللملحد هاهنا أوجه سؤالي فأقول:
أنت أيها الملحد تدعي أنك لا تؤمن إلا بما تراه أو ما أثبته العلم! طيب يا أخي كيف لك بأن تأتي لتقول بأن الشيطان قد ألقى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما أنت لا تؤمن بوجود الشياطين أصلا، ولا حتى العلم الذي تستشهد به استطاع أن يثبت وجود الشياطين من الجن، فعلى أي أساس تأتي وتقول إن الشيطان ألقى على لسان رسولكم عليه أفضل الصلاة والسلام يا أخي توقف عن تلك السذاجة فهذا اسمه وقاحة، فلا يعقل أيضا بأن تأتي لتستشهد بشيء أنت تنكر وجوده على شيء لا تؤمن به أساسا، فهذا لا ينفع، فمثلا نحن المسلمين يمكننا الاستشهاد بالكتاب المقدس ذلك أننا نؤمن بكتب الله تعالى ورسله ولا نفرق بين أحد من رسله.

إذا وكما قلنا فالسؤال منطقيا يستلزم الإيمان بالله وبأن محمد عبده ورسوله وبالوحي جبريل عليه السلام وبالقرآن الكريم، بالإضافة إلى ذلك يستلزم الإيمان بوجوجد العوالم المحجوبة عنا كالجن والشياطين.
وإلا فإن السؤال يفقد منطقيته لدى السائل في حال كان لا يؤمن بالله أو رسوله ولا الوحي ولا الملائكة ولا الشياطين.
هكذا أخي القارئ تستطيع إخراج النصراني أو الملحد بكل بساطة تنتقل من الدفاع إلى الهجوم مباشرة، فكلاهما ليس في همهما إلا إلقاء الشبهة.

ومنها سننتقل إلى نقطة ثانية، للإجابة على سؤال تافه يتبجح به مشاغبي النصارى فلا يطرحونه إلا على سبيل التحدي! وبصوت عالي!
ومفاده هو: نحن نتحدى المسلمين بأن يأتون بكلمة واحدة ألقاها الشيطان في أماني الرسل من الكتاب المقدس!

وأنا موجوج ها هنا لكي أحضر لهم جملا ونصوصا بحالها قد ألقاه الشيطان في أماني الأنبياء وتناقلها نساخ أهل الكتاب إلى الكتاب المقدس،

دعنا نرى ما ألقى الشيطان في أمنية حزقيال النبي عليه السلام ،
حزقيال كرئيس صور قائلا: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لِرَئِيسِ صُورَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ، وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ. ....... 12..... هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَـامِلُ الْجَمَالِ. 13كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. 14أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15أَنْتَ كَـامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ.) حزقيال 28: 1-15

وفى تفسير القمص تادرس يعقوب يقول عن هذه النبوءة إنها تعنى الشيطان نفسه: (يرى القديس جيروم أن كلمة "صور" تعني "محنة [255]"، لهذا فإن ما ورد بخصوص رئيس صور أو ملكها إنما قصد به الشيطان بكونه يدفع الناس إلى المحن والتجارب. وقد رأى الكثير من الآباء أن ما ورد في هذا الأصحاح يصف سقطة الشيطان من درجته الملائكية. وجاء ذلك الوصف مطابقًا لما ورد في (إش 14: 12) عن لوسيفر.).
../انتهى/..
نلاحظ في هذا النص تمجيجا واضحا للشيطان الرحيم والعياذ بالله تعالى، فالنص يبين أو يعكس غرور إبليس اللعين ولا يمكن يأن يكون هذا الكلام من عند الله سبحانه وتعالى ولا من وحيه وما أتى به جبريل، إنما مما أاقاه الشيطان الرجيم.

 ننتقل إلى ما ألقاه الشيطان في غير موضع، وهذه المرة في أمنية أشعياء النبي عليه السلام،
ويتكلم عنه إشعياء قائلا: (12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.) إشعياء 14: 12-14

لاحظ أخي القارئ كيف أن ابليس اللعين قد ألقى على لسان لسان النبي فاستبدل أمنية النبي بأمنيته هو، ولا يقولن لي أحد إنك لا تفهم وللنص تأويل وما إلى ذلك، فهذه نصوص تعكس أمنية الشيطان لما فيها من تمجيد له والعياذ بالله العلي العظيم.

وننتقل إلى ما ألقاه الشيطان اللعين وهذه المرة لم يلقها على لسان أي نبي إنما ألقاها في أمنية رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وذلك في سفر اللاويين الذي كتبه نبي الله موسى عليه السلام،
لقد أمر الرب نبيه هارون أن يلقى قرعة بين تيسين، يذبح أحدهما للرب، ويُقدم الآخر لعزازيل. فلك أن تتخيل أن الرب بكل قوته وهيبته لم يتمكن من الاختيار بين التيسين، وفضل أن تلقى قرعة حتى لا يغضب الشيطان على تمييز الرب لنفسه!!
اقرأ: هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10

ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!

وإني أجزم لو أن مثل هذا النص كان والعياذ بالله موجود في مراجعنا، لما كنا سننتهي من لسان أهل الكتاب لا ليلا ولا نهارا والملاحدة معهم، فالنص هاهنا تبدو فيه شعائر وعبادات للشياطان والعياذ بالله تعالى من غضب الله العظيم، ماذا تبقى أكثر من إرسال القرابين والذبائح للشيطان، وأنا أتحدى بأن يثبت أهل الكتاب أو غيرهم بأن هذا الكلام ليس مما ألقاه الشيطان في أمنية موسى عليه السلام، فموسى عليه السلام كان يتمنى أن يذبح قومه الذبائح والقرابين لله تعالى تقربا إليه وإرضاء له، ثم جاء الشيطان اللعين فألقى في أمنية موسى ما ألقى فجل الذبائح جلها يذهب إليه في البرية.

مازلنا فيما ألقاه الشيطان في أماني الأنبياء والرسل والعلماء،

(4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4

(31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11

(11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
(2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
…/انتهى/..
نلاحظ أن الشيطان قد جاء وصفه ها هنا بإله الدهر، و معنى كلمة الدهر في اللغة أي مدة الحياة الدنيا كلها أي أن إله الدنيا هو الشيطان، فليخسئ الشيطان ومن تبعه إلى جهنم وبئس المصير، فليس للشيطان إلا اللعنة والنار،
لأن الله تعالى هو إله الدنيا والآخرة،
وقال الله تعالى :
(25) - فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ.
سورة النجم.
وقال أيضا:
(84) - وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ.
سورة الزخرف.

في الواقع أنا لا أعلم بماذا يستقوي أهل الكتاب علينا وبأي حجة يقيمون.

ولنرى هنا ما ألقاه الشيطان في أمنية هارون عليه السلام،
سفر الخروج:
21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28
….

هل نبي الله هارون عليه السلام هو من صنع العجل الذي عبده بنو إسرائيل من دون الله تعالى، أم السامري؟

والقرآن الكريم هو الذي يجيب، في قوله تعالى:
(86) - فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي.
(87) - قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ.
(88) - فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ.
سورة طه.
لذا فلقد برءا الله تعالى أنبيائه في القرآن الكريم من بعدما ألقى الشيطان الرجيم ما ألقى في أمنياتهم.

تصور أن يكون هارون عليه السلام هو صانع العجل الذي عبده بني إسرائيل والذي،
وقال تعالى:
54) - وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
سورة البقرة.


فلو كان هارون هو صانع العجل، الذى تسبب فى مقتل 3000 رجلا من بنى إسرائيل على يديه وبنيه، فكيف يكافئهم الرب بأن جعل الكهانة فى أيديهم للأبد؟ (11«فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنُِ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيل بِغَيْرَتِي. 12لِذَلِكَ قُل هَئَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ السَّلامِ 13فَيَكُونُ لهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ لأَجْلِ أَنَّهُ غَارَ لِلهِ وَكَفَّرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل».) العدد 25: 11-13
….

أعتقد بأننا قدمنا ما يكفي من أدلة تبين أن الشيطان فعلا قد ألقى في أمنيات جميع الأنبياء والرسل وهذا واضح في الكتاب المقدس، والذي لا يمكن للعقل أن يقبل بأن يكون هذا الكلام منسوبا لله سبحانه وتعالى، فالتوراة والإنجيل قد أنزلهما الله تعالى على أهل الكتاب ولكنه سبخانه لم يتعهد بحفظهما كونهما كتابين مؤقتين ريثما ينزل كتابه المجيد القرآن الكريم.
….

يتبع كون الموضوع كبير بعض الشيء ولم ينتهي بعد ولكني سأتبعه بأجزاءه قريبا بإذن الله تعالى.

صلى الله على سيدنا محمد وآل بيته وصحبه وسلم تسليما كثيرا.







Share on Google Plus

About Abd ElRahman

لا إله إلا الله محمد رسول الله
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.